.png)
قال البروفيسور توموياسو ياسوي الأستاذ بجامعة هوكايدو للتربية في اليابان إن «مؤتمر خورفكان العلمي الدولي لذوي الإعاقة والتربية البدنية المعدلة» يمثل منصة تجمع الخبراء من مختلف دول العالم لتبادل الرؤى حول الإعاقة والتربية البدنية التكيفية.
وأضاف: «تمكنت من خلال المؤتمر من الاطلاع بشكل واسع على التحديات والواقع الذي تواجهه دول جنوب شرق آسيا في مجال تعزيز النشاط البدني التكيفي، وكذلك على المواقف تجاه دمج الأشخاص من ذوي الإعاقة في الرياضة»، مؤكداً: «آمل أن نتعاون في تبادل المعلومات والخبرات في المستقبل»
جاء ذلك خلال مشاركته في النسخة الثامنة من «مؤتمر خورفكان العلمي الدولي لذوي الإعاقة والتربية البدنية المعدلة»، والذي اختتمت أعماله في جامعة خورفكان يومي الأول والثاني من أكتوبر 2025، تحت شعار «النشاط البدني المستدام وجودة الحياة للأشخاص ذوي الإعاقة»، برعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رئيس جامعة خورفكان، وبحضور الشيخ سعيد بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب سمو الحاكم في مدينة خورفكان.
نظم المؤتمر نادي خورفكان للمعاقين بالتعاون مع أكاديمية بحث وتطوير أنشطة علوم الرياضة «دراسا»، وبدعم من مجلس الشارقة الرياضي، بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين والخبراء من مختلف دول العالم، وعدد من ممثلي المؤسسات الحكومية والأكاديمية والرياضية. وقد شهد المؤتمر زخماً علمياً ونقاشات موسعة تناولت أحدث المستجدات في مجالات التربية البدنية التكيفية، والعلاج الحركي، وبرامج التأهيل الرياضي للأشخاص ذوي الإعاقة.
أضفى حضور البروفيسور الياباني توموياسو ياسوي بُعداً دولياً مهماً على أعمال المؤتمر، حيث يمثل أحد الأسماء البارزة في مجاله، ومن خلال مشاركته استعرض واقع التحديات التي تواجه دول جنوب شرق آسيا في مجالات الدمج الحركي والتربوي، مشيراً إلى أهمية الفهم المتبادل وتبادل التجارب بين الدول. وقد أكد على أهمية استمرار التعاون الدولي في هذا المجال، لا سيما في ما يتعلق بإدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في الرياضة وتوفير فرص متساوية لممارستها ضمن بيئات تعليمية ومجتمعية داعمة.
ويعكس المؤتمر التزام إمارة الشارقة، ومدينة خورفكان بشكل خاص، بدعم قضايا الإعاقة وتعزيز جودة الحياة للأشخاص من ذوي الإعاقة عبر تمكينهم من خلال الرياضة والأنشطة البدنية التكيفية. وجرى خلال المؤتمر تقديم عشرات الأوراق البحثية التي ناقشت أدوات القياس والتقييم في التربية البدنية المعدلة، والبرامج المستندة إلى الأدلة في التدريب والتأهيل، والتقنيات المساعدة في تحسين الأداء الحركي لدى فئات الإعاقة المختلفة.
كما كانت الفرصة سانحة لمقارنة التجارب العالمية وتحديد أفضل الممارسات القابلة للتطبيق محلياً، حيث تناولت بعض الجلسات العلمية تجارب من اليابان، وكوريا الجنوبية، وإندونيسيا، وماليزيا، وعدد من الدول الأوروبية. وركزت المناقشات على أهمية تصميم برامج رياضية مخصصة تتناسب مع طبيعة الإعاقات المختلفة، إضافة إلى دعم البنية التحتية وتدريب الكوادر البشرية المؤهلة في هذا المجال.
ناقش المؤتمر الجوانب النفسية والاجتماعية المرتبطة بالنشاط البدني لدى الأشخاص ذوي الإعاقة، وأثر ذلك في تعزيز استقلاليتهم وثقتهم بأنفسهم، إضافة إلى تأثير البيئة التشريعية والسياسات العامة في نجاح برامج الدمج الرياضي. وأكدت المداخلات على ضرورة تطوير المناهج الجامعية في تخصصات التربية الرياضية لتشمل مقررات خاصة بالتربية البدنية المعدلة.
وفي ختام المؤتمر، أجمع المشاركون على أهمية تنظيم هذا النوع من المؤتمرات العلمية الدولية بصورة دورية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وضرورة تحويل مخرجات المؤتمر إلى خطط عمل واضحة قابلة للتنفيذ بالتعاون مع المؤسسات المحلية والدولية. كما تم التأكيد على ضرورة تفعيل قنوات التعاون بين الجامعات ومراكز البحوث في دول جنوب شرق آسيا والمنطقة العربية، بما يسهم في تطوير السياسات والبرامج التي تراعي الخصوصيات الثقافية والاجتماعية لكل مجتمع.
