حكاية فتاة صينية وشقيقها مريض الشلل الدماغي تشعل مواقع التواصل

حكاية فتاة صينية وشقيقها مريض الشلل الدماغي تشعل مواقع التواصل

المحرر: سماح ممدوح حسن - الصين

قصة رجل صيني مصاب بالشلل الدماغي يدعى باوفا،  وشكل علاقته مع شقيقته الصغري، تثير اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بطلة القصة تيانتيان باو، البالغة من العمر 26 عامًا من مدينة تيانجين، التي تربطها علاقة معقدة مع باوفا، المصاب منذ الولادة.

شعرت تيانتيان بأن كل اهتمام الأسرة ومواردها يتركز على شقيقها الأكبر، منذ الطفولة، تقول: «كان يحصل على كل الأشياء الجيدة، بينما كنت أظل أمارس الأعمال المنزلية وحدي».

مشاعرها أصبحت اكثر اضطرابا عندما شعرت أن باوفا هو «المفضل» لدى الأسرة، وازدادت الأمور سوءًا عندما تسبب مرضه في إنهاء علاقة عاطفية كانت تربطها بصديقها، بعدما أثار وضع باوفا الصحي قلقه.

عام 2020، جاء خبر إصابة والدتها بالسرطان ليضيف عبئًا جديدًا على العائلة، قبل وفاتها، طلبت الأم من تيانتيان أن ترعى شقيقها الأكبر خلال السنوات المتبقية من حياته، كانت تيانتيان مترددة، إذ حملت داخلها شعورًا بالاستياء تجاه المرض الذي أصاب شقيقها وكان السبب وراء تدهور صحة الأم، لكنها وافقت على مضض.

بعد وفاة والدتها، انتقلت تيانتيان إلى بكين للعمل، تاركة والدها وشقيقها في تيانجين، وتوقفت عن الرد على رسائل باوفا، ومع مرور الوقت، بدا أن القطيعة ستستمر، حتى جاء شتاء 2022 ليغير كل شيء.

تيانتيان وشقيقها باوفا مريض الشلل الدماغي

الشلل الدماغي لا يميت الحب

في ذلك الشتاء، أصيبت تيانتيان بالإنفلونزا بشكل شديد، مع حمى مرتفعة وآلام جسدية شديدة، ولم تستطع العثور على الدواء بسبب نقصه في منطقتها، في ساعة متأخرة من الليل، اتصلت بباوفا يائسًة، وسرعان ما ظهر شقيقها عند سكنها حاملاً الدواء، بعد أن أوصله صديق له من تيانجين، في تلك اللحظة، أدركت تيانتيان حجم حب شقيقها لها بصورته العفوية والصادقة، تقول: « حينها أدركت أن شقيقي كان يحبني دائمًا، بطريقته العفوية والصادقة»

تذكرت أيضًا مواقف أخرى كانت صامتة لكنها مؤثرة، كيف جمع باوفا المال وأرسل لها 3000 يوان (حوالي 420 دولارًا أمريكيًا) لدروس القيادة عندما لم يستطع والدها دفع تكلفتها، وكيف كان يجرؤ على المشي تحت المطر لتوصيل الدواء لها في أيام المدرسة الثانوية، حتى بعد أن فاتته آخر حافلة.

تلك اللحظات الصغيرة، المتكررة، أذابت مشاعر الاستياء والضغينة، وبنى الشقيقان رابطًا جديدًا من الاحترام والحب والدعم المتبادل.

وفي يوليو 2024، ومع تدهور صحة والدها ومرض باوفا بأمراض الرئة، قررت تيانتيان ترك عملها في بكين والعودة إلى تيانجين مع صديقها لرعاية والدها وشقيقها معًا.

اليوم، تشارك تيانتيان حياتها اليومية مع شقيقها على وسائل التواصل الاجتماعي، وتبيع الوجبات الخفيفة، وتأخذه معها لزيارة سور الصين العظيم، وتشاهد الألعاب النارية، وتعد لهما وجبات العائلة.

قصتهما لمست قلوب الآلاف على منصات التواصل الاجتماعي الصينية، حيث قال أحد المتابعين: «رغم التحديات الجسدية التي يواجهها شقيقها، فإنه يمتلك أنقى روح».

وأضاف آخر:«كلاهما طيب ويواجهان صعوبات الحياة معًا، آمل أن يكون مستقبلهما مليئًا بالسعادة والسلام».

هذه القصة تذكرنا أن الحب الحقيقي والرعاية لا تعرف حدودًا، وأن المشاعر الإنسانية يمكن أن تتغلب على الاستياء والخلافات، حتى في أصعب الظروف. كما تبرز أهمية الاهتمام بالآخرين والإيمان بأن الدعم الصادق يمكن أن يغير حياة من حولنا ويعيد الدفء إلى القلوب.

المقالة السابقة
مصر.. انطلاق الملتقى الاقتصادي العربي الأفريقي بمشاركة «القومي للأشخاص ذوي الإعاقة»
المقالة التالية
السعودية.. «سيل» و«شراكة  توقعان اتفاقية لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة

وسوم

أمثال الحويلة (397) إعلان عمان برلين (467) اتفاقية الإعاقة (608) الإعاقة (143) الاستدامة (1107) التحالف الدولي للإعاقة (1080) التشريعات الوطنية (852) التعاون العربي (522) التعليم (84) التعليم الدامج (66) التمكين الاقتصادي (90) التنمية الاجتماعية (1101) التنمية المستدامة. (85) التوظيف (65) التوظيف الدامج (834) الدامج (57) الدمج الاجتماعي (637) الدمج المجتمعي (164) الذكاء الاصطناعي (86) العدالة الاجتماعية (74) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (515) الكويت (87) المجتمع المدني (1084) الولايات المتحدة (63) تكافؤ الفرص (1076) تمكين (90) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (527) حقوق الإنسان (77) حقوق ذوي الإعاقة (95) دليل الكويت للإعاقة 2025 (373) ذوو الإعاقة (158) ذوو الاحتياجات الخاصة. (1044) ذوي الإعاقة (542) ذوي الهمم (58) ريادة الأعمال (396) سياسات الدمج (1064) شركاء لتوظيفهم (386) قمة الدوحة 2025 (656) كود البناء (456) لغة الإشارة (72) مؤتمر الأمم المتحدة (342) مجتمع شامل (1071) مدرب لغة الإشارة (640) مصر (93) منظمة الصحة العالمية (663)