قدمت البروفيسور الدكتورة باميلا بيتش، عميدة مساعدة في معهد روتشستر للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأميركية، عرضًا بحثيًا خلال مشاركتها في «مؤتمر خورفكان العلمي الدولي لذوي الإعاقة والتربية البدنية المعدلة» في إمارة الشارقة، حيث ركزت على الممارسات الشمولية والتقنيات المساعدة المخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية.
وأوضحت الدكتورة بيتش في حديثها لوسائل الإعلام أن فريقها البحثي عمل على دراسة التحديات والاحتياجات التي يواجهها المتخصصون في مجالات التوجيه والتنقل، ومن خلال هذه الأبحاث تم ابتكار جهاز محاكاة يساعد المكفوفين وضعاف البصر على تطوير مهارات استخدام العصا وتحسين قدراتهم على التنقل بأمان. ويعتمد الجهاز على الدمج بين التباين اللوني والإشارات الصوتية والتغذية اللمسية لتوفير تدريب عملي فعال.
وأكدت الباحثة أن مجموعة من اليافعين من ذوي الإعاقة البصرية شاركوا في تجربة التقنية الجديدة، مما أتاح الحصول على رؤى عملية وانطباعات مباشرة أسهمت في تقييم جدوى الجهاز. وأضافت أن المرحلة المقبلة من المشروع ستركز على إدخال تحسينات إضافية على هذه التقنية إلى جانب إعداد أدوات تقييم مبتكرة تسهم في قياس أثرها بدقة.
وفي ختام مشاركتها، وصفت الدكتورة بيتش حضورها للمؤتمر في الشارقة بالتجربة المميزة، مشيدة بأهمية تبادل الخبرات مع الباحثين والخبراء من مختلف أنحاء العالم، خصوصًا من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، معتبرة أن مثل هذه الفعاليات تمثل منصة مثالية لتطوير الابتكار وتعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي في مجال دعم الأشخاص ذوي الإعاقة.
منصة علمية في قلب الشارقة
وتشهدت مدينة خورفكان التابعة لإمارة الشارقة انعقاد النسخة الأخيرة من «المؤتمر العلمي الدولي لذوي الإعاقة والتربية البدنية المعدلة» 2025، ليؤكد مكانة الشارقة كحاضنة للأفكار المبتكرة والبحث العلمي المتخصص في قضايا الإعاقة.
ويأتي المؤتمر استمرارًا لرؤية الإمارات في تمكين ذوي الإعاقة عبر التعليم والتقنيات الحديثة والرياضة.
محاور رئيسية للنقاش
ركزت أعمال المؤتمر على استعراض أحدث الأبحاث العلمية والتجارب الدولية في مجالات التربية البدنية المعدلة، والتقنيات المساعدة لذوي الإعاقة، مع تسليط الضوء على أهمية الرياضة كأداة لدمجهم في المجتمع وتحسين جودة حياتهم. كما ناقش المشاركون سبل تطوير استراتيجيات تعليمية وتدريبية شاملة تتناسب مع مختلف أنواع الإعاقات.
ابتكارات وتقنيات جديدة
من أبرز فعاليات المؤتمر هذا العام تقديم بحوث تطبيقية حول الأجهزة الذكية التي تساعد المكفوفين وضعاف البصر في التنقل والتعلم، إلى جانب استعراض نماذج عملية في إعادة التأهيل باستخدام التكنولوجيا. وقدمت أوراق علمية ركزت على الاستفادة من التغذية اللمسية والتطبيقات الرقمية لتوسيع نطاق مشاركة ذوي الإعاقة في الأنشطة اليومية.
مشاركة دولية واسعة
استقطب المؤتمر خبراء وأكاديميين من مختلف دول العالم، من بينها الولايات المتحدة وأوروبا ودول عربية، مما وفر بيئة غنية لتبادل الخبرات وعرض أفضل الممارسات. وشارك فيه ممثلون عن الجامعات، والمؤسسات البحثية، والمنظمات الدولية، ما عزز من قيمته كملتقى عالمي متنوع.
رؤية مستقبلية
أكدت الجلسات الختامية للمؤتمر على ضرورة تطوير خطط طويلة الأمد تدمج بين البحث العلمي والسياسات الوطنية، مع التركيز على جعل التكنولوجيا الحديثة أداة رئيسية في دعم استقلالية الأشخاص ذوي الإعاقة. كما شدد المشاركون على أهمية التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والمجتمع المدني والحكومات لإيجاد حلول قابلة للتطبيق على أرض الواقع.