تختلط براءة الطفولة بآلام الحرب والجوع والحصار في غزة، وكغيرها من الآلاف من أطفال فلسطين تعيش الطفلة مريم أبو مصطفى رحلة عذاب يومية مع المرض، فيما تقف والدتها عاجزة أمام حالتها الصحية المتدهورة، تنادي العالم كله بصرخة واحدة “أنقذوا مريم”.
بداية المعاناة
“جسور” تواصلت مع والدة مريم، لتسمع معاناتها وتنقلها للعالم، عل ضمير العالم يستيقظ لسمع أنين طفلها، تقول:”تعود القصة إلى الأشهر الأولى من حياة مريم، عندما أصيبت بارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة عقب تطعيم الأربعة أشهر، لم يتمكن الأطباء من السيطرة على الحمى، التي وصلت إلى 42 درجة، لتبدأ معها سلسلة من المضاعفات القاسية.
وتضيف”مريم عندها سوء تغذية حاد وضعف في المناعة وانخفاض في كرات الدم البيضاء والدم والصفائح الدموية وتشنجات عصبية معقدة، بالإضافة إلى جفاف شديد، مريم بتعاني كثير”.

الوضع الصحي الحالي
اليوم تعيش مريم بين جدران المستشفى في غزة، حيث تقضي أيامها في صراع مستمر مع المرض مع تدهور مستمر في حالتها، فبعد دخولها المستشفى بسبب الجفاف التقطت فيروسًا جديدًا زاد حالتها تأخرا.
تضيف الأم بحزن: “كل ثانية بتفوت على مريم بغزة خطر، حالتها تعبانة كثير وبدها علاج بالخارج. العلاج غير متوفر داخل غزة، وأنا بطالب كل قلب رحيم يساعد مريم قبل ما يفوت الأوان”.
نقص الدواء والطعام
الأزمة لا تتوقف عند حدود المستشفى، فالأم تصف معاناة مريم داخل غزة حيث لا طعام ولا علاج متاح بالشكل المطلوب، مريم ترقد منذ 19 يومًا في المستشفى بينما الأدوية الضرورية غير متوفرة ما يزيد حالتها سوءًا يومًا بعد يوم.
ورغم إجلاء دفعات من الأطفال من غزة لتلقي العلاج في الخارج، لم تكن مريم بينهم، تقول والدتها بمرارة: “ما بعرف، ولكن أريد ان تنقذوا مريم هى تعبانة كثير حاليًا، ومحتاجة للعلاج بالخارج. بطالب كل العالم ينظر لبنتي بعين الرحمة والرأفة”.
النداء الأخير
أمنية الأم بسيطة لكنها تحمل ثقل العالم كله، “أن يتم إجلاء مريم للعلاج خارج القطاع لتلقي العلاج مثل باقي الأطفال، أنا خايفة أفقد مريم، وهاد أكبر وجع وكسرة قلب، إني أشوف بنتي نور عيوني بتتعذب وما في علاج إلّا بره”.