«نجوم في خدمة الإعاقة».. «البحرين» توثق مسيرة «الأنصاري» في الطب النفسي للأطفال

أصدرت المؤسسة الوطنية لخدمات المعوقين مؤخرًا كتابا  توثيقيًا بعنوان «نجوم في سماء الإعاقة: الدكتور أحمد مال الله الأنصاري – رحلة العطاء والإنجاز»، يسلط الضوء على مسيرة أستاذ الطب النفسي بجامعة الخليج العربي، الدكتور أحمد مال الله الأنصاري، الذي كرّس حياته لخدمة الأطفال والمراهقين من ذوي الاحتياجات الخاصة في مملكة البحرين، تاركًا بصمة إنسانية وعلمية تستحق التوثيق.

يوثق الإصدار السيرة المهنية والإنسانية للدكتور الأنصاري، الذي يُعد أول طبيب بحريني متخصص في الطب النفسي للأطفال، وأسهم بشكل محوري في تأسيس وتطوير خدمات التأهيل والرعاية النفسية لذوي الاحتياجات الخاصة على مستوى البحرين والخليج العربي.
امتدت مسيرة الدكتور الأنصاري لأكثر من أربعة عقود، وبرز خلالها كواحد من رواد الطب النفسي للأطفال والمراهقين، حيث قدم رعاية نفسية وتشخيصية وتأهيلية لفئات الأطفال الذين يعانون من اضطرابات نمائية وعصبية، وكان وراء تأسيس وحدات ومراكز متخصصة رائدة في المنطقة.
يشمل الإصدار محطات بارزة من مسيرة الدكتور الأنصاري، بدءًا من تأسيس أول وحدة نفسية للأطفال في الخليج العربي عام 1981، مرورًا بمشاركته الفاعلة في إنشاء الجمعيات والمراكز المتخصصة مثل الجمعية البحرينية للإعاقة الذهنية والتوحد، والجمعية البحرينية لفرط الحركة ونقص الانتباه، بالإضافة إلى أدواره الأكاديمية والبحثية المؤثرة على الصعيدين المحلي والإقليمي.
كما يسلط الضوء على الجوائز والتكريمات التي نالها، ومن أبرزها وسام سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة في 2021 ووسام المملكة من الدرجة الثانية في 2003، إلى جانب مساهماته العلمية التي شملت عشرات البحوث والمؤلفات المتخصصة.
ساهم الدكتور الأنصاري في تأسيس عدد من الجمعيات الرائدة مثل الجمعية البحرينية للإعاقة الذهنية والتوحد، وجمعية الرحمة للإعاقة الذهنية الشديدة، والجمعية البحرينية لفرط الحركة ونقص الانتباه التي يرأسها حتى اليوم. تحت قيادته، تم إنشاء ستة مراكز متخصصة تقدم خدمات متنوعة للأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد والتأخر النمائي، كما أسهمت هذه المراكز في تدريب أولياء الأمور وتنظيم المؤتمرات والمنتديات العلمية، بما في ذلك منتدى الدكتور راشد بن علي فليفل السنوي الذي أصبح منصة علمية خليجية معتمدة.
إلى جانب نشاطه الميداني، شغل الدكتور الأنصاري مناصب أكاديمية في جامعة الخليج العربي، وساهم في تطوير برامج الإرشاد الطلابي والتعليم الجامعي. كما مثّل البحرين في لجان علمية إقليمية أبرزها المجلس العربي للاختصاصات الصحية، وبرنامج الأمير محمد بن سلمان للتوحد، وكان مستشارًا لليونيسف بسلطنة عمان. في مجال البحث العلمي، يمتلك الدكتور الأنصاري أكثر من 65 بحثًا منشورًا و36 ورقة علمية مقدمة في مؤتمرات متخصصة، إلى جانب أكثر من عشرة كتيبات وكتب متخصصة في الطب النفسي وذوي الإعاقة.

يأتي هذا الإصدار ضمن سلسلة «نجوم في سماء الإعاقة»، التي تهدف إلى إبراز الشخصيات الرائدة في خدمة قضايا الإعاقة وتقديم نماذج ملهمة في العمل التطوعي والإنساني، من خلال تسليط الضوء على تجاربهم ومبادراتهم المؤثرة. كما يعكس الإصدار حجم التطور في التجربة البحرينية والإنجازات التي تحققت على صعيد العمل التطوعي والجمعيات والمراكز المتخصصة ونجوم ذوي الهمم.