معاناة ذوي الإعاقة في الفاشر.. الهشاشة في وجه الرصاص الحي

معاناة ذوي الإعاقة في الفاشر.. الهشاشة في وجه الرصاص الحي

المحرر: ماهر أبو رماد - السودان
معاناة ذوي الإعاقة في الفاشر

معاناة ذوي الإعاقة في الفاشر. بولاية شمال دارفور. في السودان. باتت تمثل كابوسًا إنسانيًا. منذ استيلاء قوات الدعم السريع على المدينة. في أواخر أكتوبر 2025، وما ترتب على ذلك من حصار لآلاف المدنيين، خاصة ذوي الإعاقة. دون إمكانية المغادرة الآمنة.

كبار السن وذوو الإعاقة ممنوعون من الخروج

منظمة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR) أكدت أن “آلاف الأشخاص، ولا سيما كبار السن، وذوي الإعاقة” حوصروا في الفاشر، إما لأنهم “ممنوعون من الخروج” أو “يفتقرون إلى الوسائل أو القوة الجسدية للنزوح”.

وبالتالي، فإن هؤلاء الأشخاص تعرضوا لمخاطر إضافية؛ فهم غالبًا ما كانوا يحتاجون إلى دعم طبي مستمر، خصوصا أن حركتهم كانت محدودة، ويعتمدون على مساعدات إنسانية يصعب إيصالها في ظل النزاع والعنف المتفاقم.

وسط هذا الصراع الدموي، يشير يونيسف إلى أن الفاشر في ظل سيطرة قوات الدعم السريع أصبحت “مركزًا لمعاناة الأطفال”، بعد حصار دام أكثر من 500 يوم.

وأوضحت الأمم المتحدة أن ما يقارب 260,000 مدني، منهم حوالي 130,000 طفلًا، حوصروا داخل المدينة أو مخيماتها المجاورة، دون وصول منتظم إلى الغذاء أو الرعاية الصحية.

سوداني على كرسي متحرك
ذوو الإعاقة في الفاشر يواجهون حربا غير تقليدية

وللأسف، هناك تحذير من ارتفاع حالات سوء التغذية الشديدة بين الأطفال، خاصة في أماكن النزوح مثل مخيمات “تويلا” حيث يتجاوز عدد الراشدين والنازحين فوق 37,000 شخص، بعضهم ساقط استنزافًا وخطرًا على الحياة.

انتهاكات الفاشر تجاوزت حدود الحرب التقليدية

وتشير تقارير دولية إلى أن العنف في الفاشر تجاوز حدود الحرب التقليدية. إذ وصف البعض ما حدث بأنه حملة جماعية ضد المدنيين، تشمل قتلًا على أساس عرقي. واغتصابًا، وتجنيدًا قسريًا للأطفال، واختطافًا لفدية.

منظمة الأمم المتحدة أكدت أن العمليات الإنسانية في الفاشر مهدّدة بانهيار كامل؛ إذ أن وصول المساعدات أصبح شبه مستحيل. بسبب العنف والاشتباكات المستمرة.

 بعبارات أخرى، الغارات والمصاعب الأمنية تمنع وصول الغذاء والدواء والمياه النقية إلى المحاصرين، مما يزيد من خطر المجاعة والوفاة.

ترحيل قسري للنازحين من ذوي الإعاقة

حدة الأزمة زادت بعد استيلاء قوات الدعم السريع على الفاشر. إذ فرّ عشرات الآلاف من السكان. باتجاه مخيمات مثل “تويلا” و”الدبة الشمالية”. في رحلات نزوح خطيرة. عبر طرق محاطة بمعسكرات عسكرية. ونقاط تفتيش. وهناك تقارير عن عمليات ترحيل قسري لبعض النازحين ذوي الإعاقة والعجز، رغم الأوضاع المأساوية التي تركتهم وراءهم.

من جانبها دعت الأمم المتحدة إلى ما يلي:

  • فتح ممرات إنسانية آمنة إلى الفاشر بشكل فوري لتوفير الحماية والغذاء والرعاية الصحية، ولا سيما للفئات الأشد ضعفًا مثل ذوي الإعاقة والأطفال.
  • إجراء تحقيق دولي مستقل لتوثيق الانتهاكات، خصوصًا مشاكل القتل والإبادة الجنسية والتمييز العرقي، وملاحقة المسؤولين أمام محاكم دولية.
  • تقديم دعم مستدام لمنظمات الإغاثة لتوسيع خدماتها داخل الفاشر والمناطق المحيطة، بما يشمل مراكز صحية متنقلة ومرافق تأهيل للأشخاص ذوي الإعاقة.
  • ضمان وصول المساعدات الغذائية والطبية إلى المخيمات، مع إعطاء أولوية لسكان المناطق المحاصرة والنازحين حديثًا.

كارثة حصار الفئة الأكثر هشاشة

ما حدث في الفاشر  ليس مجرد نزاع عسكري؛ بل كارثة إنسانية متكاملة حاصرت الفئة  الأشد ضعفًا بين المدنيين. وهم ذوو الإعاقة الذين يعانون من تهميش إضافي، مما يجعلهم عرضة للخطر بشكل أكبر من غيرهم، ويواجهون الرصاص الحي بصدور عارية وأمعاء خاوية، وعدم القدرة على الهرب.

في هذا الظرف، فإن العالم يقف أمام امتحان أخلاقي وحقوقي، فهل سيتحرك المجتمع الدولي لإنقاذهم؟ وهل ستستجيب الجهات الدولية والحقوقية لمطالب العدالة والمساءلة؟.

المقالة السابقة
دمج مرضى التوحد في سوق العمل على طاولة الأسبوع الأوروبي لذوي الإعاقة 
المقالة التالية
التآزر الحركي البصري.. لماذا يهدد مستقبل الأطفال الدراسي؟

وسوم

الإعاقة (3) الاستدامة (33) التحالف الدولي للإعاقة (34) التربية الخاصة (2) التشريعات الوطنية (33) التعاون العربي (33) التعليم (4) التعليم الدامج (4) التمكين الاقتصادي (3) التنمية الاجتماعية (33) التنمية المستدامة (3) التوظيف الدامج (32) الدمج الاجتماعي (31) الدمج الجامعي (3) العدالة الاجتماعية (3) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (31) الكويت (5) المتحف المصري الكبير (4) المجتمع المدني (31) المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (4) المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة (4) الوقائع الإخباري (2) تكافؤ الفرص (32) تمكين (2) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (31) حقوق الإنسان (3) حقوق ذوي الإعاقة (3) دليل الكويت للإعاقة 2025 (30) ذوو الإعاقة (12) ذوو الاحتياجات الخاصة. (31) ذوي الإعاقة (9) ذوي الهمم (5) ريادة الأعمال (33) سياسات الدمج (33) شركاء لتوظيفهم (34) قمة الدوحة 2025 (35) كود البناء (36) لغة الإشارة (2) مؤتمر الأمم المتحدة (36) مبادرة تمكين (3) مجتمع شامل (36) مدرب لغة الإشارة (37) مصر (12) منظمة الصحة العالمية (37) وزارة الشؤون الاجتماعية (2)