Skip to content

نيجيريا تطلق مبادرة “البيئة الخضراء” لدمج ذوي الإعاقة في مشروعات الزراعة

نيجيريا تطلق مبادرة “البيئة الخضراء” لدمج ذوي الإعاقة في مشروعات الزراعة

نيجيريا – جسور- فاطمة الزهراء بدوي 

أطلقت نيجيريا رسميًا مبادرة “البيئة الخضراء لذوي الإعاقة” في العاصمة أبوجا، بمشاركة واسعة من الجهات الحكومية والمدنية والدولية، في خطوة وصفت بأنها تحوّل نوعي في دمج قضايا الإعاقة ضمن سياسات المناخ والطاقة.

المبادرة، التي نظمتها لجنة شؤون الإعاقة في مجلس النواب بالتعاون مع مؤسسة Global Disabilities Green Initiative (GDGI)، تهدف إلى تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من المشاركة الكاملة في خطط الاستدامة ومشروعات الطاقة المتجددة.

في كلمتها الافتتاحية، أكدت رئيسة المؤسسة أنجيلا أوجبن أن المشروع انتقل من مجرد فكرة إلى حركة شاملة خلال أشهر قليلة، مشيرة إلى أن أصحاب الإعاقات لا يمثلون عبئًا على خطط التنمية؛ لكنهم رواد قادرون على تقديم حلول مبتكرة لأزمات المناخ والطاقة.

وشددت على أن الفئات المهمشة من ذوي الإعاقة واجهت لسنوات تهميشًا مزدوجًا؛ بيئيًا من خلال تعرضهم لفيضانات وجفاف وفقر طاقي، واجتماعيًا بسبب إقصائهم من فرص العمل الأخضر وصنع القرار في السياسات المناخية.

وتحدثت أوجبن عن إنجازات المبادرة خلال الشهور الثمانية الماضية، منها زراعة 50 شجرة في منطقة كاران ماجيجي، أطلق على كل منها اسم أحد رواد التغيير من ذوي الإعاقة. مع تنظيم دورة تدريبية لـ25 شابًا وشابة من ذوي الإعاقة لتعلم تركيب أنظمة الطاقة الشمسية وريادة الأعمال، بالشراكة مع ASTEVEN Energy Institute. وتم كذلك توزيع 100 مصباح يعمل بالطاقة الشمسية على طلاب في منطقتي بوري وبيووي، بالتعاون مع مؤسسة Smiling Simon Greenbuild وبدعم من مبادرة Light Up Africa.

وأكدت أن المبادرة تحمل ثلاث رسائل مركزية؛ أولاها، تدريب ذوي الإعاقة ليصبحوا روادًا في مجالات الطاقة المتجددة والممارسات الزراعية المستدامة. ثانيًا، ضمان إشراكهم في تصميم السياسات المناخية والمشروعات البيئية بدلًا من الاقتصار على استهدافهم بها. ثالثًا، تحويل التحديات المرتبطة بالإعاقة إلى محفزات للابتكار، مؤكدة أن مزارعًا على كرسي متحرك قادر على تعليم طرق زراعة مقاومة للجفاف، ومهندسًا أصم قد يبتكر شكلًا جديدًا لتوربينات الرياح.

واختتمت كلمتها بالإعلان عن خطة مدتها خمس سنوات تهدف إلى تدريب 10 آلاف قائد بيئي من ذوي الإعاقة في نيجيريا بحلول عام 2030، معتبرة أن هذا الإطلاق يمثل نقطة تحوّل وليس مجرد فعالية. “من الآن، لم يعد من المقبول استثناء أي فئة من فئات المجتمع من جهود الاستدامة، يجب أن تشمل الجميع بكل قدراتهم”.

من جانبه، وصف ممثل وزارة الإسكان والتنمية الحضرية المبادرة بأنها وسيلة فعالة لمعالجة التحديات البيئية والبشرية المتداخلة، مشيرًا إلى أن إشراك ذوي الإعاقة في المشروعات البيئية يمثّل تغييرًا جذريًا في طريقة التخطيط للمستقبل. كما أكد ممثل وزارة الشؤون الإنسانية، البروفيسور ماقاجي غاربا، أن المبادرة ترسخ لمفهوم العدالة المناخية الشاملة، وتعزز من استقلالية الفئات المهمشة، واعدًا بدعم رسمي مستمر لها.

حظيت المبادرة بإشادة واسعة من المشاركين، الذين رأوا فيها نموذجًا يجب أن يُحتذى به في باقي الدول الأفريقية. وأجمع المتحدثون على أهمية نقل الفكرة إلى مستويات دولية وتوسيع نطاقها لتشمل الريف والمناطق المتأثرة بالكوارث البيئية.

في ختام الحدث، أعلنت GDGI عن تحالف جديد مع منظمات محلية ودولية لتوفير دعم مالي وتقني للمبادرة، وتعزيز قدرتها على التوسع، بما يشمل مجالات الزراعة الذكية والمباني المستدامة والنقل البيئي. كما تم تقديم خطة مفصلة عن خطوات التنفيذ ومراحل المتابعة والتقييم لضمان استدامة الأثر.

المقالة السابقة
“جسور” تنظم دورة صيفية لذوي الإعاقة..يديرها بطل الكويت طارق القلاف
المقالة التالية
أستراليا تخفض ميزانية علاج الأطفال ذوي الإعاقة في المناطق النائية