الإمارات – جسور – فاطمة الزهراء بدوي
أطلقت مؤسسة زايد العليا، لأصحاب الهمم، في أبوظبي، مبادرة نوعية، احتفاءً بـ”يوم الأب”، تمثلت في تبادل رسائل مصورة بين طلاب المؤسسة وآبائهم، تعبيرًا عن المحبة والتقدير المتبادل بين الجانبين، وتكريمًا لدور الأب في حياة أسرته، ولجهود الأبناء في التحدي والإنجاز.
تجلت في تلك الرسائل أسمى معاني الوفاء، حيث أطل الآباء في مقاطع فيديو، عبروا خلالها عن اعتزازهم العميق بأبنائهم، مشيرين إلى أن التزامهم داخل ورش التأهيل المهني، وما يحققونه من جودة إنتاج، يجعلهم مصدر فخر لكل الأسرة. لم يكن الحديث عن الدعم الأبوي فقط، ولكن عن الاحترام المتبادل، والدور الملهم الذي يلعبه الأبناء أنفسهم في حياة آبائهم.
أكد بعض المشاركين من الآباء أن أبناءهم يشكلون قدوة في المثابرة، وأن إنجازاتهم تُلهم أسرهم، وتترك أثرًا إيجابيًا في المجتمع بأكمله.
في المقابل، نقلت الكاميرا مشاعر الأبناء من أصحاب الهمم وهم يتحدثون إلى آبائهم بكلمات ملؤها الحب والامتنان.
عبروا عن الشكر لما يتلقونه من دعم نفسي وتربوي يومي، ولما يمنحه الأب من وقت وطاقة من أجل أن ينموا ويحققوا أهدافهم.
تلك الرسائل تعد لفتة رمزية، وشهادة حية على متانة الروابط الأسرية رغم التحديات، وقوة العلاقة بين الأب وابنه حين تُمتحن بالتجربة، وتُكلَّل بالإصرار والنجاح.
أوضحت المؤسسة في بيان رسمي أن هذه المبادرة تمثل امتدادًا لرؤيتها الاجتماعية الهادفة إلى ترسيخ قيم التماسك الأسري، وتقدير كل فرد داخل العائلة لما يقدمه الآخر، سواء من رعاية أو إنجاز. كما أكدت أن تبادل هذه الرسائل ضمن المناسبة يُعد محفزًا نفسيًا يعمق الشعور بالانتماء لدى الطلاب، ويجدد روح المسؤولية لدى الآباء.
وأشارت “زايد العليا” إلى أن برامج التأهيل المهني تشكل أحد أعمدة تمكين أصحاب الهمم، حيث تفتح أمامهم أبواب سوق العمل من خلال مشاريع إنتاجية فعلية. يندمج فيها الطلاب ضمن بيئة تفاعلية، يُنتجون من خلالها منتجات تحمل علامة “النحلة” المميزة، بما يعكس مهاراتهم ويمنحهم الاستقلال المالي والمعنوي. كل ذلك يجري ضمن إطار احترافي يراعي قدراتهم ويصقلها، مما يعزز من اندماجهم المجتمعي ويزيد من ثقة ذويهم في مستقبلهم.
وشددت المؤسسة على أن هذه المبادرات تتجاوز المفهوم التقليدي للاحتفالات. فهي تُبنى على أساس إنساني شامل، يقوم على تمكين أصحاب الهمم نفسيًا ومهنيًا، والاحتفاء المتواصل بما يحققونه من إنجازات رغم التحديات. في ذات السياق، تبرز أهمية العلاقات الأسرية باعتبارها نواة الانطلاق نحو تحقيق التكامل الاجتماعي، خاصةً عندما يكون الأب حاضرًا بكل ثقله العاطفي والإنساني.
تحرص مؤسسة زايد العليا على تطوير أدواتها التوعوية والدمجية، مستفيدة من كافة المناسبات لتجديد خطابها المجتمعي، والدفع نحو بيئة أكثر شمولًا واحتضانًا لأصحاب الهمم. وترى أن كل نجاح صغير في حياتهم، لا يُحتفى به داخل الجدران فقط، حيث يمتد صداه إلى الشارع والحي والمدرسة وأماكن العمل.
يُذكر أن “زايد العليا” تحرص منذ تأسيسها على الجمع بين التأهيل والرعاية والتشغيل، في إطار منظومة متكاملة، تُشرك الأسرة وتُثمن دورها، خاصةً في مراحل التدريب والاندماج الأولى. وتواصل المؤسسة تقديم نماذج ملهمة، تسهم في إعادة تشكيل الصورة الذهنية لأصحاب الهمم كقادرين على الإبداع والعطاء والمشاركة المجتمعية الفعالة.