مؤسسة إنجليزية تنتج فيلماً لدعم أولياء أمور الأطفال ذوي الإعاقات التعلمية
جسور- وكالات – فاطمة الزهراء بدوي
أنتجت مؤسسة “مجموعة حقوق الأسرة” الإنجليزية فيلمًا يهدف إلى دعم أولياء الأمور من ذوي الإعاقات التعلمية أو الصعوبات الإدراكية، في تعاملهم مع نظام رعاية الأطفال. الفيلم يعد مجرد أداة إرشادية، وصوتًا ينقل تجارب هؤلاء الآباء، ويسلط الضوء على التحديات التي يواجهونها حين يخضعون لتقييمات الرعاية الأسرية دون دعم كافٍ أو تواصل مناسب.
الفكرة انطلقت من روايات مباشرة لآباء وأمهات، مروا بتجارب مؤلمة، داخل نظام الرعاية الاجتماعية. تحدث بعضهم عن مشاعر العجز والخوف التي انتابتهم نتيجة غياب التوضيح الكافي لقرارات تتعلق بمصير أطفالهم. كانت أغلب الشكاوى تدور حول افتقار التواصل للوضوح، سواء من حيث اللغة المستخدمة أو طرق عرض المعلومات.
رغم كل هذه الصعوبات، قدم بعض المشاركين أمثلة لتجارب إيجابية، مشيرين إلى أهمية الدعم المخصص والفهم العميق لظروفهم. شددوا على أن وجود تقييمات تأخذ في الحسبان البيئة الكاملة للأسرة والشبكة الداعمة المحيطة بهم، بالإضافة إلى إشراكهم الحقيقي في صياغة التقارير، قد يحدث فارقًا كبيرًا في مسار القضية.
دور الفيلم لا يقتصر على نقل التجارب، حيث يمتد إلى تمكين الأخصائيين الاجتماعيين أنفسهم. فقد أشار باحثون إلى أن بعض الممارسين يعانون من نقص التدريب والوقت والثقة في التعامل مع هذه الفئة، ما يؤدي إلى تفاوتات كبيرة في جودة التواصل والدعم المقدم. وهنا يأتي الفيلم كأداة تعليمية مبسطة تساعدهم في شرح دورهم بلغة مفهومة وبتنسيقات ملائمة.
يرى كثير من أولياء الأمور أن هذا الفيلم يمثل موردًا ضروريًا، ويجب أن يتم تعميمه داخل النظام ككل، وليس فقط في الحالات التي تكون فيها التشخيصات معروفة رسميًا. إذ أظهرت أبحاث سابقة أن صعوبات التعلم لا يتم التعرف عليها في كثير من الأحيان إلا بعد الوصول للمحكمة، وهو تأخير قد يؤثر على القرارات ويؤدي إلى إقصاء الآباء من عمليات صنع القرار.
وإلى جانب القيمة التوعوية للفيلم، جاء المشروع ليسلط الضوء على ضرورة إشراك العائلات في وضع السياسات العامة المتعلقة بالرعاية. فرغم أن هناك بعض الخطوات الإيجابية على المستوى المحلي والوطني، فإن إشراك الأسر ما زال محدودًا وغير منتظم.
في النهاية، يعكس هذا العمل حاجة ملحة إلى تغيير ثقافة التعامل مع أولياء الأمور ذوي الإعاقات التعلمية أو الإدراكية. ليس فقط عبر إنتاج موارد بصرية مبسطة، وإنما من خلال تبني نهج شامل يركز على تمكين الأسر، وسماع أصواتهم، وتقديم دعم فردي مناسب منذ اللحظة الأولى للتعامل مع خدمات الأطفال.