توفيت الرضيعة غدير بريكة، البالغة من العمر خمسة أشهر، في مجمع ناصر الطبي، إثر إصابتها بسوء تغذية حاد أدى إلى تدهور حالتها الصحية بشكل خطير.
كانت غدير تعاني منذ ولادتها من ضمور واعتلال في الدماغ إضافة إلى شلل دماغي، إلا أن نقص الغذاء والعلاجات اللازمة فاقم وضعها الصحي إلى حد لم تستطع مقاومته. وزادت معاناتها مع إصابة والدتها أيضًا بسوء تغذية، ما انعكس على قدرتها على رعاية طفلتها وتوفير احتياجاتها الأساسية.
قبل اندلاع الحرب، لم تكن حالات الأطفال المصابين بأمراض مزمنة تصل إلى هذا المستوى المأساوي من الهزال وسوء التغذية الذي يحول أجسادهم إلى هياكل عظمية، لكن الحصار ونقص الإمدادات الطبية والغذائية أدت إلى تدهور الأوضاع الصحية للأطفال بشكل غير مسبوق.
في 24 يوليو 2025، أشار إدورد بيغبدر، المدير الإقليمي لمنظمة اليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى أن عدد الأطفال الذين توفوا من سوء التغذية ارتفع من 52 إلى 80 منذ أبريل، خلال أقل من ثلاثة أشهر، ما يمثل زيادة قدرها 54٪.
وأكد أن هذه الوفيات “غير معقولة يمكن تفاديها”، داعيًا إلى فتح ممرات إنسانية لسداد احتياجات الأطفال من الغذاء والعلاج بشكل عاجل
كما وصف المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دو جيريك، حالة سوء التغذية بين الأطفال في غزة بأنها وصلت إلى مستويات “كارثية”، محذرًا من انهيار الجهود الإنسانية بسبب حظر دخول الإمدادات الأساسية من قبل السلطات الإسرائيلية.
وشدد على ضرورة زيادة دخول الوقود والمساعدات دون عوائق للحيلولة دون تفاقم الأزمة وإنقاذ الأرواح.