نظمت جامعة الأزهر سلسلة من الدورات التدريبية المتخصصة في تنمية مهارات القيادة للطلاب من ذوي الإعاقة، بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي «GIZ»، برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والدكتور سلامة داود رئيس الجامعة، والدكتور محمود صديق نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث والمشرف العام على المستشفيات الجامعية والمراكز البحثية وشئون خدمة المجتمع.
وأوضح الدكتور محمود صديق أن هذه الدورات تأتي في إطار اهتمام جامعة الأزهر بالارتقاء بالتعليم الجامعي وتوفير بيئة تعليمية شاملة تراعي احتياجات جميع الطلاب وتدعم مبدأ الدمج المجتمعي في مختلف المجالات. وأشار إلى أن البرنامج التدريبي، الذي يُنفذ لعدة أسابيع متكررة بالمركز الإقليمي للفطريات، يحمل عنوان «أساسيات مهارات القيادة للأشخاص ذوي الإعاقة»، ويهدف إلى صقل القدرات القيادية والشخصية للطلاب وتمكينهم من المشاركة الفاعلة في الحياة الجامعية والمجتمعية.
وأضاف أن البرنامج يسعى إلى تطوير مهارات التواصل والعمل الجماعي وتعزيز الثقة بالنفس واتخاذ القرار، بما يواكب متطلبات سوق العمل، مؤكدًا أن جامعة الأزهر تواصل جهودها في دعم تكافؤ الفرص التعليمية وتمكين الشباب من ذوي الإعاقة من تجاوز التحديات وتحقيق ذاتهم علميًا ومهنيًا.
وأشار نائب رئيس الجامعة إلى أن هذه الدورات تمثل خطوة مهمة نحو تمكين الطلاب من ذوي الإعاقة عبر توفير فرص متساوية للتعلم والتطوير داخل بيئة داعمة، مؤكدًا أن البرنامج لا يقتصر على التدريب فقط، بل يسهم في ترسيخ ثقافة الدمج والتنوع داخل المجتمع الجامعي وتعزيز مكانة جامعة الأزهر كصرح علمي يواكب التوجهات العالمية في مجال التعليم الشامل.
ومن جانبه، أوضح الدكتور محمد منصور، نائب مدير مركز التميز الدولي لشئون التعاون الدولي ومدير المركز الإقليمي للفطريات والبيوتكنولوجي، أن الطلاب المشاركين أشادوا بالبرنامج لما أتاحه لهم من فرصة حقيقية لاكتشاف قدراتهم وتطوير مهاراتهم القيادية، مؤكدين أنه منحهم الثقة للمشاركة بصورة أوسع في الأنشطة الأكاديمية والمجتمعية.
وأكد منصور أن التعاون القائم بين جامعة الأزهر والوكالة الألمانية للتعاون الدولي يمثل نموذجًا ناجحًا للشراكة في مجالات التعليم الدامج والتنمية البشرية، مشيرًا إلى أن الاستثمار في قدرات ذوي الإعاقة هو استثمار في مستقبل أكثر شمولًا وعدالة اجتماعية، يفتح الباب أمام تمكين حقيقي يرسخ قيم المساواة ويعزز المشاركة الفاعلة لجميع فئات المجتمع.
جهود الأزهر مع ذوي الإعاقة
لطالما كان الأزهر الشريف وجامعته في مقدمة المؤسسات الداعمة لذوي الإعاقة، من خلال تبني برامج تعليمية وخدمات مجتمعية تستهدف دمجهم في الحياة الأكاديمية والاجتماعية. تركز الجامعة على توفير بيئة تعليمية شاملة عبر تجهيز مبانٍ ومنشآت صديقة لذوي الإعاقة، وإنشاء مراكز متخصصة لتقديم الدعم الأكاديمي والنفسي لهم.
أطلقت الجامعة مبادرات للتدريب المهني وتأهيل الطلاب ذوي الإعاقة بما يتوافق مع احتياجات سوق العمل، إضافة إلى تنظيم ورش عمل ودورات تطويرية لتعزيز مهاراتهم الشخصية والاجتماعية. وتعمل جامعة الأزهر بالتعاون مع مؤسسات محلية ودولية على إتاحة فرص تعليمية وبحثية متقدمة، بهدف تمكين هؤلاء الطلاب من المشاركة الفاعلة في المجتمع.
وتؤكد هذه الجهود التزام الأزهر بمبدأ المساواة وتكافؤ الفرص، وتجسد رؤيته في بناء مجتمع أكثر شمولًا يعتمد على التقدير والتمكين لذوي الإعاقة، ويدعم مشاركتهم الفاعلة في الحياة العلمية والثقافية والدينية.