في شمال وسط نيجيريا، تُبرز شيمينينجي، كامرأة نيجيرية من ذوي الإعاقة. تؤمن بأهمية إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع. وفي مخيم للنازحين في جباجيمبا، تواجه تحديات يومية صعبة، لكنها تصر على عدم الاستسلام.
قالت شيمينينجي بصوت ثابت: «أحيانًا، يبدو أن العالم لم يُصمم لأشخاص مثلي». وتوضح أن المخيم يوفر مساحة محدودة وأمانًا ضعيفًا وإمكانيات قليلة للأشخاص ذوي الإعاقة.
تمتد حولها الخيام على أرض جافة وغير مستوية، وتتحول الممرات إلى طينية عند هطول الأمطار. وتقع المراحيض ونقاط المياه بعيدًا، ولا تستطيع الوصول إليها بدون مساعدة. ومع ذلك، تتجاوز هذه العقبات كل صباح، مصممة على أن تظل مرئية وفاعلة في المخيم.
شيمينينجي نيجيرية من ذوي الإعاقة نزحت بسبب الحرب
شيمينينجي واحدة من أكثر من 480 ألف شخص نزحوا بسبب النزاع بين المجتمعات في ولاية بينو. وقد غادرت قريتها في جوما عام 2018، وهي تحمل أملًا بسيطًا في العثور على الأمان. مثلها مثل العديد من النازحين الآخرين.
وبدأت رحلة شيمينينجي قبل فترة طويلة من النزوح. ففي سن تسعة أشهر، أخبر والداها أنها لن تتمكن من المشي بعد تشخيص طبي. وعاشت منذ ذلك الحين مع إعاقات في الحركة، ما دفعها لفهم مبكر لمفهوم التنقل في عالم غير مهيأ للأشخاص ذوي الإعاقة.
وتضيف شيمينينجي أن الحياة في المخيم أضافت تحديات جديدة. منها سوء السكن، وغياب المرافق الصحية الملائمة، وصعوبة التنقل في الأرضية الوعرة.
وقالت قبل اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة: «كل خطوة خارج خيمتي كانت صراعًا».
وأضافت: «لا تقتصر المشكلة على العقبات الجسدية، بل تشمل شعورنا بعدم الظهور والنسيان في بيئة صعبة بالفعل»
يشترك العديد من الأشخاص ذوي الإعاقة في بيئات النزوح مع شعور شيمينينجي بعدم الظهور. فهم غالبًا من الأكثر تهميشًا. ويواجهون صعوبات في الوصول إلى المأوى والرعاية الصحية والصرف الصحي والخدمات الأساسية.
وتزيد البنية التحتية غير الملائمة وقلة الدعم من مخاطر الإهمال والاستبعاد وسوء المعاملة. ما يفاقم تحديات الحياة اليومية ويهدد كرامتهم.
جهود لتحسين حياة ذوي الإعاقة بالمخيم
رغم ذلك، رفضت شيمينينجي الاستسلام. فقد بدأت ببيع طارد البعوض في المخيم، لتكسب دخلًا بسيطًا وتساعد المقيمين الآخرين في حماية أنفسهم من مرض الملاريا.
وتطور نشاطها إلى عمل مجتمعي منظم، حيث أسست جمعية للأشخاص ذوي الإعاقة في جباجيمبا. وجمعت 18 شخصًا آخر للمطالبة بأدوات الحركة، والوصول العادل للموارد، وتحسين مرافق المخيم.
في أغسطس 2024، زار فريق من المنظمة الدولية للهجرة IOM المخيم لتقييم ظروف المعيشة.
وشعرت شيمينينجي لأول مرة بأن أحدًا يستمع إلى احتياجاتها. واستجابة لمطالب الجمعية. أطلقت المنظمة بالتعاون مع وكالة إدارة الطوارئ في ولاية بينو. إعادة تصميم شاملة للمخيم لتلبية احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة.
وشملت التعديلات بناء نحو 4,000 مأوى طارئ مطور، مقاوم لأمطار المنطقة. مع توفير ظروف معيشية أكثر أمانًا.
وتم تخصيص قسم للأشخاص ذوي الإعاقة مزود بمراحيض صديقة للإعاقة ونقاط مياه ومطابخ يسهل الوصول إليها.
كما أضيفت منحدرات مائلة ومساحات اجتماعية مشتركة، ما يتيح التنقل المستقل والمشاركة الفعالة في الحياة اليومية.
قالت شيمينينجي: «هذه التغييرات لا توفر الراحة فقط، بل تمنحنا شعورًا بالكرامة والانتماء» وأضافت: «أصبحت حياتنا في المخيم أكثر أمانًا، وأصبحنا قادرين على المشاركة بفاعلية في مجتمعنا الصغير هنا»


.png)

















































