بعد شهور من الألم والجوع، فوق أسرة مستشفيات قطاع غزة، ابتسمت الأقدار قليلًا، للطفل الفلسطيني أحمد العبادلة، بعد موافقة منظمة الصحة العالمية على إجلاء 10 أطفال من المرضى وأصحاب الإصابات البالغة إلى مستشفيات في دول تركيا وإيطاليا وبلجيكا، كان أحمد واحدا منهم.
حط الرحال بأحمد العبادلة على سرير في مستشفى UZ leuven بمدينة لوفين، عل الأطباء يفلحون في علاج روحه، وجبر كسر قلب أسرته، قبل أن يطببوا جروح وكسور أطرافه التي تسبب فيها قصف وحشي، تعرض له هو وأسرته في أول أيام عيد الأضحي الماضي، راح فيه والده وأخويه شهداء أمام عينيه، وأسفر عن إصابته هو بإصابات بالغة، نقل على إثرها إلى مستشفى ناصر في غزة فاقدًا للوعي، ليبدأ رحلة طويلة من الألم الجسدي والنفسي.
«جسور» كانت أول منصة عربية تدخل غرفة أحمد العبادلة، بعد ساعات من وصوله بلجيكا، ونجحت في الحصول على أول صور حصرية له من داخل غرفته بمستشفى يو زد بمدينة لوفين.

أحمد العبادلة يبدأ رحلة العلاج في بلجيكا
من بلجيكا، تحكى إبتسام العبادلة، الشقيقة الكبرى لأحمد، والتى ترافقه في رحلة علاجه خارج الأرض المحتلة، لـ «جسور» عن اللحظات الفارقة في مصير أحمد بعد معاناته الطويلة في مستشفيات القطاع التي تعاني من نقص الأدوية والأجهزة الطبية، تقول إنهم حصلوا على تقرير طبية بالحالة الصحية الحرجة لأحمد، والتي تم إرسالها إلى مكتب منظمة الصحة العالمية.
“كان عشمنا في ربنا كبير أن تتم الموافقة على إجلاء أحمد لتلقي العلاج في الخارج” هذا ما أكدته إبتسام، وتقول: قدمنا التقارير الطبية وقتها إلى منظمة الصحة العالمية، بعدها تواصلت معنا المنظمة وأخبرونا بأن أحمد سيتم نقله إلى بلجيكا، بعدها تم استضافتنا في مستشفى الهلال الأحمر الميداني، وخرجنا في ساعة الفجر تقريبًا، يوم الأربعاء الماضي، عبر معبر كرم أبو سالم.
الخروج من القطاع فجرًا
وتستطرد إبتسام: الخروج من القطاع وقت الفجر داخل سيارة منظمة الصحة العالمية كأنه حلم يتحقق، دعواتنا بالشفاء لأحمد يبدو أنها ستتحقق، موظفو الصحة العالمية الذين رافقونا طوال الطريق، يقومون بتنسيق كل إجراءات الخروج، ومن معبر كرم أبو سالم اتجهنا إلى طريق مطار رامون، لتقلع بنا الطائرة إلى مطار بروكسل، ومن المطار مباشرة إلى مستشفى UZ leuven .

وتحكي إبتسام عن لحظة وصول أحمد إلى بلجيكا، قائلة: “كانت لحظات ممزوجة بالقلق والألم، لكن سرعان ما خرجت من حالتي بعدما استقبلنا في المطار طاقم رائع من المسعفين عقب وصولنا أمس الخميس، وقاموا بنقل أحمد مباشرة إلى المستشفى، ليبدأ الأطباء في فحص وتشخيص حالته من جديد”.
نهاية الرحلة على سرير مستشفى يو زد لوفين
انتهت رحلة سفر طويلة وشاقة، بدأت منذ يوم الأربعاء، كان وقتها أحمد ممدًا على سريره في مستشفى بغزة، يفتقر لكل المقومات التي تجعله مؤهلا حتى لإسعاف جريح، ثم انتقالنا إلى خيمة تابعة لمنظمة الصحة العالمية، ومنها بدأت رحلة سفر شاقة في ساعة الفجر عبر معبر كرم أبو سالم، حتى مطار رامون، مرورا بساعات من التحليق في الأجواء الأوروبية. لحظات كانت تمر بطيئة رغم سرعتها على إبتسام شقيقة أحمد، ومرافقته الوحيدة في رحلة ما كان ليعيشها طفل على مشارف عامه الـ 13 من عمره، لو أن هناك عدلا أو حسابا لمن يستبيح براءة الأطفال.
جاءت النهاية مطمئنة، تليق بأحمد العبادلة، وبكل أطفال فلسطين الجرحى والمصابين، جراء جرائم جيش الاحتلال،.تؤكد إبتسام: كان الاستقبال في المستشفى جيدا إلى أقصى حد ممكن، الجميع في مستشفى UZ leuven طواقم الأطباء والممرضين، أبدوا اهتماما كبيرا بشقيقي أحمد.