يُحيي المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة في مصر اليوم العالمي للشلل الدماغي، الذي يوافق السادس من أكتوبر من كل عام، باعتباره مناسبة محورية لتسليط الضوء على واحدة من أكثر الإعاقات الحركية شيوعاً، والتأكيد على أهمية تعزيز الوعي المجتمعي بحقوق المصابين بها ودعم أسرهم وتمكينهم من الاندماج الكامل في المجتمع.
وبحسب بيان للمجلس على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك ، أكدت الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس، أن هذه المناسبة تمثل فرصة متجددة للمساهمة في نشر الوعي المجتمعي ودعم قضية الشلل الدماغي، مشيرة إلى أن الاحتفاء بهذا اليوم يرتكز على فكرة الإدماج والاحتفال بمساهمات الأشخاص المصابين الذين يشكلون نموذجاً للإرادة في مجالات متعددة تمتد من الخدمات المصرفية إلى التعليم والفنون والترفيه.
وأضافت أن الشلل الدماغي لا يقتصر على نوع واحد من الإعاقة، بل يشمل مجموعة من الحالات كـ«الشلل التشنجي» و«الشلل الحركي» و«الشلل الرنحي» و«الشلل التوتري» و«الشلل المختلط»، موضحة أن أعراضه ودرجاته تختلف من شخص لآخر، ما يستلزم اهتماماً علمياً وطبيّاً خاصاً بالكشف المبكر والرعاية المتواصلة وبرامج التأهيل المستمر.
وشددت الدكتورة إيمان كريم على أن المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة يؤدي دوراً محورياً في رفع الوعي المجتمعي حول طبيعة الشلل الدماغي وطرق التعامل معه علمياً وإنسانياً، من خلال الحملات الإعلامية المتخصصة وبرامج التثقيف والتعاون مع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والقطاع الطبي لتقديم المعلومات الدقيقة للأسر، ومساعدتها على اكتساب مهارات التعامل السليم مع حالات الشلل الدماغي بما يضمن تحقيق أفضل نوعية حياة ممكنة للأطفال والمصابين.
وأوضحت أن المجلس يولي اهتماماً كبيراً بمساندة الأسر من خلال مبادرة «أسرتي قوتي» التي أطلقها المجلس لدعم الأسر المصرية في مواجهة التحديات اليومية، وتقديم خدمات التوعية والتأهيل النفسي والاجتماعي لأفرادها لتمكينهم من مواصلة الحياة بثقة واستقرار.
وأشارت المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة إلى أن الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أولت اهتماماً بالغاً بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، إذ وضعت منظومة تشريعية ومؤسسية شاملة تكفل لهم الحقوق الدستورية وتوفر بيئة داعمة تضمن دمجهم وتمكينهم في مختلف مناحي الحياة.
وأكدت أن المجلس يعمل بشكل متكامل مع وزارات الصحة والتعليم والتضامن الاجتماعي لتوفير الخدمات الطبية وبرامج التأهيل والدعم الأسري للمصابين بالشلل الدماغي في جميع أنحاء الجمهورية، تعزيزاً لرؤية الدولة في تحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص لجميع المواطنين.
واختتمت الدكتورة إيمان كريم تصريحها بالتأكيد على أن نشر الوعي والتكاتف المجتمعي يمثلان حجر الأساس في تحسين حياة الأشخاص المصابين بالشلل الدماغي، داعية المؤسسات الحكومية والمدنية والإعلامية إلى مضاعفة الجهود لدعم حقوق هذه الفئة وتمكينها من ممارسة حياتها الطبيعية والمشاركة الفاعلة في بناء مستقبل الوطن، مؤكدة أن التغيير الحقيقي يبدأ من وعي المجتمع وقدرته على تقبّل التنوع الإنساني.