ودعت الطفلة الفلسطينية هناء العوضي الحياة، بعد صراع طويل مع مرض السرطان وضمور الدماغ، في إحدى المستشفيات الإيطالية.
طفلة لم تتجاوز السبع سنوات، عاشت معاناة طويلة مع الألم والجوع في القطاع المحاصر، تواجه الجوع والمرض ببراءة لم تقو على مواصلة مقاومة قبح وقسوة العدو.
قرار إجلاء هناء إلى إيطاليا قبل عدة شهور فتح لها ولأسرتها نافذة الأمل، لكن القدر شاء أن ترحل غريبة عن وطنها، لتكتب فصلا جديدا في كتاب قهر الطفولة، غادرت بشكل مأساوي، بعد أن عجز الأطباء عن إنقاذها من سرطان الدماغ من الدرجة الرابعة، الذي احتل جسدها الضعيف، كمل احتل العدو وطنها.
وحسب ما نشره الصحفي الفلسطيني عمر طبش عبر حسابه على “فيس بوك” لم يكن السرطان عدو هناء الوحيد، بل كان هناك أيضًا الضمور الدماغي الذي أنهك روحها قبل جسدها، وأخذ منها نعمة السمع والبصر.
رغم محاولات الأطباء في إيطاليا، ورغم دموع ودعاء والدتها، إلا أن جسد هناء الضعيف لم يتحمل الغربة والألم، ورحلت مثل غيرها من أطفال غزة ذوي الإعاقة، الذين دفعوا حياتهم في معركة غير عادلة.
هناء واحدة من عشرات الأطفال الذين انتظروا طويلا للحصول على تذاكر الطائرة والمماطلة في إجراءات السفر التي تسببت في تدهور صحتهم.
أطفال غزة لا يعرفون سوى انتظار الموت، بعضهم فقد الحياة، وآخرون ما زالوا يقاومون الموت فى خيام القطاع أو في مستشفيات خارج غزة، لكن النتيجة واحدة، الألم يرافقهم حيثما كانوا.
وبينما تتسارع محاولات الإجلاء، يبقى سؤال مؤلم بلا إجابة، كم من الأرواح ستفارق أجساد ذوي الإعاقة في غزة التي تشهد يوميًا مئات القصص المأساوية لأطفال في عمر الزهور.