Skip to content

مفوضية الإعاقة بنيوزيلندا تكشف وقائع إهمال طبي بطلها طبيب مشطوب

مفوضية الإعاقة بنيوزيلندا تكشف وقائع إهمال طبي بطلها طبيب مشطوب

نيوزيلندا –  جسور- فاطمة الزهراء بدوي 

كشفت مفوضية الصحة والإعاقة، في نيوزيلندا، نقلاً عن تقرير مفصل نشرته RNZ وNew Zealand Herald، اليوم الأحد، يدين ممارسات طبيب الأسنان السابق “بهارات سوبراماني”، المعروف باسم “باري سوبراماني”، الذي سبق أن شُطب اسمه من السجل المهني عام 2023 بعد سلسلة من الانتهاكات المهنية. 

التقرير الذي صدر اليوم، ويقع في 86 صفحة، تضمن ثلاث شكاوى جديدة، توثق تجاوزات إضافية خلال ممارسته بين 2018 و2022، وأكد وجود نمط متكرر من الإهمال والتعامل غير الآمن مع المرضى.

قطعة سن تسببت في ألم وعدوى

تعود الشكوى الأولى إلى مريض يبلغ من العمر 55 عامًا، خضع لعدة جلسات علاجية بين ديسمبر 2021 ويناير 2022 أثناء خضوع سوبراماني لإشراف مهني. شملت الجلسات خلع ضرس، وبعدها بدأ يعاني من مشاكل في المضغ وتورم مؤلم داخل خده. أبدى المريض مخاوفه بشأن وجود قطعة سن لم تُزال، لكن الطبيب أصر أن الأمر طبيعي ومرتبط بعظمة الفك. الألم استمر حتى خرجت قطعة سن كبيرة من منطقة التورم، ما أكد شكوك المريض. التقرير أشار إلى تقصير في التشخيص، غياب للأشعة المطلوبة، وافتقار السجلات الطبية للدقة والوضوح، إلى جانب تنفيذ إجراءات دون موافقة مستنيرة.

علاج غير ضروري وتكاليف باهظة

الشكوى الثانية تعود لرجل يبلغ 35 عامًا، زار العيادة بشكل طارئ في 2018 بسبب ألم في ضرس واحد. تفاجأ بأن الطبيب بدأ العمل على ثلاثة أسنان أخرى وصمم له واقيًا فمويًا، مقابل 1300 دولار نيوزيلندي. لاحقًا، طُلب منه دفع مبلغ إضافي لأعمال حشو أخرى. بعد سنوات من المتابعة مع أربعة أطباء أسنان، تم خلع اثنين من الأسنان التي عالجها سوبراماني. التقرير أشار إلى استخدام مواد قديمة في العلاج، وإجراء حشوات غير مكتملة، وغياب خطة علاج واضحة أو موافقة مكتوبة.

حادث مؤلم ينتهي بنقل للمستشفى

الشكوى الثالثة تخص امرأة تبلغ من العمر 75 عامًا، خضعت لجلسة تنظيف باستخدام جهاز تلميع بالهواء. أثناء الجلسة، انزلقت الأداة واخترقت خدها، ما سبب شعورًا بالاختناق وتورمًا في الوجه والرقبة. نقلت للمستشفى حيث اشتبه الطبيب المعالج بوجود هواء جراحي منتشر في الوجه. قالت المريضة إنها لم تُمنح شرحًا كافيًا عن الجهاز أو مخاطره، ولم توافق شفهياً على استخدامه. بقيت تعاني من آثار الحادث لعشرة أيام، ومنذ ذلك الحين تخشى زيارة أي طبيب أسنان.

توصيات المفوضية وموقف المجلس المهني

أوصت نائبة مفوضة الصحة، فانيسا كولدويل، سوبراماني بتقديم اعتذار رسمي للمتضررين، وتقديم دليل على الدورات التدريبية التي خضع لها. كما طالبت المجلس الطبي بفرض مراجعة جديدة لكفاءته المهنية، إذا تقدم مستقبلاً بطلب إعادة التسجيل. التقرير أظهر نمطًا ممنهجًا من التجاوزات، وعدم الالتزام بمتطلبات السلامة، إلى جانب تعامل ضعيف مع المرضى ومحدودية في التواصل والشرح الطبي.

مسار تأديبي مستمر منذ سنوات

سوبراماني كان قد أُحيل إلى لجنة السلوك المهني في 2019، وواجه تهمًا تتعلق بـ39 واقعة إهمال شملت 11 مريضًا. أقر بالمخالفات أمام المحكمة التأديبية في 2022، ما أدى إلى تغريمه وشطبه من سجل الممارسين. رغم ذلك، تمكن من مزاولة المهنة تحت الإشراف حتى صدور قرار المحكمة العليا في أكتوبر 2023، والذي أيد منعه من ممارسة المهنة لثلاث سنوات.

ثقة المجتمع على المحك

أثارت القضية قلقًا واسعًا حول الرقابة على الأطباء الذين سبق إدانتهم. تعهدت المفوضية بمواصلة مراقبة تطبيق التوصيات وضمان استيفاء أي طلب لإعادة التسجيل لمعايير أكثر صرامة، حرصًا على سلامة المرضى واستعادة الثقة في النظام الصحي.

المقالة السابقة
“اعرفونا”مبادرة مصرية لمحاربة التنمر ضد ذوي الإعاقة في المدارس
المقالة التالية
مصر تحتفي بذوي الإعاقة.. مهرجان فني يدعم المواهب وتكريم حفظة القرآن