Skip to content

منصة “Inturai” تغير مستقبل رعاية ذوي الإعاقة في نيوزيلندا

منصة “Inturai” تغير مستقبل رعاية ذوي الإعاقة في نيوزيلندا

نيوزيلندا- جسور- فاطمة الزهراء بدوي 

أحدثت شركة P2P Group نقلة نوعية في مجال الرعاية الصحية في نيوزيلندا عبر منصتها “إنتوراي” التي تُجرى تجربتها حاليًا في أحد مراكز رعاية ذوي الإعاقة، في خطوة وصفتها الشركة بأنها محورية في مسيرتها نحو توسع أعمق في القطاع الصحي. تعتمد “إنتوراي” على تقنيات استشعار ذكية تعمل في الوقت الحقيقي، دون الاعتماد على الكاميرات أو الأجهزة القابلة للارتداء، ما يجعلها منصة غير تدخّلية تحافظ على خصوصية المستخدم وكرامته.

تركز التقنية الجديدة على مراقبة مستويات النشاط داخل بيئات مختلفة، وإرسال تنبيهات فورية عند وجود حاجة لتدخل الرعاية. ذلك يسهم في تحسين جودة الحياة، ويعزز من قدرة المؤسسات على تقديم خدمات أكثر أمانًا وإنسانية. تعتبر هذه المقاربة تطورًا لافتًا في المجال، خاصةً في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه مقدمي الرعاية من حيث الموارد وضغط العمل.

أشار الرئيس التنفيذي لشركة P2P إلى أن هذه التجربة هي البداية فحسب، وأنهم يسعون لأن تصبح “إنتوراي” خيارًا أساسيًا في المؤسسات الصحية عالميًا، خصوصًا مع تزايد الطلب على حلول رعاية غير تقليدية تحترم كرامة المستفيدين وتُدار بكفاءة عالية. مع ذكر أن نجاح التجربة في نيوزيلندا يمكن أن يفتح الباب أمام تبنٍ واسع للمنصة في قطاعات رعاية أخرى، مثل دور المسنين والمرافق الطبية المجتمعية.

على الصعيد الاقتصادي، سجل سهم الشركة ارتفاعًا بنحو 9.7% فور الإعلان عن التجربة، ما يعكس ثقة المستثمرين في مستقبل هذا النوع من الحلول التكنولوجية. ويمثل ذلك نموذجًا واضحًا على كيفية تفاعل الأسواق مع الابتكار في الخدمات الصحية، خصوصًا حين يتعلق بتحسين بيئة الرعاية للأشخاص الأكثر احتياجًا. ويبدو أن الشركة باتت على مشارف مرحلة جديدة من النمو، مدفوعة بقدرتها على الجمع بين التقنية والرعاية الإنسانية.

بعيدًا عن الأرقام، تكمن أهمية “إنتوراي” في تغييرها للمعادلة القديمة القائمة على مراقبة قسرية أو تدخل جسدي مباشر. فبدلًا من الكاميرات التي قد تثير شعورًا بالمراقبة، أو أجهزة يرتديها الشخص بشكل دائم، جاءت المنصة لتعيد تصميم تجربة الرعاية بشكل يحترم استقلالية الأفراد. وهذه نقطة جوهرية في النقاش العالمي حول أخلاقيات التكنولوجيا الطبية.

يرى خبراء الصحة أن مثل هذه المنصات قد تعيد صياغة السياسات الصحية في المستقبل، حيث يتم الاعتماد أكثر فأكثر على تقنيات لا تنتهك الخصوصية، مع الحفاظ على جودة الخدمات. وقد تتجه الحكومات إلى دعم هذا النوع من الابتكار عبر شراكات مع القطاع الخاص، أو عبر إدماجه في خطط التحول الرقمي الوطني، خاصةً في الدول ذات البنية التحتية المتقدمة.

يُذكر أن نيوزيلندا كانت دائمًا من الدول الرائدة في تحديث سياساتها المتعلقة بالرعاية الاجتماعية والصحية، وتبنيها لتلك التجربة يعكس ذلك التوجه. كما تشير التوقعات إلى أن السوق العالمية لمثل هذه الحلول ستشهد نموًا متسارعًا، بفضل تزايد الطلب على الرعاية المخصصة والمدعومة بالذكاء الاصطناعي.

المقالة السابقة
دراسة: ذوو الإعاقة في أيرلندا يواجهون صعوبات في ممارسة الرياضة
المقالة التالية
منصة أمريكية تطلق أدوات تفاعلية جديدة لإتاحة التعليم للطلاب ذوي الإعاقة