6 آلاف مبتور أطراف في غزة ينتظرون المجهول، والأطفال هم الأكثر تضررًا حيث يمثلون ربع الحالات المسجلة، وسط انهيار شبه كامل لمنظومة التأهيل والدعم النفسي.
ويعيش هؤلاء الصغار مع إعاقات دائمة منذ سن مبكرة. فيما يعاني الكبار من صدمات نفسية وجسدية عميقة. نتيجة النزوح القسري والإصابات الشديدة. إضافة إلى فقدان ممتلكاتهم وأحبائهم.
6 آلاف مبتور أطراف ينتظرون العلاج
تشير تقديرات وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمة Doctors Against Genocide إلى أن الوضع في غزة صادم ومأساوي للغاية. مع تسجيل أكثر من 6 آلاف مبتور أطراف خلال العدوان الإسرائيلي الأخيرة، ومن بين هؤلاء يمثل 25% الأطفال، فيما البقية من الرجال والنساء الذين يعانون بترًا في أطرافهم العليا والسفلى. حسب ما نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية وفا.

وتشمل الإصابات البتر الكامل أو الجزئي للأطراف. وإصابات معقدة في الوجه والعينين. والحروق الكبيرة، ما يزيد من الحاجة الماسة لأجهزة مساعدة وتأهيل متخصص.
وتشير التقارير الدولية والمحلية إلى أن الإصابات المرتبطة بالصراع تشمل الأطراف، الحبل الشوكي، الدماغ، والحروق الكبيرة، بينما تكشف البيانات أن آلاف الناجين يعانون من صدمات نفسية حادة، إضافة إلى مشاكل اجتماعية تتعلق بالوصمة والخسارة المستمرة للأحباء والممتلكات.
انهيار المنظومة الصحية في غزة
تعاني مستشفيات غزة من انهيار للمنظومة الصحية برمتها، حيث تعمل 14 مستشفى فقط من أصل 36 بشكل جزئي، في حين تقل خدمات إعادة التأهيل عن ثلث ما كانت عليه قبل الحرب، وغياب الموارد والأجهزة الطبية المساندة يزيد معاناة المبتورين.
فيما تواجه المستشفيات صعوبة في تلبية احتياجات الجرحى بسبب نقص الأخصائيين في العلاج الطبيعي والوظيفي. بعد نزوح أو مقتل العديد منهم، وكانت غزة سابقًا تمتلك نحو 1300 أخصائي علاج طبيعي و400 أخصائي علاج وظيفي، لكن التقديرات تشير إلى أن العديد منهم غادروا القطاع أو استشهدوا.

بينما لا يتوفر سوى ثمانية صانعي أطراف صناعية لتصنيع وتركيب الأجهزة للمصابين، وهذه الظروف تجعل التعافي. وإعادة الدمج الاجتماعي صعبين للغاية. خصوصًا للأطفال الذين يعانون إعاقات دائمة.
بالنسبة للقلة القليلة من المرضى. الذين أتيحت لهم فرصة السفر للعلاج خارج غزة. غالبًا ما يواجهون إصابات معقدة في الوجه والعين أو أطرافهم، مما يستدعي تدخلات جراحية متقدمة وإعادة تأهيل موسعة، وهؤلاء المرضى هم استثناء، إذ أن غالبية مبتوري الأطراف في غزة محرومون من أي رعاية متخصصة، ويكافحون يوميًا للتعامل مع الإعاقات والتحديات النفسية الناتجة عن الصراع المستمر، ومع ذلك، تشكل هذه الحالات نموذجًا لتأكيد حجم الاحتياجات الهائلة على الأرض.
دور الأمم المتحدة والمنظمات الدولية
تعمل منظمة الصحة العالمية والفرق الطبية الطارئة وشركاؤها على الأرض لتلبية الاحتياجات الصحية العاجلة، بما في ذلك الجراحة والخدمات الأولية، كما تطالب منظمات دولية مثل Doctors Against Genocide المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، وتأمين وصول الوقود والإمدادات الطبية دون عوائق، وضمان حماية الرعاية الصحية وفق القانون الدولي.

ورغم هذه الجهود، لا يزال وصول معظم المرضى إلى الدعم محدودًا، خصوصا وأن رقم 6 آلاف مبتور أطراف ليس قليلا. ما يتركهم في مواجهة أزمة إنسانية مستمرة، ويبرز الحاجة إلى تكاتف عالمي لتخفيف المعاناة.
الحاجة للتأهيل الصحي والنفسي
تشدد وزارة الصحة الفلسطينية. ومنظمات دولية. على أن إعادة التأهيل الجسدي والنفسي للمبتورين هي حق أساسي. وليس مجرد خيار علاجي، والأطفال بشكل خاص بحاجة إلى دعم طويل الأمد لإعادة الدمج في المجتمع، بالإضافة إلى أجهزة مساعدة وبرامج علاج طبيعي ووظيفي.

كما أن الدعم النفسي والاجتماعي جزء لا يتجزأ من التعافي. إذ يواجه الناجون صدمات عميقة تشمل فقدان الأحباء، التهجير القسري، والمجاعة، وإن توفير برامج تأهيل عاجلة وطويلة الأمد، إلى جانب الدعم النفسي والاجتماعي، يمثل حاجة ملحة لإنقاذ حياة آلاف مبتوري الأطراف في غزة. ومنحهم فرصة للعيش بكرامة، بعد سنوات من الصراع والإبادة. التي تركت آثارها على الجسد والعقل والمستقبل.


.png)
















































