مطعم “خمس خوات”.. قصة نجاح مزيفة تكشف استغلال ذوي الإعاقة باليمن

مطعم “خمس خوات”.. قصة نجاح مزيفة تكشف استغلال ذوي الإعاقة باليمن

المحرر:

اليمن – جسور- شيماء اليوسف

في أواخر ديسمبر 2024، حظي افتتاح مطعم “خمس خوات” Five Sisters في مدينة تعز اليمنية، باهتمام واسع، بعدما تصدّر المشهد خمس فتيات، من ذوات الإعاقة السمعية، وهنّ يرتدين ملابس محتشمة، وظهرن في لقطات مصورة، بوصفهن شقيقات أطلقن مشروعًا رياديًا، يُعد الأول من نوعه في البلاد.

مطعم الشقيقات الخمس يقدم قائمة متنوعة تشمل الوجبات السريعة والمأكولات الصحية، والتقليدية والمعجنات والحلويات، والعصائر الطبيعية.

قصة الفتيات انتشرت بسرعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واعتُبرت نموذجًا ملهمًا للتحدي والتمكين، غير أن هذا الزخم الإيجابي سرعان ما تحوّل إلى حالة من الجدل، بعدما تبيّن أن الفتيات لسن شقيقات، بل صديقات للسيدة عائشة علي محمد جباري، التي تبيّن لاحقًا أنها المالكة الفعلية للمشروع  وزوجة أحمد عبد الواحد الأكحلي، رئيس مؤسسة “وئام” ومترجم لغة إشارة يعمل مع عدد من المنظمات.

المفاجأة جاءت مع الكشف عن أن عقد ملكية المطعم، واتفاقية الدعم المالي، المقدّمة من إحدى الجهات المانحة، بقيمة 13 ألف دولار أمريكي، تم توقيعها باسم عائشة جباري فقط، دون إدراج أسماء الفتيات الأخريات (بشائر، وفاء، هدى، ونهى الجباري) ضمن وثائق الملكية أو كشريكات رسميات في المشروع.

هذا التهميش أثار تساؤلات حول احتمال استغلال الفتيات، لا سيما وأن المشروع قد استُخدم في حملات دعائية، ركّزت على كونهن من فئة الصم والبكم، دون ضمانات قانونية واضحة تكفل لهن حقوقًا عادلة في العائدات أو الإدارة.

واعتبر ناشطون وحقوقيون أن ما حدث يتعارض مع أحكام الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، التي صادقت عليها الجمهورية اليمنية عام 2009، والتي تنص على حماية هذه الفئة من أي شكل من أشكال الاستغلال، وتؤكد حقهم في التمكين والمشاركة الكاملة في المجتمع.

كما يخالف الأمر قانون رعاية وتأهيل المعاقين اليمني رقم (61) لسنة 1999، الذي يشدد على ضرورة توجيه الدعم والموارد بما يحقق مصلحة الأشخاص ذوي الإعاقة، وتمكينهم من حقوقهم كاملة دون تمييز.

الحادثة أثارت موجة من الانتقادات، لا سيما تجاه بعض وسائل الإعلام اليمنية التي رُوِّج عبرها لقصة المطعم، بوصفه مبادرة ذاتية لخمس شقيقات، دون تحرٍّ كافٍ للحقيقة، وطالب ناشطون بفتح تحقيق شفاف، وإعادة النظر في آلية تقديم الدعم وضمان توجيهه لمستحقيه الحقيقيين.

المقالة السابقة
“بلا ساقين” لعبة بريطانية لمبتوري الأطراف ترويِ تاريخ الإعاقة بطريقة تفاعلية
المقالة التالية
مي زين الدين.. مناصرة قضايا الإعاقة ضمن أقوى 50 سيدة في مصر

وسوم

أصحاب الهمم (43) أمثال الحويلة (387) إعلان عمان برلين (391) اتفاقية الإعاقة (519) الإعاقة (70) الاستدامة (688) التحالف الدولي للإعاقة (695) التشريعات الوطنية (516) التعاون العربي (400) التعليم (36) التعليم الدامج (36) التمكين الاقتصادي (50) التنمية الاجتماعية (687) التنمية المستدامة. (47) التوظيف (33) التوظيف الدامج (648) الدمج الاجتماعي (570) الدمج المجتمعي (106) الذكاء الاصطناعي (55) العدالة الاجتماعية (52) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (393) الكويت (54) المجتمع المدني (685) الولايات المتحدة (47) تكافؤ الفرص (679) تمكين (39) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (489) حقوق الإنسان (58) حقوق ذوي الإعاقة (68) دليل الكويت للإعاقة 2025 (367) ذوو الإعاقة (86) ذوو الاحتياجات الخاصة. (658) ذوي الإعاقة (243) ذوي الهمم (40) ريادة الأعمال (380) سياسات الدمج (671) شركاء لتوظيفهم (375) قمة الدوحة 2025 (367) كود البناء (366) لغة الإشارة (40) مؤتمر الأمم المتحدة (329) مجتمع شامل (679) مدرب لغة الإشارة (545) مصر (30) منظمة الصحة العالمية (564)