منطقة الباحة وجهة سياحية مستدامة وداعمة لذوي الإعاقة بالسعودية

منطقة الباحة وجهة سياحية مستدامة وداعمة لذوي الإعاقة بالسعودية

المحرر:
منطقة الباحة وجهة سياحية مستدامة وداعمة لذوي الإعاقة بالسعودية

تشهد منطقة الباحة مرحلة متقدمة من التحول التنموي الشامل. حيث يتجلّى ذلك في تكامل المشروعات البلدية والتنموية. ونمو الفرص الاستثمارية النوعية. وتعزيز كفاءة القطاعات الزراعية والسياحية. كما تشمل المبادرات توفير بيئات وشبكات خدمية مهيأة لذوي الإعاقة. ويأتي ذلك ضمن رؤية إستراتيجية متكاملة ترتكز على التخطيط المؤسسي واستثمار المزايا التنافسية للمنطقة.

منطقة الباحة وجهة سياحية تواكب رؤية 2030

ويعكس هذا الحراك التنموي المتسارع نقلة نوعية في المشهد الحضري والاقتصادي. مدعومًا بعمق تاريخي وثقافي راسخ. ومقومات طبيعية ومعمارية فريدة. كما يعزّز ذلك التوجه التنموي المستدام القيمة المضافة للاقتصاد المحلي. ويرفع جاذبية البيئة الاستثمارية. وليس منطقة الباحة وحدها. ويواكب مستهدفات رؤية 2030. بالإضافة إلى تعزيز مكانة الباحة بوصفها إحدى المناطق الواعدة على خارطة التنمية والاستثمار في المملكة.

المشروعات البلدية والتنموية ودعم ذوي الإعاقة

وأكد أمين منطقة الباحة الدكتور علي بن محمد السواط أن الأمانة والبلديات التابعة لها نفذت خلال الأعوام الخمسة الماضية (125) مشروعًا بلديًا وتنمويًا. بتكلفة إجمالية تجاوزت (1,239,582,482.77) ريالًا. وشملت هذه المشروعات السفلتة والأرصفة والإنارة. ودرء أخطار السيول. والمباني والمرافق البلدية. والأنسنة. والخدمات الاستشارية.

منطقة الباحة وجهة سياحية داعمة لذوي الإعاقة بالسعودية
منطقة الباحة وجهة سياحية داعمة لذوي الإعاقة بالسعودية

وأوضح الدكتور السواط أن المشروعات تضمنت تنفيذ (73) مشروع سفلتة وأرصفة وإنارة. و(21) مشروع مبانٍ ومرافق بلدية. و(11) مشروعًا لدرء أخطار السيول. و(13) مشروع أنسنة. و(7) مشروعات خدمات استشارية.

كما أشار إلى أن هذه المشروعات تكاملت مع ما نفذته الأمانة من شبكة واسعة للمماشي الحضرية والمنتزهات. حيث بلغ إجمالي عدد المماشي في منطقة الباحة (43) ممشى. بطول يتجاوز (53,083) مترًا طوليًا. فيما بلغ عدد الحدائق والمتنزهات (143) موقعًا. وبمساحات خضراء تجاوزت (4,579,617) مترًا مربعًا. وقد جُهزت هذه المواقع بمرافق خدمية متكاملة. ومسارات مخصصة للمشي والدراجات. وأعمدة إنارة حديثة. وجلسات عامة. ومناطق مهيأة لذوي الإعاقة، لتعزيز مشاركتهم في الحياة الثقافية والترفيهية.

وأكد الدكتور السواط أن هذه المنجزات أسهمت في تهيئة بيئة جاذبة للاستثمار. حيث يبلغ عدد الفرص الاستثمارية المتوقعة خلال السنوات الخمس الماضية (2237) فرصة استثمارية. بما يدعم جودة الحياة والتنمية الاقتصادية المستدامة. ويضمن دمج ذوي الإعاقة في مختلف الخدمات والمرافق.

القطاع الزراعي والسياحي وفرص ذوي الإعاقة

من جانبه، أفاد مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بت منطقة الباحة المهندس فهد بن مفتاح الزهراني أن المنطقة تُعد من المناطق الزراعية ذات الميزة النسبية في المملكة. نظرًا لما تتمتع به من تنوّع مناخي وتضاريسي بين السراة وتهامة. وما ينتج عن ذلك من تعدّد المواسم وتنوّع المحاصيل والمنتجات الريفية. إضافة إلى ما تتيحه من فرص واعدة في الاستثمار الزراعي. والسياحة الزراعية. والصناعات التحويلية المرتبطة بها.

وأوضح المهندس الزهراني أن القطاع الزراعي يعكس حجم النشاط وتعدّد المزارعين والمنتجين. حيث بلغ عدد السجلات الزراعية للحيازات (6,342) سجلًا. فيما بلغ عدد المزارع الريفية في مجال السياحة الزراعية (28) مزرعة.

وأشار إلى أن منطقة الباحة تبرز بإنتاج عدد من المنتجات الزراعية ذات الحضور التسويقي المرتفع. يأتي في مقدمتها الرمان بإنتاج يتجاوز (8) آلاف طن سنويًا. إضافة إلى العسل. حيث تُعد الباحة من أهم مناطق إنتاجه في المملكة. بإنتاج يقارب (1,250) طن سنويًا.

كما شهدت منطقة الباحة توقيع (9) عقود استثمارية لإنشاء مدن زراعية متخصصة في البن واللوز والرمان. بمساحات مختلفة تصل إحداها إلى أكثر من مليوني متر مربع. إلى جانب مشروعات لتعزيز إنتاج الدواجن. بما يدعم التوسع في الزراعة والتنمية الريفية وسلاسل الإمداد. ويرفع القيمة المضافة.

ومن أبرز مشروعات البن مشروع مصنع إعداد وتجهيز البن بمنطقة الباحة. الذي يشمل أعمال الفرز والتجهيز وما بعد الحصاد. وبتكلفة تبلغ (17) مليون ريال. كما تدعم سلاسل التسويق عبر مراكز خدمات التسويق. التي تقدّم حلولًا متكاملة للفرز والتعبئة والتغليف. وترفع جاهزية المنتجات للوصول إلى الأسواق بكفاءة وجودة عالية.

البعد التاريخي والثقافي وتعزيز دمج ذوي الإعاقة

وفي الجانب التاريخي والثقافي، أوضح الباحث التاريخي الدكتور أحمد بن سعيد قشاش أن منطقة الباحة تمتلك عمقًا تاريخيًا وحضاريًا وإنسانيًا. جعلها من أقدم المناطق المأهولة في جنوب غرب الجزيرة العربية. وممرًا حضاريًا مهمًا بين تهامة والسراة. ومحطة رئيسة على طرق القوافل والحج عبر العصور.

وبيّن أن الإرث الأَزدي، والاستقرار الزراعي المبكر، وابتكار المدرجات الزراعية ونظم الري التقليدية، أسس لاقتصاد محلي مستدام. فيما شكّلت القرى الحجرية والمواقع الأثرية، مثل قرية ذي عين، إضافة إلى النقوش الإسلامية المبكرة، ركيزة لهوية ثقافية وسياحية فريدة.

وأكد الدكتور قشاش أن إبراز الهوية التاريخية لمنطقة الباحة يمثل مدخلًا إستراتيجيًا لتعزيز الاستثمار السياحي والاقتصادي. ودعم السياحة الثقافية والتراثية. وتوظيف المقومات الطبيعية والمعمارية في تنمية مستدامة تواكب مستهدفات رؤية المملكة 2030. كما يسهم ذلك في تعزيز فرص مشاركة ذوي الإعاقة في البرامج السياحية والثقافية.

التخطيط الإستراتيجي وفرص الاستثمار

نوّه الرئيس التنفيذي للمكتب الإستراتيجي لتطوير منطقة الباحة المهندس عبدالعزيز بن محمد النعيم بأن المنطقة تمتلك مقومات استثنائية تجمع بين تنوّعها الطبيعي. وبيئتها الزراعية والسياحية. وإرثها الثقافي. مؤكّدًا أن المكتب قاد عملية تخطيط إستراتيجية شاملة استندت إلى قاعدة بيانات حضرية موسّعة. شملت أكثر من (35) ألف خريطة مكانية. و(1,500) مؤشر حضري. وتحليل (17) قطاعًا تنمويًا. ورصد (11) قضية تنموية رئيسية. مما أسهم في تحديد القطاعات الأعلى قدرة على قيادة التنمية، وفي مقدمتها السياحة والزراعة.

منطقة الباحة وجهة سياحية مستدامة وداعمة لذوي الإعاقة بالسعودية
منطقة الباحة وجهة سياحية مستدامة وداعمة لذوي الإعاقة بالسعودية

وأوضح المهندس النعيم أن المكتب يركّز في المرحلة الحالية على تحويل مخرجات التخطيط إلى فرص قابلة للتنفيذ. حيث عمل على تطوير أكثر من (110) فرصة استثمارية. وتم إعداد دراسات مالية واستثمارية لـ (35) فرصة تُقدَّر قيمتها بنحو (3) مليارات ريال. فيما تتجاوز القيمة الإجمالية للمحفظة الاستثمارية للمكتب قرابة (12) مليار ريال. بما يعزّز القيمة المضافة. ويدعم تحقيق المستهدفات الوطنية. ويسهم في الاستدامة وتحقيق الأثر التنموي المستهدف.

كما أفاد المهندس النعيم أن دور المكتب لم يقتصر على إعداد الخطط فقط. بل امتد إلى بناء منظومة حوكمة وشراكات إستراتيجية فاعلة. نظّمت العمل المشترك مع أكثر من (70) جهة حكومية وتنموية. وتوقيع (14) اتفاقية إستراتيجية ذات التزامات تنفيذية واضحة. مدعومة بمنظومة رقمية متكاملة لمتابعة الأداء وتصحيح المسار. بما يعزّز جودة الحياة في المنطقة. ويرفع جاذبية الاستثمار فيها. ويؤسس لنهج تنموي طويل الأمد. يحوّل مزايا الباحة الطبيعية والتراثية والزراعية إلى قيمة اقتصادية مستدامة.

الباحة وجهة واعدة على خارطة التنمية ودمج ذوي الإعاقة

وتؤكد هذه المنجزات مجتمعة أن منطقة الباحة تمضي في مسارٍ تنموي متوازن. يرتكز على التخطيط الإستراتيجي واستثمار المزايا النسبية. بما يعزّز جاذبيتها الاستثمارية والسياحية. ويدعم التنمية المستدامة. ويركّز على تعزيز مشاركة ذوي الإعاقة في الحياة الاقتصادية والثقافية. لترسّخ مكانتها كإحدى المناطق الواعدة على خارطة الاقتصاد الوطني.

المقالة السابقة
موجلييت: التمنيات الطيبة لا تغير واقع ذوي الاحتياجات الخاصة في مالطا