جسور ـ علوم وتكنولوجيا
تطبيقات عالمية تستهدف دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع والتكيف مع الحياة .. وشركات عالمية انتبهت مبكرا لاستثمار الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في خدمة ذوي الهمم
قائمة تطبيقات وخدمات لآبل و جوجل وشركات التكنولوجيا الأخرى لتسهيل الحياة لذوي الهمم وتطبيقات تتيح للمستخدمين المعاقين جسدياً التحكم في هواتفهم بأعينهم وخرائط من جوجل للمكفوفين
خبراء : الذكاء الصناعي يلعب وسيلعب دورا مهما في مساعدة ذوي الهمم ويحقق العديد من الأدوار مثل تحسين التفاعل مع البيئة بطرق مبتكرة و تحسين الرعاية الصحية
خدمات ضخمة ومتنوعة يمكن أن يقدمها الذكاء الاصطناعي في مساعدة الأشخاص ذوي القدرات الخاصة ، سواء في التكيف مع الحياة ومتطلباتها ، أو في العثور على وظائف من خلال معالجة مختلف التحديات التي قد يواجهونها في عملية التوظيف، من خلال تصميم منصات تعمل بالذكاء الاصطناعي لضمان إمكانية الوصول للأفراد ذوي الإعاقة، كما يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي تحليل مهارات وتفضيلات وقدرات الأفراد ذوي الإعاقة لتقديم توصيات وظيفية مخصصة لهم، وكذلك تصميم منصات المقابلات الافتراضية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لتشمل ميزات إمكانية الوصول.
ويؤكد الخبراء علي أن الوصول لتحقيق هذا الهدف يستدعي بداية استعراض مفهوم الذكاء الاصطناعي ودوره في دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع والتحديات المرتبطة بذلك، إلى جانب معرفة إمكانيات بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي وما يمكن أن تحققه في خدمة توظيف الأشخاص ذوي الطاقات الخاصة، إلى جانب التركيز على ما يمكن القيام به لخلق بيئة شاملة لتعزيز الاندماج الاجتماعي لجميع أفراد المجتمع .
العمل علي تحقيق ذلك، جاء ضمن توصيات ورشة عمل نظمها قبل شهور ، مركز التخطيط الثقافي والاجتماعي بمعهد التخطيط القومي في مصر ندوة حول “دور الذكاء الاصطناعي في ايجاد حلول مبتكرة لذوي الاحتياجات الخاصة”، وخلالها أكد الدكتور أشرف صلاح الدين نائب رئيس المعهد لشئون التدريب والاستشارات وخدمة المجتمع أن الاهتمام بذوى الاحتياجات الخاصة يمثل أولوية كبرى في التوجه التنموي للدولة المصرية، وينبغي النظر إليهم باعتبارهم مكوناً رئيساً من قوة العمل والثروة البشرية الهائلة التي يمتلكها المجتمع، مشيراً إلى أن الندوة تعد فرصة هائلة لتبادل الرؤى والخبرات للخروج بتوصيات قابلة للتطبيق بشأن الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في ايجاد حلول مبتكرة لأبناء هذه الفئة المميزة.
بدورها أشارت الدكتورة نيفين مكرم مدير مركز التخطيط الثقافي والاجتماعي المصري ، إلي جهود الدولة المصرية في الاهتمام بذوي الهمم ومنها إطلاق برنامج الإتاحة التكنولوجية لدعم 3000 مدرسة للتربية الخاصة والدمج، وتطوير وزارة الاتصالات تطبيقات ذكية لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة على التوظيف، فضلاً عن تخصيص نحو مليار جنيه لبرامج تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة، إلى جانب إطلاق تطبيق “انطلق” على هواتف الأندرويد والهواتف التي تعمل بنظام IOS، لمساعدة ذوي الهمم في معرفة وتحديد الأماكن والمواقع.
وبشأن خلق بيئة شاملة لتعزيز الاندماج الاجتماعي لكل فرد في المجتمع، أكدت مكرم على ضرورة الفهم الشامل للاحتياجات الفردية لذوي الهمم، وتطوير تقنيات ملائمة، والابتكار والتطوير المستمرين، إلى جانب الاهتمام بالقضايا الأخلاقية والقانونية، مع عدم إغفال دور الإعلام في التوعية، مشيرة إلى أن مشكلة توافر البيانات والمسؤولية الجنائية، والاشكاليات الأخلاقية تأتي على رأس التحديات المرتبطة بتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في هذا الشأن.
تجارب عالمية
الاهتمام باستثمار الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في خدمة ذوي الهمم انتبهت له مبكرا العديد من الشركات والجهات العالمية ، فطرحت آبل و جوجل وشركات التكنولوجيا الأخرى قائمة متزايدة من الأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لتسهيل الحياة للأشخاص الذين يعانون من الإعاقة، بدءاً من أدوات تتبع العين التي تتيح للمستخدمين المعاقين جسدياً التحكم في هواتف أيفون الخاصة بهم بأعينهم، إلى التوجيه الصوتي التفصيلي لخرائط جوجل الداعم للمكفوفين.
وبحسب تقارير إعلامية مختلفة ، وبيانات لتلك الشركات ، تعتمد معظم تطبيقات التكنولوجيا المساعدة على تحويل وسيط الخدمة إلى وسيط آخر، فإذا كانت الإعاقة مرتبطة بالسمع يتم تحويل الصوت إلى صورة، والعكس صحيح، فإذا كانت الإعاقة مرتبطة بالرؤية يتم تحويل الصورة إلى صوت، هذا بعد أن يتم تدريب تطبيقات الذكاء الاصطناعي على عدد ضخم من الحالات ، والآن يتحول تطبيق «بي ماي أيز» Be My Eyes إلى الاعتماد على الذكاء الاصطناعي.
ويجمع تطبيق «بي ماي أيز» المستخدمين ضعاف البصر بمتطوعين مبصرين يقدمون المساعدة من خلال الفيديو المباشر، يتحققون من تاريخ صلاحية الحليب، أو إذا ما كان القميص متماشياً مع المناسبة أو مع بقية الملابس، لكن التقدم في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بدأ بالفعل بإنهاء الحاجة إلى مساعدين متطوعين على الجانب الآخر.
وتعاونت «بي ماي أيز» مع «أوبن إيه أي OpenAI من قبل من أجل الاعتماد على نموذج الذكاء الاصطناعي بدلاً من المتطوعين، وخلال فترة قصيرة عرضت شركة «أوبن إيه أي» مقطعاً لشخص يستخدم النسخة المدعومة بالذكاء الاصطناعي من التطبيق لاستدعاء سيارة أجرة، ويخبر التطبيق المستخدم الضرير متى يرفع ذراعه للسيارة بالضبط، وأعلنت غوغل في شهر مايو عن ميزة مماثلة لتطبيقها لوك أوت «Lookout» المصمم لمساعدة المستخدمين ضعاف البصر.
التطبيقات المخصصة للمستخدمين المكفوفين جزء محدود من قطاع واسع من تطبيقات «التكنولوجيا المساعدة»، وهي التطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي لإنتاج أدوات مُصممة لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة أو كبار السن.
علي سبيل المثال ، فإن ماثيو شيروود، رجل الأعمال الكفيف، الذي يستخدم تطبيق «بي ماي أيز» للتأكد من أن ما يختاره من الملابس يتماشى مع اللون أو النمط الذي يبحث عنه، وهو يعلق علي ذلك قائلا : “كان من المعتاد أن يستخدم الموظف الكفيف مساعداً إدارياً يقرأ له، ولكن الآن منحنا الذكاء الاصطناعي هذه القوة الجديدة؛ مساعد القراءة الآلي، بالنسبة للبعض هذه تكنولوجيا رائعة، أما بالنسبة للمكفوفين فهذه فرصة للحصول على عمل وفرصة للتنافس في مجال الأعمال التجارية وفرصة للنجاح “.
تطبيقات عالمية في خدمة ذوي الهمم
استطاعت التكنولوجيا الحديثة توفير عدد لا بأس به من الابتكارات والاختراعات ، لتوفير كافة سبل الراحة والمساعدة للمستخدمين، والتى كان من ضمنها مساعدة ذوى الاحتياجات الخاصة، مستهدفة في النهاية مساعدتهم على ممارسة حياتهم بشكل طبيعى وسلس .
من أبرز تلك الاختراعات، جاء نجاح مجموعة من العلماء البلجيكيين في تطوير يد روبوتية يمكن أن تترجم الكلمات إلى إيماءات لغة إشارة للصم، وأطلقوا عليها اسم Project Aslan، حيث يبلغ سعر هذه اليد المطورة باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد 560 دولارًا، ويتصل الجهاز بواسطة نوع من لغة الإشارة، يحمل اسم fingerspelling أو هجاء الأصابع، إذ يتم تهجئة الكلمات من خلال إيماءات منفصلة، ويقول العلماء إن اليد الروبوتية التى ستكون جاهزة خلال خمس سنوات، يمكن أن تساعد نحو 70 مليون شخص فى جميع أنحاء العالم الذين يعانون من الصمم أو صعوبة فى التواصل مع الأشخاص الذين لا يعرفون لغة الإشارة.
كذلك ابتكر مخترع اسكتلندى يدعى Ian Gray سكوتر “ذكيًا” جديدًا يحمل اسم RollerScoot مخصصًا لذوى الاحتياجات الخاصة يمكنهم من التنقل بسهولة فائقة فى جميع الأماكن، إذ يبلغ وزنه 25 كيلوجرامًا ويعمل بالبطاريات، كما يمكنه السير لمسافة تصل إلى 19 كيلومترًا بسرعة تصل إلى 6 كيلومترات فى الساعة، بالإضافة إلى دعمه بعجلة قيادة سهلة تسهل التحرك من مكان إلى آخر والتنقل به بسلاسة فائقة، حيث يعد السكوتر الأول من نوعه لمساعدة ذوى الاحتياجات الخاصة، كما يمكن طيه بسهولة ووضعه فى السيارة.
وفي بريطانيا ، طورت شركة Open Bionics أذرعا صناعية شديدة التطور، تشبه تلك التى يرتديها الأبطال الخارقون، والمصممة للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة، لمساعدتهم على زيادة الثقة بأنفسهم، حيث تم تنفيذها بتصميمات مميزة تجذب الأنظار، مستوحاة من أفلام الخيال العلمى والشخصيات الخارقة مثل الرجل الحديدى، حيث صممت باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد 3D للحفاظ على التكاليف، وزيادة التركيز على التصاميم، كما تأمل الشركة ان يفتخر مرتدى هذه الأذرع الصناعية بها وأن تساهم فى تسهيل حياتهم.
وأيضا كشفت شركة مايكروسوفت عن تطويرها لتطبيق جديد يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعى من أجل مساعدة المكفوفين على رؤية العالم من حولهم بشكل غير مسبوق، حيث سيعمل التطبيق باستخدام كاميرا الهاتف الذكى أو زوج من النظارات الذكية المزودة بكاميرا، ويمكن للتطبيق أن يوفر لمستخدمه نظرة حقيقية عما يحدث حوله.
جوجل علي الخط
بدورها دخلت شركة جوجل علي خط خدمة ذوي الهمم ، وأعلنت عن ميزة جديدة خاصة بخدمة الخرائط الخاصة بها، تساعد ذوى الاحتياجات الخاصة من معرفة معلومات أكثر عن الأماكن التى يريدون الذهاب إليها، خاصة إذا كان من السهل الوصول إلى مطعم أو مبنى آخر باستخدام كرسى متحرك أم لا، وعلى الرغم من أن الشركة سبق وأضافت ميزة لهذه الفئة من أجل المساعدة فى العثور أكثر على الأماكن الملائمة إلا أن الميزة الجديدة توفر قدرات جديدة.
فوائد متعددة
تعليقا علي تلك الخدمات التي تسعي لمساعدة ذوي الهمم بالاستفادة من الذكاء الاصطناعي ، تقول المهندسة حبيبة عمر المحاضر في مجال البرمجة إن التكنولوجيا لها دور كبير بالطبع ، وتقدم امكانيات كتيرة ، للمعاقين وتحديدا تطبيقات الذكاء الاصطناعي ، والتي ساهمت وتساهم في تقديم تيسيرات وخدمات لهم لتسهييل حياتهم ، عبر العديد من التطبيقات .
وتشير إلي أن هناك علي سبيل المثال – لا الحصر- تطبيق يقوم بترجمة لغة الإشارة إلي صوت وكتابة ، كما أن هناك كرسي للمعاقين يتحرك عن طريق اشارات من يدي مستخدمه وعينيه ، فضلا عن ابتكار ” جوانتي ” من أجل ترجمة لغة الإشارة .
وتلفت إلي أنه بالتأكيد لكل شيء فوائده وله أيضا أضراره ، لكن أضرار مثل هذه التطبيقات والابتكارات بسيطة للغاية وقابلة للتعديل ، كما أن هناك من النماذج التكنولوجية ، ما لا يزال تحت الاختبار ، وأخري تم اختبارها وتعمل بشكل جيد للغاية .
وتؤكد حبيبة عمر أن هذه التطبيقات جيدة وكافية ، لكن يجب في الوقت نفسه أن تكون هناك متابعة دائمة لها ولكفائتها ، منعا لحدوث أية مشكلات .
وتقول إنه لا توجد أضرار، لكن غالبا المشكلة ستكون علي سبيل المثال أنه لو تم الاعتماد علي ابتكارات تساعد في لغة الإشارة ، فإن بقية الناس الطبيعيين سيتوقفون عن تعلم لغة الإشارة .
وتشير إلي أن الهند من أكثر الدول استخداما للتكنولوجيا وتطبيقات الذكاء الاصطناعي ، ومؤخرا بدأت دول أوروبية مثل سويسرا والسويد تصعد في مؤشرات الابتكار في الذكاء الاصطناعي .
حلول متنوعة
ويؤكد الدكتور ممدوح جودة ، رئيس قسم هندسة الالكترونيات والاتصالات بكلية الهندسة بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا أن التكنولوجيا تلعب دورًا مهمًا وحيويًا في تحسين حياة ذوي الهمم من خلال تقديم حلول متنوعة تسهل لهم التفاعل مع المجتمع والبيئة.
ويرصد أهم النقاط المتعلقة باستخدام التكنولوجيا لمساعدة ذوي الهمم ، مشيرا إلي أن من بينها الأطراف الصناعية الذكية ، حيث يمكن للأطراف الاصطناعية المتقدمة، المدعومة بالحساسات والتكنولوجيا الروبوتية، أن توفر للأشخاص ذوي الإعاقات الحركية تحكمًا طبيعيًا في حركتهم.
كذلك هناك الأجهزة المساعدة للنطق والتواصل ، مثل التطبيقات والأجهزة اللوحية التي تساعد الأشخاص ذوي الإعاقات السمعية والكلامية في التواصل من خلال توليد النصوص أو الأصوات.
وأيضا هناك التكنولوجيا المساعدة للرؤية ، مثل أجهزة مثل قارئات الشاشة وتقنيات التكبير للأشخاص ذوي الإعاقات البصرية، وكذلك النظارات الذكية التي تُترجم النصوص إلى أصوات.
ويشير إلي أن هناك أيضا تقنيات التنقل الذكية ، مثل الكراسي المتحركة المتقدمة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي وأجهزة الاستشعار لتوفير التنقل الذاتي لذوي الإعاقة الحركية ، كما أن هناك الأجهزة الذكية المنزلية: مثل أنظمة الأوامر الصوتية مثل Alexa و Google Assistant التي تتيح للأشخاص ذوي الإعاقات التحكم في الأجهزة المنزلية عن بعد.
ويقول الدكتور جودة إن هناك العديد من المنافع التي تعود على ذوي الهمم من التكنولوجيا ، وأولها زيادة الاستقلالية ، حيث أن التكنولوجيا تمكن ذوي الهمم من القيام بالعديد من الأنشطة اليومية بأنفسهم، مما يقلل من اعتمادهم على الآخرين.
وتتمثل ثاني المنافع في تحسين الوصول إلى التعليم ، وذلك من خلال برامج التعليم الرقمي والأدوات التي تدعم التعلم التفاعلي، يمكن للأطفال والبالغين ذوي الاحتياجات الخاصة متابعة التعليم بشكل أفضل.
هناك أيضا فائدة تحسين فرص العمل ، ذلك أن تطبيقات وبرامج التكنولوجيا تساعد ذوي الهمم على اكتساب مهارات تكنولوجية متقدمة، مما يفتح لهم آفاقًا واسعة في سوق العمل.
ويشير إلي أن من المنافع أيضا تعزيز التفاعل الاجتماعي ، وذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة التي تسهل التواصل، يمكن لذوي الاحتياجات الخاصة التفاعل مع الآخرين بشكل أسهل وأكثر فعالية.
أضرار محتملة
ويقول الدكتور ممدوح جودة إن من بين الأضرار المحتملة لاستخدام التكنولوجيا ، التكلفة العالية ، حيث أن العديد من هذه الحلول التكنولوجية تتطلب تكاليف باهظة، مما قد يجعلها غير متاحة للجميع.
أما ثاني الأضرار فيتمثل في “التبعية المفرطة ” ، ذلك أن الاعتماد الكبير على التكنولوجيا قد يؤدي إلى تقليل الحافز لتطوير المهارات الذاتية ، مشيرا إلي أن هناك أيضا المخاطر الأمنية ، حيث أن الأجهزة المتصلة بالإنترنت قد تكون عرضة للاختراق أو التجسس، مما يهدد خصوصية المستخدمين ، لافتا إلي أنه من بين الأضرار المحتملة أيضا ” الانعزال الاجتماعي ” ، ففي بعض الأحيان، قد يؤدي الاعتماد الكبير على التكنولوجيا إلى عزلة اجتماعية.
ويرصد الدكتور جودة أهم النماذج في استخدام التكنولوجيا لذوي الهمم ، وأولها قارئ برايل الإلكتروني ، وهو جهاز يستخدم تقنيات متقدمة لتحويل النصوص الإلكترونية إلى نمط برايل للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية.
ويضيف أن هناك أيضا تقنيات التحكم العصبي ، مثل الأطراف الاصطناعية التي يمكن التحكم بها بواسطة الإشارات العصبية ، إلي جانب التطبيقات الداعمة للصم: تطبيقات مثل Ava و RogerVoice التي تساعد الأشخاص الصم على قراءة المحادثات الصوتية وتحويلها إلى نصوص.
ويشير إلي أن استخدامات الذكاء الصناعي لمساعدة ذوي الهمم تتمثل في :
. أنظمة التعرف على الصوت: التي تمكن الأشخاص ذوي الإعاقة من التفاعل مع الحواسيب والأجهزة الذكية من خلال الأوامر الصوتية.
. التعرف على الصور: تطبيقات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحديد الكائنات المحيطة وتقديم وصف مسموع للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية.
– التنبؤ بالحاجات الصحية: خوارزميات الذكاء الاصطناعي يمكنها التنبؤ بالمشاكل الصحية المحتملة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وتحسين رعايتهم الصحية.
أدوار وأضرار
ويشير إلي أن الذكاء الصناعي يلعب وسيلعب دورا مهما في مساعدة ذوي الهمم ، ويحقق العديد من الأدوار مثل تحسين التفاعل مع البيئة ، حيث تسهل أنظمة الذكاء الاصطناعي لذوي الاحتياجات الخاصة التفاعل مع البيئة المحيطة بطرق مبتكرة.
ومن الأدوار أيضا تخصيص التجارب الشخصية ، فالذكاء الاصطناعي يمكنه تكييف الأدوات والخدمات بناءً على احتياجات الفرد ، كما أن من أهم الأدوار تحسين الرعاية الصحية من خلال التنبؤ بالحاجات الصحية وتقديم توصيات شخصية.
ويشير إلي أنه من الأضرار المحتملة للذكاء الاصطناعي ، التحيز التكنولوجي ، فقد يتم تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي بناءً على بيانات غير متوازنة، مما يؤدي إلى تحيز ضد بعض الفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة.
من الأضرار أيضا الأخطاء التكنولوجية ، حيث أن أي خلل في الأنظمة الذكية قد يؤدي إلى مشاكل في أداء الأجهزة الطبية أو الأدوات المساعدة ، فيما يتمثل الضرر المحتمل الثالث في فقدان الخصوصية ، ذلك أن الذكاء الاصطناعي يعتمد على جمع البيانات الشخصية، مما قد يهدد خصوصية الأفراد.
ويحدد جودة ضوابط استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا المجال في عدد من الإجراءات ، أولها قوانين حماية البيانات ، لضمان أن جميع الأجهزة والأنظمة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي تحمي خصوصية المستخدمين وبياناتهم.
ومن الضوابط أيضا الشفافية والمساءلة ، عبر تطوير سياسات تضمن الشفافية في كيفية عمل أنظمة الذكاء الاصطناعي ، إلي جانب المراجعة الأخلاقية ، بإجراء اختبارات مستمرة للتحقق من أن هذه التقنيات لا تسبب أي أذى أو تحيز ضد المستخدمين.
ويقول إنه مع ذلك، قد يكون هناك حاجة لمزيد من الضوابط لتغطية الفجوات المتعلقة بالأمن والأخلاقيات والتكلفة.
ويشير إلي أن قائمة الدول الرائدة في استخدام التكنولوجيا لذوي الهمم ، تضم كلا من الولايات المتحدة ، والتي تقدم برامج وتكنولوجيا متقدمة لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة في مجالات مثل التعليم، التوظيف، والرعاية الصحية.
هناك أيضا اليابان ، والمعروفة بتطوير تقنيات الروبوتات لمساعدة كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة في أنشطتهم اليومية ، إلي جانب السويد وتوفر نظامًا شاملًا للدعم التكنولوجي لذوي الهمم، مع تركيز على الاستقلالية.
أما قائمة أكثر الدول العربية في استخدام التكنولوجيا لذوي الهمم ، فيأتي علي رأسها الإمارات العربية المتحدة ، وهي رائدة في مجال استخدام التكنولوجيا لمساعدة ذوي الهمم، مع العديد من المبادرات الحكومية لتطوير حلول ذكية.
كذلك تعمل المملكة العربية السعودية على تطوير برامج وخدمات لذوي الاحتياجات الخاصة باستخدام التكنولوجيا، بما في ذلك التعليم والاندماج الاجتماعي.
وتأتي جهود دولة قطر في تطوير التكنولوجيا المساعدة عبر مؤسسة قطر للتعليم والبحث.
ويختتم الدكتور جودة حديثه ل” جسور ” بالتأكيد علي أن تطور التكنولوجيا لمساعدة ذوي الهمم مستمر، وتظل الحاجة مستمرة أيضا إلى تبني الحلول المتقدمة على نطاق أوسع مطلبًا أساسيًا لتحسين جودة حياتهم.