ورم سرطاني يفترس جسد بتول.. وأمها تصرخ: أنقذوها قبل فوات الأوان

ورم سرطاني يفترس جسد بتول.. وأمها تصرخ: أنقذوها قبل فوات الأوان

المحرر: سماح ممدوح حسن - فلسطين
ورم سرطاني يمنع بتول من النوم والحركة

يفترس ورم سرطاني خبيث عظامَ الطفلة الفلسطينية بتول مطر، ذات الأربعة عشر عامًا، مسببا تآكلًا في الفقرات القطنية والعجزية، وأصابها بشلل نصفي أفقدها القدرة على الحركة.

فى حديثها لـ«جسور» قالت والدة الطفلة بتول:  نعيش في أحد أحياء غزة، حيث ترقد ابنتي على سريرها، وأنا أراقبها بعيون قلقة، لم تعرف النوم منذ أسابيع،  وهي تقاوم المرض اللعين بجسد هزيل، لا يقوى على الحركة، وأنفاس متقطعة يمنع الوجع انطلاقها.

تكمل السيدة تسنيم والدة بتول: القصة بدأت قبل نحو شهرين ونصف، حين بدأت بتول تشكو من آلام حادة في الظهر، وصعوبة في الحركة، لم نتخيل أن تلك الأوجاع ستكون بداية رحلة قاسية مع مرض السرطان.

ورم سرطاني يمنع بتول من النوم والحركة

بعد إجراء الفحوصات الطبية والأشعة المقطعية ، اكتشف الأطباء وجود كتلة ورمية ضخمة، في منطقة العمود الفقري، تلتهم فقراته الحساسة بسرعة مقلقة، نعم إنه ورم سرطاني بدأ يفترس عظام بتول.

تقول والدة بتول :«خضعت بتول لاحقًا لـعملية جراحية مؤقتة، لتثبيت العمود الفقري وتوسيعه، في محاولة لمنع تفاقم الشلل، لكنها لم تتلقَّ أي علاج كيميائي أو إشعاعي، إذ تفتقر غزة إلى الإمكانيات الطبية اللازمة لهذا النوع من الأورام الخطيرة، واليوم، لم يعد بوسع الأطباء هناك سوى تخفيف الألم بالمسكنات، في انتظار أن تُفتح لها نافذة أمل للعلاج في الخارج.

وعن كيفية قضاء بتول ليومها خاصة بعد إنتهاء الأزمة فى غزة جزئيا، تحكى الأم: «تعيش بتول أيامها على وقع الألم والعجز، لا تذهب إلى المدرسة، ولا تلتقي بأصدقائها، ولا تمارس أي نشاط كغيرها من الأطفال، حتى النوم بات صعبًا عليها، إذ لا تستطيع الاستلقاء على ظهرها أو على أي جنب، بسبب شدة الألم، والتشنجات المستمرة في قدميها

 وتؤكد الأم المكلومة أن الأمل الوحيد لشفاء بتول هو السفر إلى خارج قطاع غزة ، فالأطباء أوصوا بضرورة نقلها للعلاج في الخارج، بشكل عاجل، قبل أن يتفشى الورم أكثر، ويصل إلى مناطق حساسة  في جسدها،قد تهدد حياتها، لكن غياب الإمكانيات الطبية ونقص العلاج، وصعوبة التنقل من غزة، وتعقيدات السفر الطبي، تجعل حياة بتول معلقة بين الأمل في الحياة وخطر الموت.

تختم الأم كلامها برجاء يختصر كل وجعها، تقول: «نحن لا نطلب معجزة، نطلب فقط أن تُنقذ ابنتي قبل فوات الأوان، بتول ما زالت طفلة تحلم بالمشي والعودة إلى مدرستها».

ورم سرطاني يفترس بتول ولغم يحرق مجد

بتول ليست وحدها، ولن تكون الأخيرة، فآلاف من أطفال غزة يواجهون اليوم الموت البطيء، بعدما حولت الحرب أجسادهم وأرواحهم البريئة إلى خرائط للوجع.

إصابات خطيرة أفقدت بعضهم أطرافهم، وأدخلت آخرين في صراعٍ دائم مع العجز والشلل ما بين كلي ونصفي، ومن بينهم الطفل مجد محمد أبو حبيب، ذو الأحد عشر عامًا، الذي تحوّل حلمه بالابتكار إلى معركة من أجل البقاء.

كان مجد من أكثر أطفال حيّه في خان يونس تميزًا، لا يلهو كثيرًا كبقية أقرانه، بل يصنع ألعابه بنفسه مستخدمًا بطاريات وأسلاكًا صغيرة، وكان يردد دائمًا: «أنا المهندس مجد».

دعمته والدته فاطمة أبو حجر، وألحقته بدورات تشجّع موهبته في الاختراع، حتى صار معروفًا بين أصدقائه بحبه للعلم، ومسؤوليته المبكرة تجاه أسرته.

لكن الحرب غيّرت كل شيء، بعد نزوح الأسرة من رفح إلى خان يونس، حاولت الأم أن تحافظ على حلمه، فسجلته في مدرسة تابعة لليونيسف، وفي أحد الأيام، وأثناء عودته من المدرسة، التقط مجد بقايا جسم مشبوه من مخلفات حرب سابقة، في منطقة غرب النمساوي، فانفجر اللغم في جسده الصغير.

أصيب مجد بحروق عميقة غطت نحو 40% من جسده، بينها حروق من الدرجة الثالثة في جانبه الأيمن، وحروق من الدرجة الثانية في وجهه شوهت ملامحه÷ وهو الآن يرقد في مستشفى ناصر بخان يونس في حالة حرجة، يتنفس تحت مراقبة الأجهزة، بينما تنتظر والدته الموافقة على تحويله للعلاج في الخارج.

الصحفي عمرو طبش، الذي كشف قصته، حذر من خطر تسمم الدم بسبب الحروق العميقة، مؤكدًا حاجة الطفل العاجلة للسفر لعدم توافر الإمكانيات الطبية في غزة.

قصة مجد وبتول ليست استثناءً، بل وجه آخر لواقع قاس يعيشه أطفال غزة، حيث تتقاطع الطفولة مع الحرب، ويصير العلم حلمًا مؤجلاً على سرير الألم.

المقالة السابقة
رحلة سياحية لطلاب ذوي الإعاقة ضمن مبادرة «تمكين» في مصر
المقالة التالية
المدفع: «الريشة الطائرة» فرصة لإبراز قدرات ذوي الهمم في الإمارات 

وسوم

الإعاقة (3) الاستدامة (33) التحالف الدولي للإعاقة (34) التربية الخاصة (2) التشريعات الوطنية (33) التعاون العربي (33) التعليم (4) التعليم الدامج (4) التمكين الاقتصادي (3) التنمية الاجتماعية (33) التنمية المستدامة (3) التوظيف الدامج (32) الدمج الاجتماعي (31) الدمج الجامعي (3) العدالة الاجتماعية (3) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (31) الكويت (5) المتحف المصري الكبير (4) المجتمع المدني (31) المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (4) الوقائع الإخباري (2) تكافؤ الفرص (32) تمكين (2) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (31) حقوق الإنسان (3) حقوق ذوي الإعاقة (3) دليل الكويت للإعاقة 2025 (30) ذوو الإعاقة (12) ذوو الاحتياجات الخاصة. (31) ذوو الهمم (2) ذوي الإعاقة (9) ذوي الهمم (5) ريادة الأعمال (33) سياسات الدمج (33) شركاء لتوظيفهم (34) قمة الدوحة 2025 (35) كود البناء (36) لغة الإشارة (2) مؤتمر الأمم المتحدة (36) مبادرة تمكين (3) مجتمع شامل (36) مدرب لغة الإشارة (37) مصر (12) منظمة الصحة العالمية (37) وزارة الشؤون الاجتماعية (2)