أمريكا – جسور – سماح ممدوح حسن
شاركت الممثلة المسرحية الأميريكية ماريسا بودي، نجمة مسرحية “Wicked”، تجربة مؤثرة حدثت معها مؤخرًا خلال رحلة جوية، حين فاجأها أحد أفراد طاقم الطائرة، بموقف غير مألوف.
في مقطع مؤثر نشرته الممثلة على حسابها في “تيك توك”، قالت بودي (24 عامًا) إنها لطالما عانت من تجاهل العاملين في المطارات لمشاعرها، واحتياجاتها كامرأة تستخدم كرسيًا متحركًا، مضيفة: “لأول مرة، يسألني أحد ماذا أريد، عادةً ما يتحدثون عني وليس إليّ، وكأنني غير مرئية”.
واستطردت: لكن في تلك الرحلة، حين جاء موظفو خدمة الكراسي المتحركة لمساعدتها على النزول، توجهوا إلى المضيف الجوي بالسؤال “كيف نساعدها؟ ” فجاء رد المضيف حاسمًا: “اسألوها. هي تعرف ما هو الأفضل والأكثر راحة لها.”
ذلك الرد البسيط، حسب وصفها، جعلها تشعر لأول مرة بالاعتراف بكرامتها وإنسانيتها، وعلّقت قائلة: “لم أعد أتوقع الكثير من الناس، وأبسط مظاهر الاحترام أصبحت نادرة جدًا لدرجة أنني تأثرت عاطفيًا فقط لأن أحدهم سألني عن رأيي.”
تجربة بودي ليست فردية، بل تعكس معاناة أوسع يشعر بها كثير من مستخدمي الكراسي المتحركة في المطارات، حيث تشتكي نسبة كبيرة من تعالي موظفي المساعدة، وتجاهلهم لصوت الشخص المعني.
وتأتي شهادتها بعد أشهر من فرض وزارة النقل الأميركية، غرامة قياسية، قدرها 50 مليون دولار، على شركة أميركان إيرلاينز بسبب انتهاكات جسيمة لحقوق الركاب، من ذوي الإعاقة بين عامي 2019 و2023. حينها، قال وزير النقل الأميركي السابق، بيت بوتيجيج: “عصر التسامح مع سوء معاملة ركاب ذوي الإعاقة قد انتهى… سنحاسب الخطوط الجوية على انتهاكاتها لحقوق الإنسان.”
ماريسا بودي ختمت الفيديو برسالة مؤثرة:”لا ينبغي أن تكون هذه اللحظات نادرة أو جديرة بالثناء. لكنها للأسف كذلك. كل الحب لذلك المضيف الذي رآني كإنسانة.”
هذه التجربة، وإن كانت فردية، تدفعنا جميعًا للتفكير في الكيفية التي يمكن بها جعل بيئات السفر والمرافق العامة أكثر احترامًا وإنصافًا لذوي الإعاقة، ليس بمنّ أو فضل، بل بحقّ أصيل.