رئيس« إنماء» البحريني: ذوو الإعاقة يمتلكون قدرات كبيرة وتمكينهم مسؤولية إنسانية

رئيس« إنماء» البحريني: ذوو الإعاقة يمتلكون قدرات كبيرة وتمكينهم مسؤولية إنسانية

المحرر: سحر شيبة - البحرين
عبد الرحمن بن جاسم الغانم

يبرز مركز إنماء للتربية الخاصة، كأحد أبرز المؤسسات المتخصصة في دعم قضايا ذوي الإعاقة بالمملكة البحرينية، ومنذ تأسيسه عام 2014، لم يقتصر دوره على تقديم خدمات التعليم والتأهيل والدمج للأطفال من مختلف الإعاقات، بل امتد ليشمل الأسر، عبر برامج إرشاد وتوعية متكاملة، إلى جانب شراكات محلية وخليجية ودولية.

في حواره مع جسور  تحدث عبد الرحمن بن جاسم الغانم، رئيس مجلس إدارة مركز إنماء،  ورئيس فريق جمعة خير التطوعي في مملكة البحرين، بشفافية ووضوح عن جهده طوال ثلاثة عقود لخدمة ذوي الإعاقة، إيمانا منه بأهمية الاستثمار في تأهيلهم وتمكينهم، ودمجهم في المدارس والمجتمع، ليس خيارًا شكليًا بل ضرورة إنسانية ومجتمعية لتحقيق العدالة والشمولية.

كيف بدأت مسيرتك في العمل الخيري، وتحديدا في خدمة ذوي الإعاقة ؟

بدأت مسيرتي المهنية كضابط في القوات المسلحة، حتى وصلت إلى رتبة عقيد، ثم واصلت مشواري في خدمة المجتمع من خلال العمل التطوعي، والذي أمارسه منذ أكثر من 30 عامًا، خلال هذه السنوات، كرّست جهودي لدعم وتمكين فئة ذوي الإعاقة، إيمانًا مني بأن لكل فرد الحق في التعلم والاندماج والمشاركة الفاعلة في المجتمع، ومن خلال عملي في مركز إنماء، أسعى إلى تطوير بيئة تعليمية وتأهيلية تُراعي احتياجات الأطفال وتساعدهم على النمو بثقة واستقلالية.

أؤمن أن العمل المجتمعي ليس مجرد التزام، بل هو رسالة إنسانية تحمل في طيّاتها الأمل والتغيير الإيجابي.

عبد الرحمن بن جاسم الغانم
عبد الرحمن بن جاسم الغانم، رئيس مجلس إدارة مركز إنماء

 

كيف ترى أهمية وجود مركز متخصص مثل مركز إنماء للتربية الخاصة في البحرين؟

مركز إنماء للتربية الخاصة مؤسسة متخصصة في تأهيل وتعليم وتدريب الأطفال من ذوي الإعاقة، ويقوم بتشخيص وتقييم الأطفال للتعرف على طبيعة المشكلات التي يعانون منها، كما يقدم الإرشاد الأسري اللازم لتغيير الاتجاهات السلبية لدى الأسر وتوجيههم حول كيفية التعامل مع أبنائهم.

ما الذي يميز مركز إنماء عن غيره من مؤسسات تأهيل ذوي الإعاقة بالمنطقة العربية؟

ما يميز مركز إنماء هو اعتماده نهجًا تشاركيًا مع كافة المؤسسات والجهات الحكومية والأهلية والتطوعية في البحرين، بالإضافة إلى التزامه بتطبيق معايير ضبط الجودة في جميع جوانب العمل، سواء في السياسة، الفلسفة، الكوادر، البرامج أو آليات التقييم.
كما نفخر بأن 95% من الكوادر الفنية في المركز بحرينية، وأننا تمكنا من دمج أكثر من 100 طالب وطالبة من ذوي الإعاقة في المدارس الحكومية والخاصة ورياض الأطفال منذ التأسيس حتى اليوم.

ما هى الدوافع والأسباب لتأسيس مركز متخصص لذوي الإعاقة في البحرين؟

جاءت فكرة تأسيس مركز إنماء للتربية الخاصة من الإحساس العميق باحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم، لاحظنا من خلال تجارب اجتماعية عدة أن هناك حاجة ماسة لصرح تعليمي وتأهيلي متخصص، يمكن أن يخفف من الأعباء التي تواجه الأسر في حال عدم تأهيل أبنائهم.
وتمت مناقشة الفكرة مع أخصائي التربية الخاصة الدكتور محمد الزبيدي، وبدأنا بوضع الخطط اللازمة لتأسيس المركز، والحمد لله، استمرت مسيرتنا بنجاح حتى الآن لأكثر من عشر سنوات، منذ تأسيس المركز في 4 ديسمبر 2014 وبدء العمل الفعلي في 1 مارس 2015.

عبد الرحمن بن جاسم الغانم مع اطفال إنماء

ما أبرز الخدمات والبرامج التأهيلية التي يقدمها المركز؟

يقدم مركز إنماء خدماته للأطفال من سن سنتين إلى 16 سنة، من خلال وحدات متخصصة، مثل الإعاقة الذهنية،اضطراب طيف التوحد، التأخر النمائي، اضطرابات النطق واللغة، صعوبات التعلم وبطء التعلم، الإعاقات المتعددة، كما يشمل المركز وحدات فنية رئيسية مثل وحدة التشخيص والتقييم، وحدة الإرشاد الأسري، وحدة إدارة السلوك الإنساني، وحدة العلاج الطبيعي، وحدة العلاج الوظيفي، ووحدة التدريب النطقي واللغوي، كل وحدة تطبق برامج متخصصة وفق طبيعة الإعاقة، باستخدام أساليب واستراتيجيات تدريبية مناسبة لكل فئة.

كيف يدعم المركز أسر الأشخاص ذوي الإعاقة؟

يولي مركز إنماء اهتمامًا كبيرًا للأسرة، من خلال وحدة الإرشاد الأسري، التي تعمل على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأهالي، وتساعدهم على فهم طبيعة إعاقة أبنائهم، وتعلم كيفية التعامل معهم بطريقة إيجابية، كما نقيم العديد من المحاضرات والورش التوعوية الموجهة للأسر، ونسعى باستمرار لتغيير الاتجاهات السلبية وتحفيز الأسر ليكونوا جزءًا فعالاً في رحلة تأهيل أبنائهم.

هل هناك تنسيق بين المركز والجهات الرسمية في البحرين؟

لدينا علاقات وثيقة وتنسيق مستمر مع الجهات الرسمية، ومنها وزارة التنمية الاجتماعية، وزارة التربية والتعليم، وزارة العمل، وزارة الداخلية،كما وقعنا عددًا من الاتفاقيات مع الجمعيات الخيرية مثل جمعية السنابل لرعاية الأيتام، ونتشارك معهم في تقديم الخدمات وفق ضوابط المركز.

هل لدى المركز شراكات خليجية أو دولية؟

نعم، المركز يؤمن بأهمية تبادل الخبرات والاطلاع على التجارب المختلفة، ولهذا أجرينا زيارات ميدانية إلى مؤسسات عاملة مع ذوي الإعاقة في سلطنة عمان، الكويت، السعودية، المغرب، مصر، الأردن، قطر، تونس، كما شارك المركز في مؤتمرات وملتقيات علمية محلية ودولية، وأسفرت بعض هذه الزيارات عن توقيع اتفاقيات تدريبية وتبادل خبرات.

ما هى أبرز التحديات التي تواجهكم؟

نواجه عددًا من التحديات أبرزها نقص الكوادر المؤهلة، خاصة في التدريب النطقي واللغوي، وارتفاع تكلفة تدريب الكوادر المتخصصة،
وصعوبة التحاق بعض الأسر من ذوي الدخل المحدود، بسبب الكلفة المادية، حيث يتحمل المركز أحيانًا جزءًا من التكاليف، بالإضافة إلي مواكبة التطور في مجال التربية الخاصة، وهو يتطلب استثمارًا كبيرًا في البرامج والتقنيات الحديثة.

هل يمكنكم مشاركة بعض قصص النجاح الملهمة؟

نفخر بتحقيقنا لدمج أكثر من 100 طالب وطالبة من ذوي الإعاقة في المدارس النظامية، ولدينا 3 طلاب متفوقين في مدارسهم بعد الدمج، وأحد طلابنا من ذوي صعوبات التعلم التحق بجامعة البحرين، تخصص إدارة، عموما نحن نقيم حفل تخرج سنوي لهؤلاء الطلبة بحضور الجهات المعنية، وهو فرصة لإبراز نجاحاتنا وتعزيز الثقة لدى الأسر في قدرات أبنائهم.

عبد الرحمن بن جاسم الغانم مدير إنماء
عبد الرحمن بن جاسم الغانم مدير إنماء

ما دور المركز في دعم قضية الدمج التعليمي والمهني؟

نعمل على إعداد الأطفال للاندماج في المدارس النظامية، من خلال برامج تأهيل شاملة، ونتواصل مع المدارس لتقديم التوصيات والاستشارات اللازمة، كما أن حفل التخرج السنوي يمثل دعوة رمزية ومجتمعية قوية لدعم حق ذوي الإعاقة في التعليم والعمل والتمكين.

ما هي خطط المركز المستقبلية؟

نطمح إلى توسيع نطاق خدماتنا وفتح فروع جديدة قيد الدراسة حاليًا، كما نعمل على تطوير جودة الخدمات المقدمة وتحديث البرامج وفق أحدث الممارسات العالمية، مع التركيز على التخصصات الدقيقة مثل النطق واللغة والعلاج السلوكي.

ما الرسالة التي تودون توجيهها للمجتمع البحريني والخليجي؟

رسالتنا للمجتمع هي أن الأشخاص ذوي الإعاقة يمتلكون قدرات كبيرة، وينبغي أن ننظر إليهم بعين التمكين لا الشفقة،دعمهم هو مسؤولية مجتمعية وإنسانية، تبدأ من توفير الفرص، التعليم، والتأهيل، ولا تنتهي إلا بدمجهم الكامل في المجتمع.

المقالة السابقة
750 ألفًا من ذوي الإعاقة في أمريكا مهددون بفقدان الإعانة
المقالة التالية
خطاب ترامب عن التوحّد يثير غضب العائلات والناشطين في أمريكا

وسوم

أمثال الحويلة (397) إعلان عمان برلين (398) اتفاقية الإعاقة (601) الإعاقة (126) الاستدامة (1015) التحالف الدولي للإعاقة (989) التشريعات الوطنية (764) التعاون العربي (434) التعليم (75) التعليم الدامج (62) التمكين الاقتصادي (79) التنمية الاجتماعية (1011) التنمية المستدامة. (75) التوظيف (59) التوظيف الدامج (748) الدامج (52) الدمج الاجتماعي (629) الدمج المجتمعي (153) الذكاء الاصطناعي (80) العدالة الاجتماعية (66) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (430) الكويت (77) المجتمع المدني (993) الولايات المتحدة (59) تكافؤ الفرص (987) تمكين (73) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (524) حقوق الإنسان (70) حقوق ذوي الإعاقة (89) دليل الكويت للإعاقة 2025 (372) ذوو الإعاقة (140) ذوو الاحتياجات الخاصة. (958) ذوي الإعاقة (494) ذوي الهمم (49) ريادة الأعمال (388) سياسات الدمج (975) شركاء لتوظيفهم (382) قمة الدوحة 2025 (574) كود البناء (374) لغة الإشارة (61) مؤتمر الأمم المتحدة (337) مجتمع شامل (982) مدرب لغة الإشارة (632) مصر (63) منظمة الصحة العالمية (653)