هناء المغربي: وجدت نفسي في الرسم.. والكرسي المتحرك لا يلغي الموهبة

هناء المغربي: وجدت نفسي في الرسم.. والكرسي المتحرك لا يلغي الموهبة

المحرر:

مصر – جسور – شيماء اليوسف

كسرت هناء المغربي القيود، التي فرضتها الإعاقة والظروف التعليمية، وبدأت مشوارها الفني في عمر الثامنة والثلاثين، رغم توقفها عند الشهادة الإعدادية، قررت استكمال تعليمها، والتحقت مؤخرًا بالمرحلة الثانوية، بنظام المنازل، خلال ست سنوات، شاركت في 12 معرضًا فنيًا، وأتقنت فنون الهاند ميد والرسم، وساعدت في تدريب آخرين من ذوي الإعاقة، لتصنع طريقها الخاص بإصرار وتجربة تستحق التوقف عندها.

عندما أُصيبت هناء المغربي بشلل الأطفال، وهي في السابعة من عمرها، وجدت في الرسم صديقًا وفيًّا يرافقها في لحظات الوحدة، ويخفف عنها ثقل الأسئلة الوجودية المبكرة، شعورها بعدم الرضا عن نفسها دفعها إلى البحث عن ذاتها، وإعادة تشكيل مصيرها بيديها.

تقول لـ جسور: “وأنا برسم كنت بلاقي نفسي وأحس بقيمتي، لحد ما اتحوّل الرسم والمشغولات اليدوية لعلاجي الروحي من الألم”.

 

نشأت هناء في قرية ريفية تفتقر إلى ثقافة التقبل، حيث الجهل والخوف من الاختلاف يثقلان كاهل كل مختلف. كانت نظرات الناس تؤلمها، وأسرتها منعتها لفترات طويلة من الخروج خوفًا من المواقف المحرجة. لكن هذا المنع ترك أثرًا نفسيًا سلبيًا عميقًا فيها.

رفضت هناء الاستسلام، وقررت أن تثبت للجميع أن قوتها في إرادتها، وأنها قادرة على صنع المعجزات. “كنت عاوزة أثبت للكل إني زي أي إنسان: أقدر أفكر، وأبتكر، وأنتج، وأنجح، وأتحمّل مسؤولية بيت وأسرة”، تؤكد بثقة، وتضيف: “إعاقتي الحركية مش بتمنعني من التفكير، والكرسي مجرد بديل عن القدمين، لكن نظرة المجتمع ليا بتخلي العادي يبدو مستحيل”.

احترفت هناء فن الرسم كأنها خريجة كلية فنون جميلة. بدأت بالرصاص، ثم انتقلت إلى الباستيل، والطباشير، والألوان المائية، وصولًا إلى الرسم بالقهوة والخامات الطبيعية. تنتمي إلى المدرسة الواقعية، وتبرع في رسم البورتريهات. تعتبر أن موهبتها هدية ربانية، أضيفت إليها مواهب أخرى مثل فن الديكوباج، والكروشيه، وصناعة الإكسسوارات اليدوية.

تلقت أولى خطواتها في الفن من خلال ورشة تدريبية استمرت 8 أشهر، ثم طورت نفسها ذاتيًا، مدفوعة بدعم إخوتها الذين كانوا سندًا قويًا لها. لم يكن الأمر سهلًا، فقد قوبلت نظرات الإعجاب أحيانًا بأخرى مشوبة بالشفقة أو الاستعلاء، فقط لأنها تجلس على كرسي متحرك.

تقول “بعض الأقارب كانوا شايفين إني مهما أبدعت، مش هبقى كاملة، بس غيرهم كانوا بيشوفوني فنانة تستحق الاحترام”، وتضيف بابتسامة واثقة، دفعني هذا التباين في ردود الفعل إلى اتخاذ قرار مصيري وهو العودة إلى الدراسة.

شاركت هناء المغربي في أكثر من 12 معرضًا فنيًا، ولكل مشاركة حكاية نصر.”كل معرض شاركت فيه كان بيأكدلي إني قدرت، وإن الكرسي مش ضعف، وإن قوتي في ذاتي، ومفيش حاجة ناقصاني”، تختم حديثها.

المقالة السابقة
فعاليات افتراضية للصم والمكفوفين بالولايات المتحدة اليوم الجمعة
المقالة التالية
“جابي بيري” تنتصر على الإعاقة وتنافس في سباق للسيارات بكنتاكي

وسوم

أصحاب الهمم (43) أمثال الحويلة (387) إعلان عمان برلين (391) اتفاقية الإعاقة (519) الإعاقة (70) الاستدامة (693) التحالف الدولي للإعاقة (700) التشريعات الوطنية (521) التعاون العربي (400) التعليم (36) التعليم الدامج (36) التمكين الاقتصادي (50) التنمية الاجتماعية (692) التنمية المستدامة. (47) التوظيف (33) التوظيف الدامج (653) الدمج الاجتماعي (570) الدمج المجتمعي (106) الذكاء الاصطناعي (55) العدالة الاجتماعية (52) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (393) الكويت (54) المجتمع المدني (690) الولايات المتحدة (47) تكافؤ الفرص (684) تمكين (39) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (490) حقوق الإنسان (58) حقوق ذوي الإعاقة (68) دليل الكويت للإعاقة 2025 (367) ذوو الإعاقة (86) ذوو الاحتياجات الخاصة. (663) ذوي الإعاقة (244) ذوي الهمم (40) ريادة الأعمال (380) سياسات الدمج (676) شركاء لتوظيفهم (375) قمة الدوحة 2025 (367) كود البناء (366) لغة الإشارة (40) مؤتمر الأمم المتحدة (329) مجتمع شامل (684) مدرب لغة الإشارة (545) مصر (30) منظمة الصحة العالمية (564)