منذ سن السادسة عشرة، كرّس جافينو ماكلين مدرب اللياقة البدنية البريطاني حياته لمساعدة كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة على ممارسة الرياضة مجانًا، ليصبح اليوم رمزًا للإلهام بعد حصوله على جائزة Pride of Britain البريطانية تقديرًا لجهوده في جعل اللياقة البدنية أكثر شمولية.
وبحسب موقع BBC، فإن الذي يعمل في مركز صحة المجتمع J7 في مانشستر، بدأ تقديم جلسات تدريب تطوعية حين لاحظ أن كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة كانوا «يُدفعون جانبًا» ويتم تجاهلهم في الصالات الرياضية. يقول:
«كم هو مؤلم أن لا يُرى الإنسان أو لا يُلاحظ؟ شيء بداخلي دفعني في سن 16 لأن أكون الشخص الذي يتدخل لتغير هذا المشهد»

حصل جافينو على جائزة P&O Cruises للإلهام بعد أن تم اختياره من بين آلاف الترشيحات التي قدمها الجمهور. ووصفت لجنة التحكيم جهوده بأنها «تغيّر حياة الناس حقًا وتلهم الملايين»، مشيدة بـ«إيجابيته وقدرته على التحفيز التي تتجلى في كل ما يقوم به».
في صالته الرياضية الخاصة، التي افتتحها عام 2016 بعد أن بدأ مسيرته في حدائق مانشستر وعمل لدى المجلس المحلي، يساعد جافينو الأشخاص ذوي الإعاقة على بناء قوتهم البدنية وتحسين لياقتهم وصحتهم النفسية. ويعمل أحيانًا حتى 90 ساعة أسبوعيًا لتقديم الجلسات المجانية، لكنه يؤكد:
«لن أغيّر ذلك المبدأ من أجل أي شيء في العالم. هناك أشخاص يحتاجون لذلك»
شخصية عالمية بفضل وسائل التواصل
وقد أصبح جافينو شخصية عالمية بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتابعه ما يقرب من مليوني شخص على إنستجرام وتيك توك. ويستقبل حاليًا زوارًا من أستراليا وأمريكا وأفريقيا لحضور حصصه بعد متابعتهم له على الإنترنت. ويقول: «في البداية كنت أقول، لا. لا تأتوا لرؤيتي. لكن إذا كان شخص يحتاج إلى قليل من السعادة ومستعد للسفر حتى لو لنصف ساعة إلى صالتي الصغيرة، من أنا لأقول لا؟»
أسلوب جافينو في نشر مقاطع الفيديو يعتمد على العفوية والصدق، كما يوضح: «أخي هو مّن دفعني للانطلاق على وسائل التواصل الاجتماعي، وقال لي: أنت بحاجة لذلك، الناس سيفرحون كثيرا بالتحدث إليهم. وحينها كنت أعود لتسجيل الفيديوهات. فقط أسجل وأرى ما سيحدث. وكانت المقاطع عبارة عن تسجيل لحظات رائعة نمر بها»
ويحرص جافينو على تقديم تجربة تتجاوز اللياقة البدنية، مؤكدًا أنه يسعى لمنح الناس شعورًا بالقبول والهوية والقدرة على أن يكونوا على طبيعتهم دون اعتذار. ويقول: «أريد أن أقدم شيئًا يدوم للأبد: قبول الذات والهوية ومهارة أن تكتسب ثقة كاملة دون الانكسار أو الندم. هذه الأمور ستدوم للأبد»
يستضيف جافينو أيضًا فصول للياقة البدنية في الصالات الرياضية، ويستمر في تطوير محتوى فيديوهات تلهم ملايين الناس حول العالم، مؤكدًا أن العطاء والشغف قادران على خلق أثر عالمي يتجاوز حدود المال أو الموارد.
جافينو ماكلين، بعمله الدؤوب وشغفه الكبير، يثبت أن الإنسان بإمكانه أن يغيّر حياة الآخرين للأفضل ويمنحهم الفرصة للتمتع بالصحة والسعادة، ليصبح مثالًا حيًا على الإلهام والتفاني في خدمة المجتمع.


.png)


















































