يعيش ذوو الإعاقة السمعية في قطاع غزة مأساة مضاعفة، وصلت حد أنهم لا يسمعون دوي انفجار الصواريخ والقنابل، سيناريو أسود يجعلهم في عزلة تامة ينتظرون الموت في أي لحظة.
منذ السابع من أكتوبر 2023، يعيش القطاع تحت وطأة عدوان همجي لا يرحم، ولا يحترم المواثيق الدولية، لتتحول حياة الشعب الفلسطيني إلى جحيم يومي، وحصار وتجويع ممنج، وقتل، ونزوح قسري.
وفي وسط هذا المشهد المأساوي، تعيش فئة الصم وضعاف السمع معاناة مضاعفة، بين البيوت والخيام التي تتعرض للقصف بشكل يومي، يتطلب تدخلا سريعا لانقاذهم.
حيث يعتمد الصم وضعاف السمع بشكل أساسي على لغة الإشارة، وهي لغة لا يجيدها إلا القليلون في المجتمع، فما بالنا في وقت الحرب والنزوج، سيكون الأمر في غاية الصعوبة، ما يزيد من عزلتهم، ويجعلهم أكثر عرضة للموت أو الإصابة، خاصة مع عدم قدرتهم على سماع أصوات الانفجارات أو التحذيرات، أو حتى الاستغاثة في لحظات الهروب والنجاة.
وفي بيان صدر عن مدير جمعية “أطفالنا للصم” في غزة، كشف أن المسح الميداني الذي أجرته الجمعية بين عامي 2023 و2025، أظهر أن 35 ألف طفل وبالغ معرضون لفقدان السمع بشكل مؤقت أو دائم، نتيجة شدة الانفجارات المستمرة.
وأوضح البيان أن معدل الإصابة بمشاكل السمع قد تضاعف ثلاث مرات، عمّا كان عليه قبل الحرب، مع تسجيل ارتفاع ملحوظ في مشاكل السمع بين الأطفال حديثي الولادة الذين ُلدوا خلال فترة الحرب.
أوشار البيان إلى أن 83% من ذوي الإعاقة السمعية عاجزون عن استبدال السماعات التالفة، بسبب الحصار ونقص المستلزمات الطبية والأجهزة التعويضية والأدوية بشكل عام، بالإضافة إلى معاناة عشرات الصم داخل مراكز الإيواء من نوبات هلع وبكاء مستمر بسبب دوي الانفجارات او فقدان الأهل أو استشهادهم.
في ظل غياب تام أو دور منقوص للمؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، الإنسان، يضطر آلاف الأشخاص أغلبهم من الأطفال ذوي الإعاقة السمعية على خوض معركة البقاء على قيد الحياة والهروب يوميا من الموت، بدون أدوات حماية أو مساعدة للنجاة.