معاناة ذوي الإعاقة في غزة تتفاقم يومًا بعد يوم. رغم إعلان التهدئة لكن دولة الاحتلال تواصل تنفيذ سياسات قمعية. تؤدي إلى تدهور أوضاعهم الصحية والاجتماعية. وسط تراجع كبير لفرص حصولهم على الغذاء والدواء والدعم.
ومع كل موجة نزوح جديدة، تتزايد المعاناة، ويزداد عدد المصابين بإعاقات دائمة، خاصة الناجون الذين فقدوا أطرافهم في القصف المتواصل.
معاناة ذوي الإعاقة في غزة في ظل حصار الاحتلال
معاناة ذوي الإعاقة في غزة يعيشها الىلاف من الكبار والصغار. من بينهم أمينة فياض. 39 عامًا، تعيش مع إعاقة حركية ناتجة عن اضطراب هرموني تسبب لها في قصر القامة. ورغم الإعاقة. أكملت تعليمها، وواصلت عملها، ورعت أسرتها بدعم من أفراد العائلة. لكن مع بدء الإبادة، تغيّر كل شيء.
وبسبب النزوح المستمر، فقدت فياض جزءًا كبيرًا من روتينها العلاجي. كما تسببت التنقلات المتكررة في زيادة آلام الظهر والعضلات. كذلك واجهت صعوبة في إيجاد مكان آمن للأسرة. وخلال عمليات الإخلاء المفاجئة، خسرت أمينة فياض أدويتها واحتياجاتها الأساسية، ما دفعها إلى الشعور بـ«العَجْز» رغم مسؤولياتها الكبيرة تجاه كبار السن والأطفال.
وقالت فياض إنها بذلت جهدًا كبيرًا لتوفير الحد الأدنى من احتياجات أسرتها. ومع ذلك، تعطّلت حياتها تمامًا بسبب انعدام المياه والطعام والدواء، وتزايدت معاناتها الصحية بسبب سوء التغذية ونقص العلاج. وأكدت أنها تتحرك اليوم بصعوبة أكبر، وأنها تحتاج دعمًا عاجلًا.
أميرة أبو سليم تجسيد لمعاناة ذوي الإعاقة في غزة
كذلك تعاني أميرة أبو سليم، 28 عامًا، من ضعف بصري حاد منذ عام 2021. ومع ذلك، تابعت تعليمها، وعملت في مجالات اجتماعية وطبية، وشاركت في برامج لتمكين النساء والشباب. كما حصلت على تدريب تقني مكّنها من العمل في إذاعة الجامعة الإسلامية باستخدام برامج مساعدة لذوي الإعاقة البصرية.

معاناة ذوي الإعاقة في غزة. خصوصا أميرة تفاقمت بعد 7 أكتوبر 2023. إذ فقدت معظم أدواتها المساعدة أثناء النزوح، ومنها العصا البيضاء والعدسات المكبرة والنظارات الطبية. كذلك تدهورت صحتها بسبب نقص المياه والغذاء، وازدادت آلام العمود الفقري لديها نتيجة التشوه الخلقي. بينما ارتفع ضغط العين بسبب الإجهاد.
وأوضحت أبو سليم أنها لم تتمكن من الحصول على أدويتها الأساسية، مثل قطرات العين والمسكنات والمكملات الغذائية. وأضافت أنها تعيش اليوم مع طفلتها في غرفة مكتظة بالناس، وتضطر للطهي على نار الحطب، والتنقل لمسافات طويلة، وهو ما يضاعف الألم. ومع ذلك، تواصل توثيق معاناة ذوي الإعاقة في غزة عبر «إنستجرام». وتطالب بتأمين دخل ثابت ورعاية صحية منتظمة.
من أميرة إلى عماد قديح. لا يختلف الحال كثيرا. عماد 22 عامًا، فقد بصره كاملًا منذ الطفولة. ورغم ذلك، تابع دراسته الجامعية في تخصص الترجمة بجامعة غزة، وعمل صحفيًا مستقلًا لصالح «بي بي سي»، وكتب الشعر قبل أن يتوقف مؤقتًا بسبب الصدمة النفسية.
محاولات العيش مستمرة رغم غياب الأجهزة المساعدة
واستمر قديح في الدراسة رغم غياب الأجهزة المساعدة. فهو يعتمد اليوم على هاتفه للاستماع إلى الكتب الصوتية. بعد أن فقد إمكانية استخدام الحاسوب أو مواد برايل. ومع ذلك، يواصل جهده من أجل عدم الانقطاع عن التعليم.
وقال قديح إن القصف المستمر والنزوح أجبراه على الاعتماد على الآخرين في الحركة. بعد فقدانه العصا البيضاء. كما أكد أن نقص الغذاء والدواء أثّر بشدة على صحته، وأنه يستخدم عدسة مؤقتة بدلًا من العدسة الأصلية التي فُقدت.
ورغم هذه الظروف، يصرّ قديح على الاستمرار. إذ يدعو إلى دعم عالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، ويطالب بتوفير المعدات الطبية وأجهزة الحركة، بالإضافة إلى تأمين ممرات آمنة لتلقي العلاج والتعليم.
تعكس قصص أمينة وأميرة وعماد معاناة ذوي الإعاقة في غزة. فكل قصة تحمل مزيجًا من الألم والصمود. وتكشف حجم الفجوة الهائلة بين احتياجاتهم وما يصل إليهم من مساعدات.
ولذلك، تتصاعد المطالب بضرورة تحرك المجتمع الدولي لتأمين الغذاء والدواء والدعم النفسي وإعادة التأهيل، لضمان حياة كريمة لذوي الاحتياجات الخاصة.


.png)


















































