هالة عرفة
ـ شعار المدينة “مناصرة واحتواء وتمكين ” ودور فريد لمركز “التقنيات المساعدة “
ـ عدد المستفيدين من الخدمات تجاوز الثلاثة الاف فى العام
ـ دراسة حديثة : المدينة تضاعف التركيز علي التقنيات الحديثة لمساعدة ذوي الإعاقة وتحسين جودة حياتهم
عززت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ريادتها في المنطقة العربية مع التطوير المستمر في تقديم الخدمات التخصصية للأشخاص ذوي الإعاقة، رافعة شعار ” مناصرة ..احتواء و تمكين ” ، وهي أول مؤسسة اهلية مستقلة اماراتية تقدم خدماتها للأشخاص ذوي الاعاقة .
تعتمد المدينة علي البرامج التأهيلية التخصصية والتعليمية التي تتكيف مع رؤية التعليم في القرن الحادي والعشرين والتمكين في مجال التوظيف والعيش المستقل والشراكات المحلية والدولية ، ويتبع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية 14 مدرسة ومركز للتأهيل وتعليم ودمج ذوي الإعاقة ، من ضمنها مركز التقنبات المساندة ، كما تمتلك ثلاث فروع في كل من خورفكان والذيد وكلباء ، كما تشمل خدمات مدينة الشارقة للأعمال الإنسانية خدمات تعليمية وتدريبية وتأهيليةوخدمات التوعية والتثقيف وخدمات المسؤولية المجتمعية وخدمات التشغيل والتوظيف والخدمات العلاجية .
مستفيدون
ويقدر حجم المستفيدين من خدمات المدينة ب 3055 شخص ذوي إعاقة سنويا ، بواقع 1014 مستفيد من خدمة الفصول الدراسية ، و1221مستفيد من خدمات المركز العلاجي و152مستفيد من خدمة الإرشاد الأسري و 668 مستفيد من الخدمات الأخرى ، كما يعمل بالمدينة 67 موظفا من ذوي الإعاقة وذلك من إجمالي 711موظف .
خدمات تقنية مساندة
في هذا الإطار تقدم الباحث محمد صلاح أخصائي التقنيات المساندة بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية – الإمارات العربية المتحدة بورقة بحثية بعنوان ” دور خدمات التقنيات المساندة في تحسين جودة حياة الاشخاص ذوي الإعاقة “ضمن فاعليات المؤتمر الدولي الاول لكلية التربية الخاصة جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا بالقاهرة المنعقد خلال شهر نوفمبر الحالي 2024 يعرض من خلالها الخدمات التخصصية للاشخاص ذوي الإعاقة منذ تأسيس مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية عام 1979 ودور مركز التقنيات المساندة في تقديم خدمات تخصصية والتقنيات المساندة وسهولة الوصول لها ، وعوامل نجاح خدمات التقنيات المساندة وكذلك تسهيل وتحسين جودة حياة ذوي الإعاقة وحياة ذويهم في كافة المجالات سواء في ممارسة انشطة الحياة اليومية والتعليم والصحة والخدمات التأهيلية والحركة والتنقل وغيرها ، حتي الوصول للترفية وكذلك تناولت الورقة البحثية الخدمات غير المباشرة مثل التسهيلات والشركات وبرامج التوعية ودورها في التثقيف والمساندة علي كافة الأصعدة.
ورصدت الدراسة أن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تولي اهتماما كبيرًا باستخدام التقنيات الحديثة لمساعدة ذوي الإعاقة منذ بداية التأسيس بالشركات والتعاون المتبادل بين المؤسسات المتخصصة علي المستوي المحلي والدولي ومنها التعاون مع معهد الطب السمعي في بروكسل من عام 1979-1989 للاستفادة من خبراته في هذا المجال .
وأشارت الدراسة إلي أنه تم تأسيس مركز التقنيات المساندة عام 2014 لتنظيم تقديم خدمات التقنيات وتنظيم آلية العمل من خلال تقديم خدمات التقنيات المساندة المبنية علي البحث العلمي وأفضل الممارسات العالمية وتنظيم آلية تقديم خدمات التقنيات المساندة وتوحيد المعايير علي مستوي المؤسسة .
وأوضحت أن تأسيس المركز جاء بناءا علي متابعة أفضل الممارسات الدولية ، والتي تنص علي التوجه الدولي والحقوقي لدمج الاشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع ودور التقنيات المساندة والتصميم الشامل في تحقيقه بالاضافة الي ضرورة المساندة في دعم الاستقلالية في اداء المهارات وتقديم الدعم لتهلم مهارات بمستوبات أعلي وكذلك الدور الإيجابي للفريق متعدد التخصصات ونموذج الخدمة المتمركزة علي المستفيد واثرها علي فاعلية خدمات التقنيات المساندة واخيرا ضرورة توفير التدريب الوظيفي والدعم الفني لذوي الإعاقة واسرهم في مجال استخدام التقنيات المساندة .
عوامل نجاح
و عرفت الدراسة التقنيات المساندة بأنها منظومة متكاملة من الأجهزة والأدوات والاستراتيجيات والخدمات المتوافقة مع احتياجات وقدرات الأشخاص ذوي الإعاقة حسب البيئة المحيطة والمهام اليومية وتهدف لإيصالهم لأعلي قدر من الإستقلالية موضحة ان اجهزة التقنيات المساندة هي الأجهزة والأدوات والمنتجات الجاهزة أو المعدلة أو المصممة حسب حاجةؤ الشخص المستخدم وذلك بهدف تحسين أو المحافظة علي مستوي القدرات الوظيفية أو الادائية لدي الأشخاص من ذوي الإعاقة.
وشرحت الدراسة أهم عوامل نجاح خدمات التقنيات المساندة وتتمثل في : المرجعية العلمية في اجراءات تقديم الخدمة ووجود فريق عمل متخصص ووضع نموذج لتقديم الخدمة المباشرة وغير المباشرة للتقنيات المساندة والتمويل لهذه الخدمات .
مخطط عمل
عرضت الدراسة كذلك مخطط عمل للمركز لتقديم الخدمة المباشرة للتقنيات المساندة يبدأ بتحديد الإحتياجات ثم تحديد المخرجات والأهداف المطلوبة وفي حالة عدم تحقيق التقنية للتوقعات والمخرجات يتم تشكيل فريق عمل لتقييم المهارات والقدرات ثم تجربة الأجهزة مع التغذية الراجعة من فريق العمل ثم الاستخدام والتطبيق واخيرا المتابعة والتقييم الدوري .
ووفق الدراسة للتقييم يكون اداة شمولية علي كافة الأصعدة من الحركة والتنقل والتواصل والجلوس والتموضع والولوج للحاسوب لسهولة الوصول للتكنولوجيا والقراءة والكتابة وانشطة الحياة اليومية والعناية الذاتية والاطعام وقد دعمت الدراسة بأمثلة توضح قيام المركز بالتقييم وفق جميع المعايير السابق ذكرها .
وقدمت الدراسة مخططا توضيحيا لمراحل تقييم التقنيات المساندة من خلال اربع جلسات متتالية وهي اولا التقييم بحضور المستفيد والأسرة والاعداد لتجربة الأجهزة والأدوات ثانيا زيارة البيئة المدرسية وتجربة الأدوات والأجهزة ثالثا تقييم الاستقلالية في البيئة المنزلية رابعا التوصيات والتقريرللاسرة والمدرسة ومتابعة تنفيذ التوصيات بشكل دوري.
وتحدثت الدراسة عن اعتبارات وأولويات التقييم بالأتي التقييم بشكل شمولي ودقيق ان تكون مجالات التقييم منفصلة من خلال الفريق المختص يتم تحديث أولويات المستفيد للتقنيات المساندة في مجالات مثل الحركة والتنقل والتواصل المساند والبديل والجلوس التموضع وغيرها ويكون مسار التقييم من المنزل الي جميع الاماكن سواء المنزل أو وسائل المواصلات أوأماكن التعليم أو أماكن العبادة وغيرها .
أنظمة الإجلاس
كما لفتت الدراسة إلي أهمية أنظمة الإجلاس الذي يقدمها مركز التقنيات المساندة بمدينة الشارقة للخدمات الانسانية وهي اجهزة أو أنظمة متخصصة ومصممة لتوفير الدعم الوضعي (التموضع ) الأمثل والثبات للأفراد الذين يقضون فترات طويلة في وضعية الجلوس مستخدمي الكرسي المتحرك للأشخاص ذوي الصعوبات الحركية ، وأرجعت الدراسة أهمية أنظمة الإجلاس الي تقليل الاتكالية علي الأخرين في اداء الأنشطة اليومية وتقليل الإرهاق Fatigue والناتج عن عدم وجود الدعم المناسب وبالتالي يشارك الشخص لفترة أطول في الأنشطة ويحفظ الطاقة وتوفير الدعم للتعليم بشكل افضل، ويتم تقديم أنظمة الإجلاس بالمركز من من خلال اختصاصي التقنيات المساندة واختصاصي العلاج الطبيع بما يحقق استخدام الحاسوب وسهولة الوصول للتكنولوجيا إمكانية القراءة والكتابة ممارسة انشطة الحياة اليومية والعناية الشخصية والاطعام والقدرة علي التحكم في البيئة وصولا الي الترفية .
وخلصت الدراسة الي أن جهود مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تقوم علي اتباع احدث الممارسات العالمية والمبنية علي البحث العلمي ، وتقديم الخدمات من خلال فريق متعدد التخصصات ، والتأكيد علي أن توجه المؤسسة نحو الدمج الشامل للأشخاص ذوي الإعاقة هو واجب حقوقي ، فضلا عن التقييم المستمر والتطوير والسعي المستمر للشراكات علي المستوي المحلى والدولي.