.png)
حذرت لجنة مراجعة ممارسات حماية الطفل في بريطانيا من أزمة متفاقمة في نقص الأماكن المخصصة لرعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وعلى رأسهم المصابون بالتوحد والمتعايشون مع مشكلات الصحة العقلية، ما يضع السلطات المحلية أمام ضغوط كبيرة، ويدفعها في كثير من الأحيان إلى اللجوء إلى أماكن غير مناسبة أو غير مسجلة لإيواء هؤلاء الأطفال.
وأوضح موقع «Community Care» المتخصص في شؤون الرعاية الاجتماعية أن اللجنة كتبت إلى الحكومة البريطانية لتؤكد أن توفير أماكن علاجية آمنة للأطفال أصبح «نادر للغاية»، رغم تزايد أعداد من يحتاجون إليها. وأشارت اللجنة إلى أن استمرار هذا الوضع يعرض الأطفال لمخاطر جسيمة ويضع الأسر والعاملين الاجتماعيين أمام خيارات محدودة وصعبة.
مراجعة حالة أطلق عليها اسم «إسحاق» أظهرت حجم الأزمة، إذ كان المراهق البالغ من العمر 17 عاماً مصاباً بالتوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والسكري، وعانى من سلسلة من محاولات الإيواء الفاشلة، كما أخفقت المرافق في التعامل مع حالته الصحية وسلوكياته المضطربة، مما أدى إلى احتكاكات متكررة مع الشرطة انتهت باعتقاله عام 2023 للاشتباه في ارتكاب جريمة قتل.
وكشف التقرير أن ما كان يحتاجه «إسحاق» هو مكان متخصص يقدم دعماً علاجياً متكاملاً للأطفال المصابين بالتوحد، لكن مثل هذه المرافق شبه معدومة في بريطانيا، مؤكدا أن غياب هذا النوع من الرعاية يدفع السلطات إلى استخدام أوامر الحرمان من الحرية أو وضع الأطفال في مؤسسات غير مناسبة، الأمر الذي قد يزيد الأزمات تعقيداً.
وأنشأت الحكومة البريطانية مجموعة عمل عام 2023 لبحث تحسين آليات توفير الرعاية لهذه الفئة، كما خصصت استثمارات مالية لتطوير دور الرعاية. لكن خبراء الرعاية الاجتماعية يرون أن هذه الجهود لم تصل بعد إلى مستوى التحديات، وأن حجم الطلب يفوق بكثير ما هو متاح من أماكن متخصصة.
وطالبت لجنة مراجعة ممارسات حماية الطفل الحكومة بوضع خطة وطنية عاجلة لتوسيع أماكن الرعاية المتخصصة، بما يضمن حصول الأطفال المصابين بالتوحد وذوي الاحتياجات المعقدة على الدعم العلاجي المناسب من دون انتظار طويل أو لجوء إلى أماكن غير ملائمة.
