Skip to content

أستاذ جامعي من ذوي “متلازمة داون” يناقش رسالة الماجستير بالقاهرة

أستاذ جامعي من ذوي “متلازمة داون” يناقش رسالة الماجستير بالقاهرة

القاهرة – جسور – فاطمة الزهراء بدوي

شهدت الأوساط الأكاديمية والعلمية في مصر، اليوم الاثنين، حدثًا فريدًا من نوعه، يُثبت مجددًا قدرات وإمكانات “القادرون باختلاف”، حيث يناقش الباحث إبراهيم أشرف محمد الخولي، المعيد بإحدى كليات الإعلام الخاصة بالقاهرة، رسالة ماجستير نوعية في معهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية.

تمثل هذه المناقشة خطوة فارقة، تُسكت الجدل الدائر حول أهلية أصحاب متلازمة داون، وتُبرز أن الإعاقة الحقيقية تكمن في المفاهيم الخاطئة والتصورات النمطية التي لا تزال تحكم نظرة المجتمع.

وقد تحدد موعد مناقشة الرسالة اليوم الإثنين الموافق 23 يونيو 2025، بمقر المعهد في جاردن سيتي، وهي مناسبة ينتظرها الوسط الأكاديمي والمهتمون بقضايا الدمج المجتمعي.

وتأتي هذه المناسبة لتُعطي ردًا عمليًا وملموسًا على موجة التعليقات السلبية التي اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرًا، والتي شككت في حقوق أصحاب متلازمة داون، بل وذهبت إلى حد وصفهم بـ”فاقدي الأهلية والإدراك”، في سياق حادثة زواج أثارت جدلاً واسعاً. عقب انتشار فيديو لحفل زواج شاب من أصحاب متلازمة داون، من فتاة طبيعية، وكان واضحا من الفيديو الذي حظى بنسبة مشاهدات عالية، أن الفتاة كانت مجبرة على الزواج، ليتبين بعد تدخل عدة جهات حكومية ومنظمات المجتمع المدني والدفاع عن المراة، أن الفتاة قاصر وتحت السن القانوني

رسالة الماجستير، التي تحمل عنوان “تقييم المعالجة الإعلامية لقضايا القادرون باختلاف: دراسة كيفية”، تأتي في توقيت بالغ الأهمية. ففي الوقت الذي تتعالى فيه أصوات الجهل والتنمر، ينهض الدكتور إبراهيم الخولي، وهو ذاته من أصحاب متلازمة داون، ليتناول بعمق وتحليل منهجي الدور الذي يلعبه الإعلام في تشكيل وعي المجتمع تجاه هذه الفئة الهامة.

هذا العمل البحثي الرائد يعد إضافة علمية للمكتبة الأكاديمية، وشهادة حية على أن أصحاب متلازمة داون قادرين على الاندماج، وعلى القيادة والتأثير في مجالات تخصصهم، وأنهم قادرون على دراسة وتحليل الظواهر المجتمعية المعقدة.

تشكل لجنة المناقشة والحكم قامات أكاديمية رفيعة المستوى، في مجال الإعلام، مما يؤكد على أهمية البحث وعمق مضمونه:

أ. د. سامي طايع: أستاذ العلاقات العامة والإعلان بكلية الإعلام، جامعة القاهرة، رئيسًا ومناقشًا.
أ. د. أمال الغزاوي: أستاذ الإذاعة والتليفزيون وعميد كلية الإعلام – CIC، مناقشًا.
أ. د. ريم عادل: أستاذ العلاقات العامة والإعلان بكلية الإعلام، جامعة القاهرة، ورئيس قسم بحوث ودراسات الإعلام بالمعهد، مُشرفًا.

يعد وجود الباحث إبراهيم الخولي كمعيد في كلية الإعلام، ومناقشته لرسالة الماجستير في مؤسسة بحجم معهد البحوث والدراسات العربية، التابع لجامعة الدول العربية، رسالة واضحة لكل من يظن أن القدرات مقيدة بفروقات وراثية. هذه الإنجازات تُبرهن أنهم ليسوا بحاجة إلى شفقة، ولكن إلى فرص متساوية، ودعم مجتمعي يُمكنهم من إطلاق طاقاتهم الكامنة. فمن وصفتهم التعليقات المُسيئة بـ”فاقدي الأهلية”، هم اليوم دكاترة وأساتذة جامعات، يساهمون في إثراء المعرفة الإنسانية ويُعلي من شأن قيم الإدماج والقبول.

 

المقالة السابقة
ثلاثي المنتخب السعودي من ذوي الإعاقة يشاركون في بطولة آسيا
المقالة التالية
ناشط يُناشد الطبطبائي إدراج العلاج الوظيفي والطبيعي بالمدارس والأندية