.png)
كان جيانج سونج نينج 22 عامًا يظن أنه لن يتمكن من عزف البيانو مرة أخري، بعدما بُتر ساعده الأيمن قبل خمس سنوات، غير أنه بفضل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، عادت أصابعه العشرة لتتراقص فوق المفاتيح من جديد.
ففي معرض الصناعة الذكية العالمي 2025، الذي أُقيم مؤخرًا في بلدية تشونج تشينغ بجنوب غرب الصين، عزف جيانج على البيانو أمام الحضور مستخدمًا يدًا اصطناعية ذكية طورتها شركة BrainCo. وأوضح أن اليد الاصطناعية تكاد تضاهي مرونة يده اليسرى، إذ يمكن لكل إصبع أن يتحرك بحرية.
وقال جيانج لوكالة أنباء شينخوا الصينية”اليد الاصطناعية تدمج تقنية واجهة الدماغ–الحاسوب مع خوارزميات الذكاء الاصطناعي، فهي قادرة على التعرف على نية الحركة لدى المستخدم من خلال رصد الإشارات الكهربائية العصبية والعضلية، ثم تحويلها إلى فعل”.
من جانبه قال بان سيو مدير العلاقات العامة في الشركة”على عكس الأطراف الاصطناعية التقليدية التي لا تؤدي سوى حركات محددة أو حتى تقتصر على المظهر فقط، فإن هذه اليد الاصطناعية تتحرك وفقًا لرغبة المستخدم وتؤدي نحو 80% من وظائف اليد الطبيعية، ولا يستغرق الأمر سوى أسبوع تقريبًا ليعتاد المستخدم الجديد عليها”.
وأشار بان إلى أن هدف الشركة هو إتاحة منتجاتها لعدد أكبر من الأشخاص ذوي الإعاقة، إذ يبلغ سعر اليد الاصطناعية نحو خُمس سعر المنتجات المماثلة المستوردة.
الروبوتات الخارجية تساعد على المشي
ركّز المعرض على كيفية تمكين الذكاء الاصطناعي للصناعات والحياة اليومية، وأظهر الجانب الإنساني لهذه التكنولوجيا، فقد عرضت شركات عدة حلولًا مبتكرة لتحسين حياة الأشخاص ذوي الإعاقة.
أحد الزوار من مقاطعة هانان بوسط الصين يعاني ضمورًا عضليًا منعه من المشي، حضر المعرض بعدما سمع بوجود أجهزة ذكية قد تساعده على الحركة، وهناك جرّب هيكلًا خارجيًا آليًا طوّرته شركة Guangzhou Shipeng Technology، وتمكّن بعد نصف ساعة من التدريب فقط من المشي ببطء.
وقال”في كل مرة أرغب في المشي أشعر بقوة تساعدني على الحركة”.
وأوضح”شو جوه” مستشار المبيعات بالشركة”الهيكل الخارجي يعمل بخوارزميات ذكية ويحتوي على عدة حساسات مدمجة تلتقط نية حركة المستخدم بدقة وتوفر له الدعم المناسب لرفع الساق”.
وأضاف أن الجهاز مزود بنظام الملاحة “بيدو” وبنظام إنترنت الأدوات، ما يتيح تتبع الحركة وإجراء مكالمات طارئة، وبالتالي إبقاء عائلات المستخدمين على اطلاع بمواقعهم وحالتهم.
وأشار شو إلى أن هذا الابتكار لا يقتصر على مساعدة ذوي الإعاقة فقط، بل يناسب أيضًا استخدامات أخرى مثل المشي لمسافات طويلة أو تسلق الجبال، ويُستخدم بالفعل على نطاق واسع في مجالات مثل الإنقاذ في حالات الطوارئ ومكافحة حرائق الغابات واللوجستيات الصناعية، حيث يعزز قدرة التحمل ويقلل من الإجهاد العضلي.
ابتكارات لفاقدي البصر
من جانب آخر، قدّمت شركة Chongqing Wujie-Qihang Technology جهازًا لعرض النقاط البارزة بطريقة برايل يستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحويل النصوص والصور والرسوم المعقدة إلى صيغة لمسية.
وقال لي تشنج، مؤسس الشركة”خلال أبحاثنا اكتشفنا أن الأشخاص المكفوفين يفتقرون بشدة إلى الموارد المقروءة، فالعروض التقليدية لبرايل تعتمد على تحميل موارد محددة من الإنترنت، أما جهازنا فيسمح للمستخدم برفع أي محتوى يريد قراءته إلى الخادم، حيث يتم تحويله مباشرة إلى برايل ما يوسع بشكل كبير من نطاق الموارد المتاحة لهم”.
وأكّد وي شوشوان، وهو رجل كفيف من تشونج تشينج “في السابق، لم يكن لدي سوى مجلة شهرية واحدة للمكفوفين أما الآن فبإمكاني قراءة الكثير من المواد، هذا الجهاز يحول النصوص الصينية إلى برايل لمسي، ما أثرى بشكل هائل موارد القراءة المتاحة لي”.
وأضاف أن كتب البرايل التقليدية غالبًا ما تكون سميكة وثقيلة وصعبة الحمل، بينما لا يتجاوز وزن هذا الجهاز 500 جرام.
أكثر من 3 آلاف منتج ذكي
شهد المعرض مشاركة أكثر من 600 شركة عرضت أكثر من 3 آلاف منتج ذكي، ما يعكس مدى تغلغل التقنيات الذكية في مختلف جوانب الحياة اليومية.
وبحسب وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية، فإن صناعة الذكاء الاصطناعي في البلاد شهدت نموًا متسارعًا خلال السنوات الأخيرة، حيث تجاوز عدد الشركات العاملة في هذا المجال 5000 شركة.
