شاركت وزارة التضامن الاجتماعي المصرية في أعمال المؤتمر الإقليمي الثالث لبناء شبكات التعلم في مجال تعزيز الصحة الإنجابية للأشخاص ذوي الإعاقة الذي عقد في العاصمة الأردنية عمان.
جاء ذلك بمشاركة نخبة من الخبراء والمجالس الوطنية المعنية من عدة دول عربية شملت مصر والأردن وتونس ولبنان والمغرب والبحرين والإمارات وفلسطين.
ونُظم المؤتمر بالشراكة بين الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية بمصر والمجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بالأردن، وشكل منصة إقليمية لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات في مجال حقوق الصحة الإنجابية للفئات الأكثر ضعفًا.
ومثّل الوزارة في المؤتمر راندا فارس مستشار وزيرة التضامن لشؤون صحة وتنمية الأسرة والمرأة والطفل، وهند عبد اللاهي مدير عام الإدارة العامة للخدمات التأهيلية، حيث قدما عرضًا شاملاً يوضح التجربة المصرية في تمكين ذوي الإعاقة ضمن سياسات العدالة الاجتماعية ورؤية مصر 2030.
وأبرز العرض أن الدولة المصرية أولت اهتمامًا استثنائيًا بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة منذ إقرار الدستور وقانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة رقم 10 لسنة 2018، كما خصصت شهر ديسمبر من كل عام شهرًا لمراجعة السياسات وإطلاق مبادرات جديدة تحت شعار «قادرون باختلاف».
واستعرض الوفد مبادرات متعددة من بينها إطلاق الشبكة القومية «تأهيل» كمنصة رقمية لخدمات ذوي الإعاقة، ومبادرة «هنوصلك» لتسهيل إصدار بطاقات الخدمات المتكاملة، ومشروعات الشمول المالي بالتعاون مع البنك المركزي، وبرامج للتنمية الرقمية في المناطق النائية شملت التشخيص عن بُعد والتعليم الإلكتروني وتمكين المرأة وذوي الإعاقة، بالإضافة إلى مشروعات للتعليم الدامج باستخدام أدوات ذكية في المدارس والجامعات. كما تناول العرض مبادرات صندوق «عطاء» وصندوق «قادرون باختلاف» باعتبارهما نموذجًا مستدامًا لدعم إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة.
وفيما يخص تعزيز الصحة الإنجابية، عرضت الوزارة نتائج برنامج «مودة» الذي صُمم ليكون شاملاً للأشخاص ذوي الإعاقة، حيث شمل البرنامج تدريبات تفاعلية دامجة، ومنصة رقمية بلغة الإشارة، ودليل تدريبي موسع حول قضايا الأسرة والصحة الإنجابية، وشبكة من المدربين الشباب تضم ذوي الإعاقة أنفسهم لنشر المعرفة. كما تميز البرنامج بتعاون غير مسبوق مع المؤسسات الدينية في مصر مثل دار الإفتاء المصرية والكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية، من أجل تصحيح المفاهيم المغلوطة المتعلقة بالقضايا الأسرية والاجتماعية.
أشارت البيانات إلى ارتفاع نسبة مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في مبادرات «مودة» من 4% عام 2022 إلى 43% عام 2025، إلى جانب تحسن معدلات المعرفة بنسبة تجاوزت 50% في موضوعات الصحة الإنجابية وقضايا الإعاقة. وناقش المؤتمر آليات تبادل الخبرات بين الدول المشاركة ومتابعة الالتزامات الصادرة عن القمة العالمية الثالثة للإعاقة، إضافة إلى مقترح إنشاء شبكة إقليمية لدعم الحقوق الإنجابية للأشخاص ذوي الإعاقة وتعزيز التعاون بين المجالس والمؤسسات العربية في هذا المجال.