دراسة: نصف المعتقلين في لندن يعانون من التوحد وفرط الحركة

دراسة: نصف المعتقلين في لندن يعانون من التوحد وفرط الحركة

المحرر: ماهر أبو رماد - بريطانيا
نصف المعتقلين في لندن يعانون من توحد محتمل

كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة كامبريدج بالتعاون مع شرطة العاصمة البريطانية (Met) أن نصف المعتقلين في لندن يعانون من توحد محتمل. أو فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) دون تشخيص.

وتشير الدراسة إلى الحاجة الملحة لتحسين برامج الفحص العصبي للأفراد الأكثر عرضة للخطر. لضمان حصولهم على الدعم المناسب. ومعاملتهم بعدالة ضمن النظام القضائي.

نصف المعتقلين في لندن يعانون من توحد محتمل دون تشخيص

أجرى فريق البحث دراسة على مدى ثمانية أسابيع في 2024، شملت المعتقلين في ستة مراكز احتجاز. تابعة لشرطة لندن. ووجدت النتائج أن واحداً من كل شخصين معتقلين. قد يمتلك سمات ADHD غير مشخصة. بينما واحد من كل 20 شخصاً قد يكون مصاباً بالتوحد دون تشخيص مسبق.

ولقد تعاون الباحثون مع الشرطة. لاستكشاف فكرة تقديم فحوصات عصبية غير رسمية للأشخاص المحتجزين. الأمر الذي قد يسهم في تحسين وصولهم إلى الدعم القانوني والاجتماعي. ويضمن لهم معاملة أكثر عدلاً داخل النظام القضائي.

سر انتشار التوحد وفرط الحركة بين المعتقلين في لندن
سر انتشار التوحد وفرط الحركة بين المعتقلين في لندن

أكد البروفيسور سير سايمون بارون-كوهن، مدير مركز أبحاث التوحد بجامعة كامبريدج. على أن الفحص المبكر للاضطرابات العصبية. سيمكن صانعي القرار القانوني من اتخاذ قرارات أكثر وعيًا. مع مراعاة الفروقات المعرفية والتواصلية للأفراد.

كما أشار إلى أن ذلك سيساعد المتهمين على الوصول إلى الحماية القانونية والاستشارة المناسبة، ويعزز العدالة في التعامل مع الأشخاص العصبيين المختلفين.

وفي هذا الإطار، أوضحت الدكتورة تانيا بروكيسين، الباحثة المشاركة، أن الفحص المبكر يساعد على تجنب تجريم السلوكيات المفهومة بشكل خاطئ، بينما أضاف ديون براون، محقق أول بشرطة لندن أن التعرف المبكر على هذه الحالات. يمكن الضباط من تفسير السلوكيات بشكل صحيح. وتقديم الدعم المناسب. وبالتالي فتح فرص لتحويل الأفراد الأكثر ضعفًا بعيداً عن الإجراءات الجنائية. وتوجيههم نحو المساعدة التي يحتاجونها.

المصابون بـ التوحد وفرط الحركة في مراكز الاحتجاز

من بين 303 شخصًا مؤهلين للفحص، وافق 71% على المشاركة. وأظهرت النتائج أن 8% لديهم تشخيص مسبق لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، بينما 50% إضافية سجلت علامات تشير إلى ADHD محتمل غير مشخص، بما في ذلك 33 شخصًا (17%) لديهم علامات شديدة من ADHD.

أما بالنسبة للتوحد، فقد كان لدى 9 أفراد (4.2%) تشخيص مسبق، مع 5.4% إضافية سجلت علامات تشير إلى توحد محتمل غير مشخص. وتجدر الإشارة إلى أن 60% من المعتقلين بسبب جرائم المخدرات لديهم ADHD مشخص أو علامات إيجابية في الفحص، مما يعكس الدراسات السابقة التي تشير إلى أن بعض الأشخاص العصبيين قد يلجأون إلى تعاطي المخدرات كوسيلة للتكيف الذاتي.

الفحص المبكر وتحقيق العدالة

أوصت الدراسة بضرورة اعتماد فحص مبكر للاضطرابات العصبية ضمن النظام القضائي، خصوصاً لأولئك الأكثر عرضة للخطر، لتقليل التجريم غير الضروري وضمان تقديم الدعم المناسب. كما أشارت إلى أن العلاج الدوائي والتحفيز السلوكي للأشخاص المصابين بـ ADHD قد يقلل من السلوك الإجرامي ويعزز اندماجهم الاجتماعي.

توفر الدراسة. إن أدلة قوية على أن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والتوحد غير المشخصين. منتشران بين المعتقلين، وأن التعرف المبكر والفحص العصبي يمكن أن يساهم في تحقيق العدالة وحماية حقوق الأفراد العصبيين المختلفين، وهو ما يمثل خطوة مهمة نحو نظام قضائي أكثر إنصافًا وإنسانية.

المقالة السابقة
جامعة الكويت تنظم محاضرة حول مهارات التواصل للباحث الاجتماعي المبتدئ