شاركت وزارة التضامن الاجتماعي، ضمن الوفد المصري، في فعاليات ورشة العمل الإقليمية، التي عقدت في العاصمة اللبنانية بيروت تحت عنوان «حقوق واحتياجات كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، في اقتصاد الرعاية في المنطقة العربية».
تقام الورشة بالتعاون بين منظمة المرأة العربية وهيئة الأمم المتحدة للمرأة والهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية.
ومثل وزارة التضامن المصرية في الفعالية د. وائل عبد العزيز رئيس الإدارة المركزية للرعاية الاجتماعية، الذي استعرض خلال جلسة خاصة للسياسات الحكومية تجربة مصر في مجال رعاية كبار السن، وذلك ضمن جلسة أدارها سهيل أبو السميد خبير اقتصاد الرعاية بهيئة الأمم المتحدة للمرأة.
وخلال مداخلته، قدم عبد العزيز عرضًا شاملًا للبرامج والسياسات التي تنفذها مصر لتلبية احتياجات كبار السن، تنفيذًا للمادة 83 من الدستور المصري، مؤكدًا أن الوزارة تضع رعاية كبار السن في صدارة أولوياتها من خلال ثلاثة محاور رئيسية: الحماية، والرعاية، والوعي المجتمعي.

وأوضح أن برنامج كرامة يمثل أحد أهم أدوات الدعم النقدي لكبار السن، إلى جانب الإعفاء من رسوم المواصلات العامة، وتطوير دور وأندية المسنين ومراكز العلاج الطبيعي التي تقدم خدمات متنوعة، فضلًا عن مشروع رفيق المسن الذي يهدف إلى تقديم الرعاية المتكاملة للمسنين داخل الأسرة.
وأشار عبد العزيز إلى أن خدمات الرعاية تقدم من خلال 176 دارًا للمسنين تخدم نحو 4700 مسن، بالإضافة إلى 190 ناديًا للمسنين و28 مركزًا للعلاج الطبيعي، كما توفر الوزارة الرعاية للكبار بلا مأوى عبر 18 مؤسسة.
وأضاف أن الوزارة تنفذ عددًا من المبادرات المجتمعية مثل العمر الذهبي وأحلام الأجيال، التي تهدف إلى الدمج المجتمعي والتوعية بحقوق كبار السن.
وتحدث عبد العزيز بتفصيل عن مشروع رفيق المسن الذي يعتمد على تدريب وتأهيل الشباب لتقديم الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية للمسنين داخل أسرهم، مؤكدًا على أهمية بناء منظومة شاملة للرعاية تغطي مختلف الجوانب الصحية والاجتماعية والنفسية، مع الإشارة إلى الدور الحيوي لمؤسسات المجتمع الأهلي وضرورة تبادل الخبرات بين الدول العربية في هذا المجال.
وشهدت الورشة مشاركة واسعة من الخبراء وممثلي الهيئات الدولية والإقليمية ومنظمات المجتمع المدني من الأردن، وتونس، والسودان، والعراق، وسلطنة عمان، وفلسطين، ولبنان، وليبيا، ومصر، وموريتانيا، واليمن، حيث تم خلال جلسات العمل استعراض آليات وأنظمة الرعاية للأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن، ومناقشة أفضل الممارسات والنماذج التي حققت فيها الدول العربية تطورًا ملموسًا.
كما تناولت الورشة التحديات ومجالات التطوير في سياسات الرعاية، وتم إطلاق دعوة للتفكير في التحديات الأكثر إلحاحًا وسبل تعزيز الخدمات والأنظمة الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن في العالم العربي.
وفي ختام الفعاليات، وجهت د. فاديا كيوان المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية، جزيل الشكر للمشاركين، مؤكدة أهمية تعزيز قدرات كبار السن وذوي الإعاقة، وتوفير الوسائل التي تمكنهم من الاعتماد على أنفسهم وتحقيق الاندماج الفاعل في المجتمع.