السودان: جسور ـ متابعات
زادت الحرب المشتعلة في السودان منذ نحو 11 شهراً أعداد المعاقين في البلاد؛ إذ صرحت الأمين العامة لمجلس الأشخاص ذوي الإعاقة في بورتسودان، آمنة عبد القادر إن الحرب زادت أعداد المعاقين في السودان بشكل كبير، في حين قدرت مصادر أن يكون العدد قد تضاعف .
وبعد مضي ما يقارب العام من الحرب المستعرة بين الجيش وقوات “الدعم السريع” تراكم المعارك أعداد المعاقين بصورة ملحوظة، إذ ما زالت عمليات البتر المستمرة تحصد أعضاء المصابين بمعدلات كبيرة داخل أروقة المستشفيات القليلة العاملة حتى الآن .
ومنذ الأسابيع الأولى لاندلاع الحرب تعرضت معظم المؤسسات الرسمية وغيرها للهجمات والأضرار بينها مراكز رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة من المعاقين. وسط هذه الظروف المأسوية وجدوا أنفسهم أول وأكثر الفئات المتضررة العالقة وسط القتال، فيما هم في حاجة إلى الرعاية وأساسات المأوى والغذاء والعلاج والدواء مع نقص كامل في الخدمات .
.
فالحرب تزيد كل يوم بصورة كبيرة من أعداد المعاقين حركياً في السودان مدنيين كانوا أو عسكريين بسبب الإصابات وعمليات البتر المتعددة لأطرافهم التي تضررت كلياً نتيجة إصابات خطرة بالرصاص والذخيرة، ولن ينكشف الحجم الحقيقي الكلي لهذا الأمر إلا بعد توقف الحرب، لكن المرجح أن تكون الأعداد كبيرة بصورة مخيفة”.
فالحرب تزيد كل يوم بصورة كبيرة من أعداد المعاقين حركياً في السودان مدنيين كانوا أو عسكريين بسبب الإصابات وعمليات البتر المتعددة لأطرافهم التي تضررت كلياً نتيجة إصابات خطرة بالرصاص والذخيرة، ولن ينكشف الحجم الحقيقي الكلي لهذا الأمر إلا بعد توقف الحرب، لكن المرجح أن تكون الأعداد كبيرة بصورة مخيفة”.
ويبلغ العدد الكلي للأشخاص ذوي الإعاقة بجميع فئاتهم “حركية، سمعية، بصرية، ذهنية” في السودان 1.4 مليون شخص، وهم يمثلون نسبة 4.6 بالمئة من مجموع المواطنين وفق آخر تعداد سكاني أجري في البلاد عام 2008م، ولا توجد حصيلة محدثة بعدد ذوي الإعاقة السمعية، لكنهم يمثلون أكثر من 35 بالمئة من جملة ذوي الإعاقة، نحو 470 ألف، حسب اتحاد الصم السوداني.
مشكلات مزدوجة
ويواجه ذوي الإعاقة السمعية مشكلات مزدوجة نتيجة الحرب، إذ تتوقف المدارس والمراكز العلاجية الخاصة بتأهيلهم وتقديم الخدمات الطبية على مدار عام كامل وهي فترة طويلة ربما تفقد البعض لا سيما صغار السن من هذه الشريحة فرصتهم في النطق والسمع.
وتشير الأرقام إلى أن عدداً كبيراً من الأشخاص ضعيفي السمع فقدوا مساعداتهم السمعية بسبب الحرب، ولم يتمكنوا من اقتناء أخرى نتيجة غلاء سعرها الذي وصل إلى 350 ألف جنيه سوداني، نحو 270 دولاراً أمريكياً، وهي مبالغ طائلة تفوق مقدرتهم؛ لأن اقتصاداتهم تأثرت بالقتال كغيرهم من السودانيين، كما أن عمليات كشف وقياس السمع صارت غير متوفرة في كثير من المناطق.
وتنوعت أسباب فقدان المساعدات السمعية، فبعضها تعرض للتلف وضياع البطاريات الاحتياطية والسقوط خلال رحلة الفرار من الحرب، وأخرى صُودِرَت، وهي كحالة أحمد محمد 17 عاماً (اسم مستعار بطلب منه) الذي اقتحمت مجموعة مسلحة منزله في شرق الخرطوم، وأخذت منه سماعته عنوة بعد أن ظنتها جهاز تنصت .
وما زاد الطيب بلة، توقف جميع المراكز الطبية والمعاهد التعليمية المرجعية في خدمة ذوي الإعاقة السمعية في العاصمة الخرطوم والبالغ عددها 7، توقفت عن العمل مع نشوب الحرب، وربما تعرض بعضها للتدمير جراء الأعمال القتالية، الأمر الذي وضع هذه الفئة الاجتماعية في مأساة حقيقية.
وأكد المجلس الأعلى للأشخاص ذوي الإعاقة في العاصمة الإدارية بورتسودان أكد في تقاريره تضاعف عدد الأشخاص من ذوي الإعاقة بسبب الحرب الدائرة حالياً، حيث يستقبل بشكل مستمر آلاف المصابين الجدد، لا سيما أن أكثرهم من إقليم دارفور الذي يتعرض للقصف المدفعي المتبادل بصورة عشوائية بين الجيش وقوات “الدعم السريع”، الذي يستهدف المناطق المأهولة بالسكان، الأمر الذي أدى إلى تزايد عدد القتلى والمصابين من المدنيين بخاصة في دارفور والخرطوم.
وتوضح الأمين العامة لمجلس الأشخاص ذوي الإعاقة في بورتسودان ، أن الرياضة واحدة من وسائل إدماج المعاقين في المجتمع وتخفيف وطأة الآثار النفسية والاجتماعية والاقتصادية وحالة النزوح الناتجة من الحرب عليهم، لا سيما أن تأثيرات الحرب تكون مضاعفة عليهم، وتتابع: «رغم ظروفهم الخاصة، فإن الأشخاص ذوي الإعاقة أحرزوا جوائز عالمية باسم السودان».
وناشدت عبد القادر وزارة الشباب والرياضة والشركاء دعم أنشطة المعاقين الرياضية، قائلة: «المجلس يقوم بالتشبيك والمناصرة، وخلق شراكات بين منظمات المجتمع المدني لخدمة المعاقين.
نحن نواجه صعوبات توفير الاحتياجات الخاصة للمعاقين، مثل العصي البيضاء وسماعات الأذن والدرّاجات والعجلات الخاصة، إضافة إلى حافلات نقل وترحيل ذوي الإعاقات الذهنية إلى المدرسة، فتكلفة ترحيلهم مرتفعة جداً؛ ما يدفع بعض الأسر للعزوف عن إلحاق أبنائها بالمدرسة».
كما أن الكثير من المجتمعات ترفض تزويج أبنائها للمعاقات أو بناتها للمعاقين حتى لو كانوا من الإعاقة نفسها؛ وذلك تحت ذريعة أن المعاق لا يستطيع تحمل مسؤوليات الأسرة.