الذكاء الاصطناعي يصنع مستقبلًا أكثر عدلًا لذوي الإعاقة بمهرجان«بيربل فيست»

الذكاء الاصطناعي يصنع مستقبلًا أكثر عدلًا لذوي الإعاقة بمهرجان«بيربل فيست»

المحرر: سماح ممدوح حسن - الهند

بات الذكاء الاصطناعي يشكّل أداة جوهرية لتحقيق المساواة والتمكين، في ظل ما يشهده العالم من تحول لافت في نظرة المجتمعات إلى الأشخاص ذوي الإعاقة.

وبحسب موقع الأمم المتحدة، فإن مهرجان«بيربل فيست  Purple Fest » الذي تستضيفه ولاية جوا الهندية هذا الأسبوع، قد عرض عدد من تجارب رواد الأعمال، والتي تبرهن على أن التقنيات المساعدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكن أن تغيّر حياة الملايين حول العالم.

فمن تطبيق Picstry AI الذي يحوّل الصور الشخصية إلى ذكريات صوتية غنية بالأسماء والعلاقات والأحداث، إلى أدوات القراءة التفاعلية والترجمة الفورية، تتجاوز هذه الحلول مفهوم إزالة الحواجز لتفتح آفاق المشاركة الكاملة في التعليم والعمل والحياة العامة.

ويؤكد الخبراء أن هذا التحول لا يقتصر على الجانب التقني فقط بل يعيد صياغة مفهوم العدالة الاجتماعية والمواطنة، عبر تمكين الجميع من أن يكونوا فاعلين ومبدعين في المجتمع الرقمي الجديد.

 

من الوصول إلى التمكين

تؤكد تجارب المشاركين أن التصميم القائم على التجربة المعيشة للأشخاص ذوي الإعاقة هو المفتاح الحقيقي لتطوير ذكاء اصطناعي عادل وشامل، فعندما تُبنى أدوات مثل قارئات الشاشة الحوارية ولوحات التحكم التكيفية وأنظمة الترجمة اللحظية بروح الشراكة، فإنها لا تُسهّل الحياة فحسب، بل تُعيد تعريفها على أساس المساواة والقدرة.

تجربة ملهمة.. سوراشري راهاني

من بين النماذج الملهمة التي برزت في المهرجان، سوراشري راهاني، التي وُلدت بعدة إعاقات جسدية، منها القدم الحنفاء وهي حالة يولد فيها الطفل بقدم أو كلتا القدمين ملتوية نحو الداخل أو الأسفل، بحيث لا تكون القدم في وضعها الطبيعي المسطح، وأيضا إعاقة تعدد الأطراف هي حالة نادرة يُولد فيها الشخص بأطراف إضافية، يد أو ذراع أو ساق زائدة، لم تعتبر الإعاقة عائقًا يومًا، بل طريقًا مختلفًا لخوض التجربة الإنسانية.

تقول راهاني:«كان مرشديني يقولون لي دائمًا: لا تكتفي بالبحث عن وظيفة بل اصنعيها بنفسك، ومن هنا أدركت أن القيادة بحد ذاتها هي شكل من أشكال الدمج».

تتولى راهاني اليوم منصب الرئيس التنفيذي لشركة  Yearbook Canvas، المتخصصة في إنتاج الكتب السنوية الرقمية للمؤسسات التعليمية، وقد دفعتها تجربتها إلى مواجهة الحواجز البنيوية في التعليم وسوق العمل، من البنية التحتية غير الميسّرة إلى شبكات التمويل المنغلقة.

وهي تعمل حاليًا مع مدرسة نيوتن للتكنولوجيا قرب نيودلهي، على تصميم مناهج تعليمية شاملة وأدوات تعلم قائمة على الذكاء الاصطناعي تتكيف مع وتيرة كل طالب.

وتوضح قائلة: «يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُعمم الوصول إلى التعليم لكن فقط إذا علّمناه فهم تنوع المتعلمين، وإلا فإننا نخاطر ببناء نسخة أكثر بريقًا من التحيز القديم نفسه».

المُعادل الأعظم

وفي مداخلة أخرى، يرى براتيك مادهف، الرئيس التنفيذي لمؤسسة AssisTech Foundation (ATF)، أن الذكاء الاصطناعي هو«المُعادل الأعظم». ويقول: «بينما ينشغل العالم بالقلق من أن الذكاء الاصطناعي سيأخذ الوظائف، فإنه بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة، يصنعها بالفعل».

أما كيتان كوثاري، المستشار في مركز زافير للموارد الخاصة بالمكفوفين في مومباي، فيؤكد أنه أصبح اليوم أكثر استقلالية بفضل أدوات الذكاء الاصطناعي: «أستطيع تنسيق المستندات وحضور الاجتماعات بترجمة فورية حية، وحتى توليد أوصاف للصور من خلال التطبيقات، لقد حوّل الذكاء الاصطناعي الخيال إلى وظيفة».

ويُجمع الخبراء على أن ما يحدث في الهند ليس سوى بداية لمرحلة جديدة من التحول الإنساني في التكنولوجيا، إذ تمثل هذه المبادرات نموذجًا يمكن أن يحتذيه العالم في تعزيز الشمول الرقمي وضمان المساواة في فرص العمل والتعليم للجميع.

من التجربة المحلية إلى التحول العالمي

ورغم أن المهرجان يركّز أساسًا على رواد الأعمال الهنود، فإن تشرينج ديما، من مكتب تنسيق التنمية التابع للأمم المتحدة، ترى أن التجربة تتجاوز الحدود الوطنية، قائلة:«هذه ليست قصة بلد واحد، بل انتقال عالمي. الإدماج لا يتعلق فقط بالقوانين أو البنية التحتية، بل بالعقلية والتصميم المشترك، مستقبل العمل يجب أن يُبنى ليس فقط من أجل الناس، بل بمشاركتهم أيضًا».

مهرجان عالمي للإدماج

يُقام المهرجان الدولي بيربل فيست بين 9 و12 أكتوبر في جوا، تحت إشراف قسم جوا لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة ومكتب المفوض الحكومي لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة، وبالتعاون مع وزارة العدالة الاجتماعية والتمكين الهندية والأمم المتحدة في الهند.

ويُعدّ المهرجان منصة عالمية تجمع بين الابتكار الاجتماعي والتكنولوجيا والسياسات العامة الهادفة إلى بناء عالم أكثر شمولًا وعدلًا للأشخاص ذوي الإعاقة في كل مكان، مع التأكيد على أن التحول الحقيقي يبدأ حين تُصمَّم الحلول مع الأشخاص المعنيين لا عنهم.

المقالة السابقة
انطلاق ورشة «أنا فنان» لذوي الإعاقة بمعرض الزمالك للكتاب
المقالة التالية
أفضل 10 مدن ملاءمة لمستخدمي الكراسي المتحركة حول العالم

وسوم

أمثال الحويلة (437) إعلان عمان برلين (513) اتفاقية الإعاقة (659) الإعاقة (149) الاستدامة (1158) التحالف الدولي للإعاقة (1130) التشريعات الوطنية (902) التعاون العربي (572) التعليم (89) التعليم الدامج (66) التمكين الاقتصادي (96) التنمية الاجتماعية (1152) التنمية المستدامة. (95) التوظيف (70) التوظيف الدامج (881) الدامج (61) الدمج الاجتماعي (687) الدمج المجتمعي (171) الذكاء الاصطناعي (91) العدالة الاجتماعية (81) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (563) الكويت (98) المجتمع المدني (1132) الولايات المتحدة (67) تكافؤ الفرص (1124) تمكين (95) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (569) حقوق الإنسان (85) حقوق ذوي الإعاقة (100) دليل الكويت للإعاقة 2025 (414) ذوو الإعاقة (163) ذوو الاحتياجات الخاصة. (1084) ذوي الإعاقة (564) ذوي الهمم (62) ريادة الأعمال (441) سياسات الدمج (1109) شركاء لتوظيفهم (432) قمة الدوحة 2025 (699) كود البناء (499) لغة الإشارة (77) مؤتمر الأمم المتحدة (389) مجتمع شامل (1120) مدرب لغة الإشارة (689) مصر (108) منظمة الصحة العالمية (713)