أنقذوا رامز، استغاثة أخيرة من أسرة الطفل الفلسطيني رامز الناعوق، من مخيمات غزة، لإنقاذه قبل أن يفقد بصره، بسبب النزيف المستمر من عينيه، التي تقطر دما بدلًا من الدموع.
ولد الطفل رامز الناعوق بتشوّه خلقي خطير في جفونه العلوية والسفلية، جعله عاجزًا عن إغلاق عينيه حتى وهو نائم، عيناه تنزف دمًا باستمرار، تتقرّح وتلتهب، حتى بات يواجه خطر فقدان بصره إلى الأبد.
رامز لا يحتمل ضوء الشمس، ويخاف من النور، يعاني من ضعف شديد في النظر، ولا يستطيع اللعب كبقية الأطفال، حسب ما نشره الصحفي الفلسطينى عمرو طبش عبر حسابه الرسمي على “فيس بوك”.
ومع آلامه الجسدية، يواجه أيضًا قسوة التنمّر من أقرانه بسبب شكل عينيه، قبل الحرب، كان يتلقى مراهم وقطرات لترطيب عينيه والحد من الالتهابات، لكن مع الحصار ونقص الأدوية توقفت علاجاته كليًا، فازدادت حالته سوءًا بشكل خطير يهدد بصره.
الأطباء في غزة عاجزون عن إجراء العمليات اللازمة لرمز ولغيره من الأطفال والكبار ؛ بسبب انعدام الإمكانيات الطبية وخروج المستشفيات من الخدمة، إما بقصفها أو حصارها أو نقص الأدوية.
تشخيص الأطباء يؤكد أن الطفل يحتاج بشكل عاجل إلى جراحات معقدة لإصلاح جفونه حتى يتمكين من إغلاق عينيه وحماية بصره.
إنقاذ رامز ليس حلمًا بل ضرورة، قبل أن يصبح كفيفا إلى الأبد.
أطفال غزة بين الحرب والإعاقة
الحرب تركت جرحا غائرا في قلوب أطفال غزة، حيث يعيشون أوضاعًا إنسانية كارثية، ووفقًا لتقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أصيب أكثر من 9,000 طفل منذ اندلاع الحرب، كثير منهم فقدوا أطرافهم أو أصبحوا ذوي إعاقات دائمة.
كما تشير التقديرات إلى أن ما بين 3,105 و4,050 عملية بتر أُجريت لأطفال وفتية منذ أكتوبر 2023، ما يجعل غزة من أكثر المناطق في العالم تسجيلًا لأعداد الأطفال مبتوري الأطراف؛ نسبةً لعدد السكان.
تقول منظمة “Save the Children” إن أكثر من عشرة أطفال يوميًا يفقدون ساقًا أو أكثر نتيجة القصف المستمر ، أما منظمة “Humanity & Inclusion” فتقدّر الحاجة إلى ستة آلاف طرف صناعي لتغطية الإصابات، في ظل عجز شديد في الكوادر والمعدات الطبية.
ولا يقتصر الأمر على الأطراف، بل يمتد إلى الحواس والقدرات الحيوية، هناك أطفال فقدوا السمع بسبب الانفجارات، وآخرون يعانون من إعاقات حركية أو بصرية جديدة، إضافة إلى الصدمات النفسية العميقة التي تهدد مستقبلهم الاجتماعي والنفسي، من بين الأمثلة المؤلمة: الطفلة غزال (4 سنوات) التي فقدت ساقها بعد قصف منزلها واضطر الأطباء لبترها بسبب العدوى، وعدم توفر العلاج.
وفي تقرير أممي آخر، ورد أن طفلًا في الثالثة عشرة فقد ذراعه، بينما يرقد آخر في العناية المركزة بعد إصابة مباشرة في الرأس.
إحصائيًا، كان نحو 12٪ من الأطفال في فلسطين يعانون صعوبات وظيفية قبل الحرب، لكن الحرب رفعت هذه النسبة بشكل حاد، وأنتجت آلاف الحالات الجديدة من الإعاقة في مجتمع يعاني أصلًا من الحصار ونقص الرعاية الطبية المتخصصة.
جهود وقف الحرب
على الصعيد السياسي، لا تزال الجهود الدولية جارية لوقف الحرب على غزة.
في مارس 2024، أصدر مجلس الأمن القرار 2728 الذي دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار في رمضان وفي يونيو من العام نفسه، تم اعتماد القرار 2735، الذي تضمّن مقترحًا لوقف إطلاق نار مرحلي، تبادل رهائن، وانسحاب تدريجي إسرائيلي تمهيدًا لإعادة إعمار طويلة الأمد.
أما آخر التطورات، فجاءت من خلال مبادرة أمريكية طُرحت في سبتمبر 2025، تضمنت خطة من 20 نقطة تشمل وقف إطلاق نار، إطلاق رهائن، تفكيك القدرات العسكرية لحماس، وإنشاء إدارة انتقالية في غزة.
وتؤكد بعض الدول والأمم المتحدة أنها تواصل وساطتها لإقناع الأطراف بقبول الاتفاق، بينما قالت حماس إنها سترد على الخطة.