شاركت مها هلالي، مستشارة وزيرة التضامن الاجتماعي لشؤون الإعاقة بجمهورية مصر العربية، في ورشة العمل التي نظمتها جامعة الأزهر بالقاهرة لمتابعة توصيات المؤتمر الدولي «المرأة في حياة ذوي الإعاقة في ضوء رؤية مصر 2030»، والذي كانت الجامعة قد عقدته في الثامن من مايو الماضي.

وجاءت مشاركة هلالي كممثلة عن «التضامن الاجتماعي» تأكيداً لالتزام الوزارة المستمر بدعم المبادرات الوطنية التي تسعى إلى تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، لا سيما الفتيات والنساء وأمهات ذوي الإعاقة، عبر تعزيز التعاون مع المؤسسات الأكاديمية والجهات التنفيذية لتحقيق رؤية شاملة تضمن الدمج الكامل لتلك الفئات في المجتمع المصري.

وخلال كلمتها، أكدت مستشارة وزيرة التضامن الاجتماعي على أهمية تكامل الأدوار بين الدولة والمجتمع المدني والقطاع الأكاديمي لتقديم دعم نفسي واجتماعي وتعليمي شامل للأشخاص ذوي الإعاقة، مشددة في الوقت ذاته على ضرورة إدماج قضايا النساء والفتيات ذوات الإعاقة ضمن البرامج الوطنية للتوعية والتأهيل، مع مواصلة الحوار بين الجهات المعنية لتحديد آليات تنفيذية فعّالة تترجم التوصيات إلى واقع ملموس.

كما أعلنت مها هلالي استعداد وزارة التضامن الاجتماعي لتقديم الدعم الفني والتنسيق مع الجهات الحكومية والمجالس القومية والمؤسسات الأهلية ذات الصلة من أجل تحويل توصيات المؤتمر الدولي إلى مبادرات عملية تسهم في تحسين نوعية حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وتعزيز مشاركتهم المجتمعية.

وشهدت الورشة حضور ممثلين عن جامعة الأزهر وعدد من الوزارات والمجالس القومية، من بينها المجلس القومي للمرأة، والمجلس القومي للطفولة والأمومة، والمجلس القومي لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة، إلى جانب عدد من المؤسسات والهيئات الأهلية العاملة في مجال الإعاقة، في إطار جهود وطنية متكاملة تهدف إلى ترسيخ مبدأ الدمج المجتمعي وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في مصر ضمن أهداف رؤية 2030.

التزام الجامعة بحق التعليم للجميع

تُعد جامعة الأزهر من أبرز المؤسسات التعليمية في مصر التي تولي اهتماماً خاصاً بدعم وتمكين الطلاب من ذوي الإعاقة، إذ وضعت خلال السنوات الأخيرة استراتيجية واضحة لدمجهم في البيئة الجامعية بما يتماشى مع أهداف الدولة في تحقيق العدالة التعليمية وتكافؤ الفرص. وقد أسست الجامعة وحدة خاصة لخدمة الطلاب ذوي الإعاقة، تُعنى بمتابعة شؤونهم الأكاديمية والاجتماعية وتقديم التيسيرات اللازمة لهم في مختلف الكليات والمعاهد.

تهيئة بيئة تعليمية دامجة
تعمل جامعة الأزهر على تطوير بنيتها التحتية بما يضمن تيسير الحركة داخل الحرم الجامعي لذوي الإعاقة الحركية والبصرية والسمعية، من خلال إنشاء الممرات والمصاعد المجهزة وتوفير الوسائل التكنولوجية المساعدة، إلى جانب إتاحة نسخ إلكترونية وسمعية من المناهج الدراسية لتناسب احتياجات الطلبة المكفوفين وضعاف البصر. كما تحرص الجامعة على تدريب أعضاء هيئة التدريس على أساليب التعامل الأكاديمي والتربوي مع الطلاب ذوي الإعاقات المختلفة لضمان تحقيق تعليم شامل يراعي الفروق الفردية.

مبادرات بحثية ومجتمعية مستمرة

وعلى الصعيد البحثي والمجتمعي، نظمت جامعة الأزهر العديد من المؤتمرات والندوات التي تتناول قضايا الإعاقة من جوانبها الدينية والتربوية والاجتماعية، ومن أبرزها المؤتمر الدولي «المرأة في حياة ذوي الإعاقة في ضوء رؤية مصر 2030»، الذي هدف إلى تسليط الضوء على الدور الحيوي للمرأة في دعم وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة. وتواصل الجامعة تعاونها مع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني لإعداد دراسات ومبادرات تسعى إلى تغيير الصورة النمطية عن ذوي الإعاقة وتعزيز مشاركتهم الفاعلة في الحياة العامة.