ممثلة هولندية كفيفة بنسبة 99%، تدعى هيلدا سنبر، قدمت العرض المسرحي«الأمل الأخير» على مسرح Modu Art Theater في العاصمة الكورية الجنوبية سيول، وشاركت في العرض المسرحي الممثلة التشيلية إيبانا جارين، غير المعاقة.
بدأ العرض بمشهد مميز، حيث سألت إيبانا: «بالنسبة لي، أزرق السماء هو لون الوحدة والحنين.ما لون حنينك؟»، لتجيب الممثلة الهولندية هيلدا: «أتذكر ستائر المخمل البنفسجية. ورائحة الغبار. كل منا يخلق سماءه وحنينه الخاص»
وفي هذا السياق، يطرح العرض سؤالًا جوهريًا حول البصر: هل هو الحاسة الأرقى حقًا؟ أم أن التجربة الحسية متعددة الطبقات تمنح الإنسان منظورًا أوسع؟
ممثلة هولندية كفيفة تكسر القوالب النمطية حول الإعاقة
قدم العرض المسرحي تجربة فريدة، إذ كشف أن العالم غير المرئي ليس نقصًا، بل أسلوبًا مختلفًا للإدراك الحسي.استمرت رحلة الممثلين ثلاث سنوات، بدأت في أوروبا، مرت بخمس دول، ووصلت شيلي قبل أن تصل آسيا لأول مرة.
من خلال هذه الرحلة، تعلم الجمهور أن الثقة والتفاهم يمكن أن تتجاوز القيود البصرية واللغوية.بعد العرض هيلدا عبرت عن تجربتها قائلة: «لم أتخيل الوقوف على هذا المسرح. كانت مغامرة كبيرة، اللغة الإنجليزية كانت محدودة، والمكان مظلم، لكن القهوة اللذيذة ساعدتني».

بينما أضافت إيبانا: «التقينا أول مرة خلال مشروعي لذوي الإعاقة في أمستردام. أسبوعين من اللعب والحديث كفيلان ببناء الثقة»
ذاكرة حسية تتجاوز الإعاقة
ناقش الممثلان موضوعات متنوعة مثل البحر والسماء الليلية والآباء، لتظهر الاختلافات الحسية. وتندمج في تجربة مشتركة.أظهرت هيلدا أن الذكريات تتشكل عبر الصوت والملمس والمسافة، وليس الرؤية وحدها.
وتجربة صعود جبال الأنديز كانت محطة حاسمة، حيث صعدت إيبانا الجبل معصوبة العينين، لتدرك حسًا جديدًا للظلال والمسافات. هيلدا ضحكت أثناء سقوطها على الثلج الطري، وقالت: «السقوط كان تجربة جميلة لم أتخيلها يومًا».
المشهد الأخير أظهر الممثلة الهولندية الكفيفة، هيلدا ترقص مع إيبانا، رغم خوفها السابق من فقدان التوازن.هذه اللحظة أبرزت كيف تختفي الحواجز بين الإعاقة واللغة والعرق، ويظهر معنى الثقة المطلقة بين البشر.

قالت هيلدا: «الإعاقة ليست فقدان البصر، بل البيئة غير الداعمة هي التي تصنع الإعاقة» وأضافت إيبانا: «إذا فتح الإنسان قلبه، وأبدى استعداده لتقبل الآخر، يمكنه دائمًا تجاوز كل الحواجز»
تجربة مسرحية للتفكير وإعادة التعاطف
عرض الأمل الأخير يقدم درسًا قويًا في كيفية بناء التعاطف. عبر الحواس المختلفة.كما يوضح أن التعاون بين المعاقين وغير المعاقين يخلق فرصًا لإعادة النظر في القدرات البشرية.
في نهاية المطاف، يدعو العرض الجمهور لإعادة تقييم معنى الإدراك والتواصل، بعيدًا عن المفاهيم النمطية المرتبطة بالإعاقة.


.png)


















































