حقق الشاب الإماراتي زين ميرزي سوداواتروالا، البالغ من العمر 15 عامًا والمصاب بالتوحد، إنجازًا عالميًا يُضاف إلى رصيد ذوي الإعاقة في دولة الإمارات، حيث أصبح أول شخص من ذوي الإعاقة الذهنية يسجل رقمًا قياسيًا عالميًا في التزلج على الجليد، بعد أن أكمل مسافة 10 كيلومترات في 40 دقيقة و4 ثوانٍ.
وكان زين أصغر عضو في قائمة «KT Plus 150» المرموقة، حيث عبّر عن فخره قائلاً: «ممتنٌ ويشرفني أن أكون الشخص الوحيد من ذوي الإعاقة في القائمة»
وبحسب موقع «خليج تايمز»، حضر زين حفل «KT Plus 150» في منطقة شيك نونا برفقة والده ميرزي سوداواتروالا، وتفاعل بثقة مع الضيوف رغم الزحام والموسيقى الصاخبة، وهو ما عده والده إنجازًا آخر بحد ذاته، إذ قال: «في السابق، كان يكره الأماكن الصاخبة، أما الآن، فقد أصبح أكثر قدرة على إدارة الأمور التي كان يُعاني منها».
ولم يتوقف طموح زين عند تسجيل الرقم القياسي، بل واصل تحدي ذاته حيث قطع مسافة ماراثون كاملة بلغت 42.55 كيلومترًا في 4 ساعات و27 ثانية، وشارك في عدة فعاليات رياضية مرموقة في أنحاء الإمارات، من بينها سباقات الماراثون وفعاليات اللياقة البدنية، ومن المقرر أن يشارك الشهر المقبل في «تحدي دبي للياقة» لتشجيع السكان على ممارسة الرياضة.
تحديات وطموح بلا حدود
والد البطل مصرفي استثماري، تحدث عن بدايات ابنه في التزلج، وقال: «عادةً ما يعاني الأطفال المصابون بالتوحد من صعوبات في التوازن والتنسيق والتركيز، لكن زين كان يتمتع بوعي مكاني ممتاز، لذلك اشتريت له أحذية تزلج، ثم لوح تزلج، وقد أحب ذلك كثيرًا».
وتعلّم زين التزلج بنفسه من خلال فيديوهات تعليمية على يوتيوب، إلا أن حادثًا تعرض له أثناء نزوله من منحدر تسبب في إصابة خفيفة بركبته، مما أدى إلى توقفه عن التزلج لمدة خمس سنوات. لكن عودته كانت حاسمة، حيث لم يثنه شيء بعدها.
حاول والده التواصل مع موسوعة جينيس للأرقام القياسية لمعرفة إمكانية تسجيل ابنه رقمًا قياسيًا، إلا أن الرد كان في البداية سلبيًا نظرًا لصغر سن زين، غير أن جينيس عادت بعد بضعة أسابيع وأبلغته بأنها ستمنحه فرصة لتسجيل رقم قياسي في فئة جديدة خُصصت له، وهي فئة التزلج على الجليد لمسافة 10 كيلومترات للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية.
التهاني تنهمر على البطل الإماراتي
توالت التهاني على زين بعد إنجازه من جهات رسمية بارزة مثل شرطة دبي، وسياحة دبي، وهيئة الطرق والمواصلات، والقنصلية الهندية، في تأكيد على المكانة التي يحظى بها أصحاب الهمم في دولة الإمارات.
لم يُشخّص زين بالتوحد في سنواته الأولى، إذ قال والده: «كان طفلنا الأول، وكنا نسافر باستمرار، وقد سافر إلى 25 دولة قبل بلوغه سن الخامسة، واعتقدنا أن تأخر نموه ناتج عن تلك الظروف». لكن بعد استقرار الأسرة مجددًا في الإمارات، بدت أعراض التوحد أكثر وضوحًا، وهو ما دفع والدته للبحث والتعلم حتى تتفهم حالته وتدعمه بشكل أفضل. وأشاد والده بدور الأم في تربية زين قائلاً: «كل ما ترونه في زين اليوم من شخصية وتعليم هو بفضل والدته، التي علّمته في المنزل، وأنا كأب دعمت مسيرتهما الرياضية».
ولم يكن التزلج مجرد رياضة لزين، بل كان وسيلة لتحسين حالته الصحية والنفسية، حيث قال والده: «في نفس هذا الوقت من العام الماضي، كان يعاني من انتفاخ في البطن ويرفض المشي لمسافات قصيرة، أما اليوم فقد تحسنت لياقته وأصبحت عضلات بطنه أكثر وضوحًا».
وأعرب الوالد عن امتنانه لدولة الإمارات التي أتاحت لابنه هذا الكم من الفرص، مضيفًا: «الاحترام والتقدير الذي توليه الإمارات لأصحاب الهمم لا مثيل لهما، وأنا ممتن لهذا البلد وقيادته».