أعلنت لجنة التنمية الخدمية «لجنة الإغاثة» في مخيم النيرب للاجئين الفلسطينيين شمال سوريا عن بدء حملة ميدانية شاملة لتسجيل المرضى وذوي الإعاقة، في خطوة تهدف إلى تحسين واقع الخدمات الصحية والاجتماعية المقدّمة للفئات الأكثر حاجة داخل المخيم.
وتُنفَّذ الحملة بالتعاون بين اللجنة والجمعية الخيرية الفلسطينية والهلال الأحمر الفلسطيني وهيئة فلسطين التنموية، ضمن جهود مشتركة تسعى إلى بناء قاعدة بيانات دقيقة تسهم في تطوير مستوى الرعاية والخدمات المقدّمة للمرضى والمحتاجين من سكان المخيم.
وأوضح بيان لجنة التنمية أن الحملة تستهدف تسجيل المرضى المصابين بالسرطان ومرضى غسيل الكلى وذوي الإعاقة الحركية والعقلية، إضافة إلى مرضى القلب والمصابين بالأمراض المزمنة، مشيرةً إلى أن الهدف من الخطوة هو حصر الحالات المرضية بشكل شامل وإنشاء قاعدة معلومات موحدة تمكّن الجهات المعنية من تحديد احتياجاتها وتقديم الدعم المناسب.
ودعت اللجنة جميع المرضى وذوي الإعاقة في مخيم النيرب إلى مراجعة مقر الجمعية الخيرية الفلسطينية يوم السبت الموافق 18 تشرين الأول/أكتوبر، من الساعة الواحدة ظهراً حتى السادسة مساءً، مع ضرورة إحضار صورة عن التقرير الطبي ورقم بطاقة العائلة لاستكمال إجراءات التسجيل، مؤكدةً أن التسجيل الميداني سيساعد على ضمان وصول الخدمات الطبية والاجتماعية إلى مستحقيها على نحو أفضل وأكثر عدالة.
تُقدّم الخلفية التالية أبرز المعلومات عن مخيم النيرب للاجئين الفلسطينيين في سوريا، من حيث النشأة والموقع والوضع السكاني والظروف المعيشية.
يقع مخيم النيرب على بعد 13 كيلومتراً شرق مدينة حلب، بالقرب من مطار حلب الدولي، وتحدّه من الشمال المطار، ومن الشرق قرية النيرب، بينما تحيط به الأراضي الزراعية من الجنوب والغرب.
تأسس المخيم بين عامي 1948 و1950 داخل الثكنات العسكرية القديمة التي خلّفتها قوات الحلفاء بعد الحرب العالمية الثانية وحولها. لجأ اللاجئون الفلسطينيون إلى هذه الثكنات وحوّلوها إلى مساكن بإجراء تعديلات بسيطة مثل تقسيم المساحات بالملاءات وألواح الخشب والطوب.
ينحدر سكان المخيم من مناطق الجليل الأعلى في فلسطين، من مدن مثل صفد وعكا وحيفا وطبريا، وقرى منها الطيرة ولوبية وترشيحا وحطين. يُعد المخيم من أكبر المخيمات الرسمية في سوريا، ويقدر عدد سكانه المسجلين لدى الأونروا بنحو 20,500 إلى 25,000 لاجئ.
يعاني المخيم من ظروف معيشية صعبة، حيث تُعد مساكن الثكنات من بين أكثر المساكن سوءاً من الناحية الصحية والأمنية بين مخيمات سوريا. أدى سوء البناء إلى انعدام العزل الحراري وتسرب المياه وغزو القوارض. كما يعاني السكان من اكتظاظ سكاني شديد، حيث تقدر المساحة المتاحة للفرد بحوالي 7.2 متر مربع فقط، وهي أقل بكثير من المعايير الدولية الدنيا.