جسور ـ رياضة
ـ 55 ميدالية عربية .. الجزائر تتصدر بـ 6 ذهبيات تليها تونس والمغرب
واصل أبطالنا من ذوي الهمم رفع الأعلام العربية في المحفل العالمي بدورة الألعاب البارالمبية، في صور ابهرت العالم وكونت انطباعا رائعا عن مدى تنافسية الرياضيين العرب .
حيث حصد اللاعبون العرب 55 ميدالية متنوعة في دورة الألعاب البارالمبية التي انتهت في العاصمة الفرنسية باريس.
وجاءت الجزائر في مقدمة الدول العربية مع إحرازها 6 ميداليات ذهبية من أصل 11 ميدالية حصدها المتنافسون الجزائريون.
وحلت تونس في المرتبة الثانية عربيا مع فوزها بخمسة ذهبيات، في حين حل المغرب في المرتبة الثالثة مع حصول لاعبيه على ثلاث ميداليات ذهبية من أصل 15 ميدالية.
كما أحرزت مصر والأردن والعراق والكويت والسعودية عددا من الميداليات المتنوعة.
ويبرز الأمل في أن يكون الاحتفاء الذي نالته نجلة وغيرها من أبطال البارالمبياد العرب بإنجازاتهم في باريس مقدمة لكي يتحول الاهتمام برياضة ذوي الإعاقة إلى أصل ثابت في الرياضة العربية، بدلا من أن يطل كل أربع سنوات كظاهرة موسمية يلتفت إليها المسؤولون عن الرياضة للتغطية على إخفاقات من ينالون نصيب الأسد من الأضواء والميزانيات دون أن يحققوا نتائج تستحق الذكر.
ومن جانبه الدكتور طارق سلطان بن خادم النعيمي، نائب رئيس الاتحاد العالمي للقدرات الرياضية لذوي الإعاقة، على ضرورة وجود خطة استراتيجية تتكاتف فيها جهود جميع عناصر المنظومة البارالمبية، من أجل الدورة المقبلة «لوس أنجليس 2028.
وقال إن بارالمبية «باريس 2024» شهدت منافسات قوية بين جميع المشاركين وأفرزت أبطالاً جدداً من فئة الشباب مع ابتعاد عدد من الأبطال السابقين عن منصات التتويج، وأكد أن الفترة المقبلة بحاجة إلى جهود مضاعفة للوصول إلى الطموحات المأمولة التي تؤهل لاعبينا لبارالمبية «لوس أنجليس 2028»، وهم في وضعية ملائمة للمنافسة.
ونوه إلى ضرورة الاهتمام بفئة الشباب الواعدين، مع وجود خطة متكاملة من قبل عناصر المنظومة، وعلى رأسها وزارة الرياضة، التي أبدت اهتماماً كبيراً واللجنة البارالمبية وأندية أصحاب الهمم في الدولة التي يقع على عاتقها العبء الأكبر في انتقاء العناصر الواعدة، ومواصلة الاهتمام باللاعبين، الذين قدموا خلال هذه الدورة ما يشجع على استمرار دعمهم ورعايته.
من جهتهم، أجمع عدد من مدربي الرياضات البارالمبية على ضرورة الاستفادة من نتائج المشاركة في بارالمبية «باريس 2024»، والبناء عليها من أجل المستقبل، والبدء على الفور في التجهيز للدورة المقبلة في «لوس أنجليس 2028».
تاريخ المشاركات العربية في البارالمبياد
جرت العادة أن يحصد الرياضيون العرب ميداليات من الأنواع الثلاثة في دورات البارالمبياد، أكثر مما يحصدونه في الأولمبياد، وقد بدأ التألق العربي في هذه المسابقة منذ نسخة العام 1976، في مدينة تورنتو الكندية، إذ حصلت مصر على خمس ميداليات ذهبية، وازداد عدد الدول العربية المشاركة في النسخ اللاحقة وتألّق الرياضيون العرب بشكل لافت.
في نسخة العام 1980، في أرنهايم في هولندا، شارك رياضيون من مصر والكويت والسودان في البارالمبياد، وحقّقوا 14 ميداليةً مختلفةً، وتواصل التألق مع الوقت، وكان بارزاً حصول فلسطين للمرة الأولى على ميدالية برونزية في بارالمبياد سيدني في أستراليا عام 2000، بينما كانت أفضل مشاركة عربية على الإطلاق في دورة 2004 في اليونان، مهد الألعاب الأولمبية، حيث حقق الرياضيون العرب 77 ميداليةً.
تألّق عربي في بارالمبياد 2024 في باريس
شارك 214 رياضياً ورياضيةً عربياً في بارالمبياد باريس 2024، يمثّلون/ ن 17 دولةً عربيةً، وقد نجحوا في حصد حصة وافرة من الميداليات بلغت 17 ذهبيةً و13 فضيةً و17 برونزيةً.
من المعروف أن معظم الدولة العربية لا تولي الاهتمام اللازم لمواطنيها ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث أشار تقرير للـ”يونيسكو”، نُشر في العام 2017، إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الإعاقات والصعوبات الحركية في المنطقة العربية هم من أكثر الفئات السكانية تهميشاً، وكثيراً ما يغيبون عن الحياة العامة بسبب صعوبة انخراطهم في البيئة الاجتماعية والمادية، وهم أكثر عرضةً للضرر بفعل الأزمات والكوارث، كما أن التقارير حول النزاعات العنيفة التي تشهدها المنطقة نادراً ما تتطرق إلى محنة الأشخاص ذوي الإعاقة الذين لا يستطيعون الهروب من الدمار، أو لا يدركون المخاطر التي تهددهم، وحتى يمكن أن تتخلى عنهم عائلاتهم، مع الأخذ بعين الاعتبار أن مقابل كل شخص يُقتل، هناك عدد أكبر يُصاب إصابات بالغةً أو يتعرض لإعاقات دائمة.
فخلال أولمبياد 1948 في لندن، تم تنظيم سباق بالكراسي المتحركة بين 16 جندياً وجنديةً كانوا قد أصيبوا بالشلل خلال الحرب العالمية الثانية، وقد ألهمت هذه الفكرة المنظمات المهتمة لتأسيس أولمبياد مخصص لذوي الاحتياجات الخاصة، وأبصرت الفكرة النور للمرة الأولى في روما 1960، بمشاركة 400 رياضي من 23 دولةً