.png)
حين وُلد بإعاقة حركية في قدمه اليمنى،قرر منذ اللحظة الأولى ألا تكون قيدًا لأحلامه، رفض أن تُختزل حياته في نظرات الشفقة، وقرر أن يحوّل ضعفه إلى قوة، وانكساره إلى نصر، ومن شوارع قريته البسيطة كتب قصة كفاح إستثنائية، ونشرها علي منصات التتويج العالمية.
هو البطل إبراهيم بدر، قائد منتخب مصر لألعاب القوى البارلمبية، الذي نجح في حصد أكثر من ٣٠ ميدالية بين ذهب وفضة وبرونز، ليصبح واحدًا من أكثر الأبطال الذين رفعوا اسم مصر عاليًا في المحافل الدولية.
كابتن إبراهيم بدر عبر طريقا مليئًا بالعثرات، لكن في كل مرة كان ينهض من جديد، حاملاً حلمًا أكبر وإصرارًا أشد، مؤمنًا أن الإرادة تصنع المعجزات، وأن الأبطال الحقيقيين هم الذين لا يعرفون الاستسلام.
يحكي كابتن إبراهيم عن رحلته ل “جسور “: ” في المرحلة الإعدادية كنت أبحث عن شئ يثبت أن إعاقتي ليست نهاية المطاف، بدأت برياضة رفع الأثقال، ودخلت حينها إحدى الصالات لأول مرة، الصدفة وحدها كانت كفيلة بأن تغيّر حياتي للأبد، حين اصطحبني زملائي إلى نادي السلام الرياضي.، وهناك التقيت بالمدرب الذي لمح في بطلًا.
وقال لي جملة ظلّت محفورة في ذاكرتي: “سنة واحدة وهتبقى بطل مصر” لم يمر العام حتى أصبحت بالفعل لاعبًا في منتخب مصر لذوي الإعاقة عام 1992، ليبدأ بعدها مشوارًا طويلًا من الإنجازات، كانت أولى محطاتي العالمية عام 1994، حين حصدت برونزية بطولة العالم في ألمانيا، ثم ذهبية بطولة إفريقيا والشرق الأوسط في تونس، لتتوالى بعدها البطولات والميداليات، وصولًا إلى عام ٢٠١١.
ويستكمل كابتن إبراهيم بدر حديثه، قائلاً :”رحلتي لم تتوقف عند البطولات السابقة، بل كانت بداية لمرحلة جديدة من التحدي والإصرار. ففي دورة لندن البارالمبية 2012 حققت المركز الخامس، ثم في العام التالي توجت بذهبية بطولة فزاع الدولية في دبي، ورغم حصولي على المركز الخامس في بطولة العالم بفرنسا 2013، واصلت الكفاح دون أن أتراجع.
وفي عام 2015 عدت بقوة، فأحرزت ذهبية بطولة فزاع مجددًا، ثم شاركت في بطولة العالم بالدوحة وحققت المركز الخامس. أما في دورة ريو 2016 فكنت ضمن أقوى المنافسات، وحصلت على المركز الخامس أيضًا.
وفي 2017 كانت لي محطات مهمة، حيث فزت بذهبية بطولة فزاع الدولية، وبرونزية بطولة العالم في لندن، ثم جاء عام 2018 الذي حصدت فيه ذهبية بطولة فزاع الدولية المؤهلة لبطولة العالم 2019 في دبي، والتي خرجت منها بالمركز الرابع.
ويضيف، في دبي 2021 عدت لمنصات التتويج بذهبية جديدة، تبعتها فضية في بطولة مراكش الدولية عام 2022. ثم كان عام 2023 عامًا حافلًا، حصلت فيه على ذهبية بطولة فزاع الدولية المؤهلة لبطولة العالم في فرنسا، وذهبية البطولة الدولية في إيطاليا (جيسولو)، رغم أنني اكتفيت بالمركز السادس في بطولة العالم بفرنسا. وأخيرًا، وفي بطولة فزاع الدولية المؤهلة لدورة باريس 2024، أنهيت المنافسة بالمركز الرابع.
ويكمل قائد منتخب ألعاب القوي البارلمبية حديثه :” لم أسير بمفردي في هذه الرحلة، فقد كان والدي رحمه الله أول داعم وسند لي، ثم والدتي التي أكملت المسيرة من بعده، ولن أنسي فرحتي بأول ميدالية ، فقد كانت اللحظة الأجمل من الفوز أنني رأيت الفرح والفخر في عيون والدي “.
ويقول عن مسيرته الطويلة الناجحة “كل ميدالية حصلت عليها لم تكن مجرد قطعة معدنية، بل كانت ثمرة سنوات من التدريب والعرق والتحدي، وفخورا أنني في كل مرة كنت أرفع علم مصر عاليًا، أؤكد أن الإرادة أقوى من أي إعاقة”.
