الدوحة: جسور ـ رأي
بدعوة من مؤسسة صلتك، شارك عضو الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، في ورشة العمل بعنوان ( جلسة شبابية )، واشرف على التنظيم وزارة الرياضة والشباب وصندوق الأمم المتحدة للسكان.
وترتكز الجلسة الشبابية على التعرف على المهارات اللازمة لسوق العمل لدى الشباب، والسعي لإيجاد حلول مستدامة ومبتكرة لسوق العمل في إطار رؤية قطر الوطنية (2030).
وشارك في الجلسة الشبابية (50) من الشباب من الجنسين، وهي فرصة لتشجيع التعاون بين الأفراد والمؤسسات لضمان تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومن أجل مستقبل أفضل للشباب.
وكان للأشخاص ذوي الإعاقة دورهم في الجلسة الشبابية، حيث مثل سعود المير، أحد الملهمين من ذوي الإعاقة، والناشط الاجتماعي وعضو الجمعية الشباب من الأشخاص ذوي الإعاقة، وجاء في كلمته الآتي:
السلام عليكم جميعاً .. نحتفل اليوم باليوم العالمي للأشخاص ذوي الاعاقة الذي اقرته الامم المتحدة واللي يصادف ( ٣ ديسمبر) ويأتي شعار هذا اليوم لهذا العام ” معاً نحو تعزيز قيادة الأشخاص ذوي الاعاقة لمستقبل شامل ومستدام” .
وبهذه المناسبة يشرفني ويسعدني اليوم اتكلم امامكم عن مسيرتي الدراسية والعملية إلي ممكن أنها تكون مصدر إلهام وأمل للأبطال أصحاب الهمم الي في مثل وضعي.
بدايةً أنا اخوكم ” سعود عبدالله المير ” ناشط اجتماعي في الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة ، عندي اعاقة في الحركة تمنعني من المشي سببها الولادة المبكرة.
رحلة العلاج والدراسة:
أمي وأبوي عسى الله يطولي باعمارهم ما قصروا فيني من يوم ولادتي، بالرغم من كبر حجم الموضوع إلا أنهم وضعوا آمال كبيرة فيني وقرروا أنهم يسثتمرون في قدراتي ويهيئون كل شيىْ حولي عشان أتعلم وادرس وأنجح وأكوّن نفسي وما ينقصني أي شي وأكون مثل غيري.
وبالفعل دخلت المدرسة حالي حال زملائي وبديت أتعلم وأدرس وفي نفس الوقت كنا نسعى في رحلة علاجي خارج الدولة.
كنت مستمر ما بين الدراسة ورحلة العلاج لين ما وصلت تحديداً الصف الرابع وكان احد المدرسين يشوف ان عندي صعوبة في التعلم، وان مافي فايدة من استمرارية الدراسة. ما اكذب عليكم كانت من اصعب الفترات إلي مريت فيها بحياتي، إلا أن وجود أمي وأبوي حولي ودعمهم وتشجيعهم وايمانهم فيني خلاني اقوى واصر اني اكمل تعليمي واتحدى كل شخص يشكك في قدراتي.
وتابع: الحمدلله بفضل من ربي انهيت دراستي الثانوية وكان عندي حلم اني اكمل دراسة واخذ الشهادة الجامعية، لكن للاسف شهادتي تعتبر شهادة مهنية بس تؤهلني لدخول سوق العمل.
الدورات والتطوير:
قررت أني اكمل إلي بديته واتحدى نفسي مرة ثانية وقلت لنفسي إذا ما كتب لي أن اتخصص في الجامعة راح أطور من نفسي ومهاراتي بدورات تخصصية مهنية تساعدني في بيئة العمل. والحمدلله التحقت بدورات تخصصية في الكمبيوتر وفي اللغة وفي إدارة الوقت وفي التطوير الذاتي وغيرها وقدرت من خلالها أكوّن لنفسي سي ڤي قوي للعمل، الحصول على الوظيفة، والحمدلله حصلت على وظيفة تناسبني وتساعدني في تطوير نفسي وتطوير مهاراتي وقدرت من خلالها أنتج الكثير واخدم بلادي ويوم ورا يوم اسعى اني اطور نفسي واتحدى نفسي وما اخلي اي شي يوقف في دربي.
كلمة للمجتمع:
في النهاية أحب أوجه كلامي للمجتمع، ثقو في اصحاب الهمم وعطوهم الفرصة لإثبات قدراتهم واستثمرو فيهم لأنهم الأقوى.
البداية:لازم تكون من البيت، الأم والأب ضروري جداً أنهم يقدمون الدعم اللازم لأبنائهم من ذوي الاعاقة.
ويجب أن يتم توفير فرص عمل متنوعة لهم في جميع القطاعات الحكومية والخاصة بوظائف غير اعتيادية
إعداد برامج تبني قدراتهم وتطوّر مهاراتهم، هاي كلها امور راح تقويهم وتزيد من ثقتهم وانتاجيتهم وتعزز مكانتهم في المجتمع.
وأضاف الناس جزء اساسي فالمجتمع، هالناس كل يوم تتحدى نفسها وتتحدى الحياة وتتحدى الظروف، هم الأقوى وهم اصحاب الاصرار والعزيمة ووجودهم بيننا راح يكون مصدر الهام للكثير.
أول كتاب:
كل انسان عنده طموح وأنا طموحي إني ابدء كتابه أول كتاب خاص فيني، يتحدث عن الأشخاص إلي يعيشون نفس حالتي، وكيف اقدر اكون مصدر إللهام لهم ودافع عشان ماتنطفي شمعة الأمل عندهم.
شكرا على وقتكم وعلى حسن استماعكم
فإنني مدين بالشكر لسمو الشيخة / موزا بنت ناصر، وجميع القائمين في مؤسسة (صلتك) لدعم وتمكين الشباب، على إتاحة الفرصة لي لأن أكون بينكم، ممثلًا صوت الأشخاص ذوي الهمم في دولتنا الحبيبة.
كما أتقدم بالشكر والتقدير لوزارة الشباب والرياضة، لما تقوم به من فعاليات وما تقدمه من برامج تدعم الأشخاص ذوي الهمم، وأخص بالذكر السيدة / مها الرميحي وفريق عملها.
والشكر موصول إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التي أعطتني الاهتمام المهني والمساندة لمواصلة العمل.
والشكر والتقدير لأعضاء مجلس إدارة الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، ولسعادة الشيخ د/ خالد بن ثاني آل ثاني – نائب رئيس الجمعية، لما يقدمه للأشخاص ذوي الإعاقة من رعاية وتمكين.
كما لا يفوتني أن أتوجه بالشكر إلى صندوق الأمم المتحدة للسكان على مشاركتهم وإدارة الجلسة النقاشية.
وأخيرًا أغتنم هذه الفرصة المباركة لأعرب عن امتناني العميق للشيخة / نورة بنت فيصل آل ثاني، لدعمها الشخصي لي بداية من تقديم الدعوة للمشاركة وإلى اللحظة التي أقف فيها معكم.
وكل من ساعدني وساهم في تأهيلي وتدريبي ودعمي النفسي والمعنوي لأكون معكم اليوم، ولجميع من يعمل على تشجيع الأشخاص ذوي الإعاقة ورعايتهم وتدريبهم.