صابرين جميل: أصبحت مذيعة بالصدفة وحلمي تأسيس مدرسة للمكفوفين

صابرين جميل: أصبحت مذيعة بالصدفة وحلمي تأسيس مدرسة للمكفوفين

المحرر: سحر شيبة - مصر
الإعلامية الكفيفة صابرين جميل

في كل رحلة إنسانية استثنائية لحظات فاصلة، فارقة بين الانكسار والتحقق، الدكتورة والإعلامية الكفيفة صابرين جميل كانت واحدة من هؤلاء اللاتي منحهنَّ الله البصيرة والإرادة بعد أن فقدت بصرها، فصنعت من عتمتها نافذة تنير لها الطريق.

بدأت رحلتها ورسالتها من أمام الميكروفون، كمذيعة، إلى رئاسة مركز “نور البصيرة” الذي أصبح ملاذًا لتأهيل وتمكين فاقدي البصر، حملت صابرين رسالتها بوعي وثبات، لتؤكد أن القوة لا تأتي من النظر بالعين، بل من الإيمان بالنور الكامن في القلب.

في اليوم العالمي للعصا البيضاء، أجرت «جسور» معها هذا الحوار لتروي لنا حكايتها الملهمة، للمبصرين قبل المكفوفينن وتسلّط الضوء على واقع المكفوفين واحتياجاتهم، وتطرح رؤيتها حول ما تحقق والمأمول تحقيقه  لصالح المكفوفين في مصر والعالم.

كيف بدأتِ قصتك مع فقدان البصر، وكيف تجاوزتِ هذه المرحلة؟

فقدتُ بصري بعد انتهائي من دراستي الجامعية، وكنت قد أنهيت تمهيدي الماجستير أيضًا وقتها، في ذلك الوقت ارتفع ضغط العين بشدة مما أدى إلى انفصالات شبكية متكررة، وللأسف تعرضتُ لخطأ طبي من أحد الأطباء تسبب في فقداني البصر تمامًا في العين اليسرى، ومع مرور الوقت فقدت الرؤية في اليمنى كذلك.

شعرت حينها بإحباط شديد وكأن الدنيا توقفت، فقد كانت حياتي كلها وأنا مبصرة، وفجأة وجدت نفسي كفيفة، كان تعلّم طريقة برايل صعبًا، والتكنولوجيا لم تكن متطورة كما هي اليوم، ولم يكن هناك أي مراكز لتأهيل المكفوفين في بلطيم أو حتى في محافظة كفر الشيخ كلها.

مرت فترة صعبة، لكنني أدركتُ أن عليّ أن أتعلم وأتأقلم، وهنا كان الدور الكبير لوالدي رحمه الله الذي كان الدافع الأول لي للخروج من أزمتي.

صابرين جميل
الإعلامية الكفيفة صابرين جميل مع وزيرة التضامن السابقة

كنتُ الوحيدة بين إخوتي التي أنهت دراستها الجامعية، وكان يرى فيّ الأمل والمستقبل، فأخذني وانتقلنا إلى القاهرة، وهناك بدأت رحلتي في تعلّم التكنولوجيا المساعدة، وكانت في ذلك الوقت تقتصر على برامج قراءة الشاشة البسيطة جدًا.

ما الذي دفعك لاختيار مجال الإعلام، رغم صعوبته على المكفوفين؟

قصة دخولي مجال الإعلام بدأت عندما كنتُ ضيفة في أحد البرامج لأتحدث عن أنشطة الجمعية، وخلال اللقاء تحدثت عن نقطة مهمة وهي كيفية التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة، وقلت إن أكثر ما يزعجنا هو أن يتعامل الناس معنا بطريقة قد تجرحنا دون قصد، لأنهم لا يعرفون كيفية التعامل مع كل نوع من أنواع الإعاقات.

وقتها قلت إنني أحلم بتقديم برنامج توعوي خاص بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة وكيفية التعامل معهم، وبعد فترة فوجئت بإحدى القنوات التلفزيونية تتواصل معي، وأبدوا إعجابهم بفكرة البرنامج وأخبروني أنهم يرغبون في منحي الفرصة لتقديمه.

وبالفعل ذهبتُ إلى القناة وقابلت رئيسها الذي رحب بي كثيرًا وشجعني على تنفيذ الفكرة، وقدمت البرنامج الذي توليت إعداده بنفسي، بدءًا من كتابة الإسكربت واختيار الضيوف، ثم واصلت التجربة بعمل بودكاست بعنوان نور كاست، لأنني أدركت أن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي كبير جدًا، خصوصًا على فئة الشباب الذين يفتقر كثير منهم لمعرفة معنى “شخص من ذوي الإعاقة” وكيفية التعامل معه.

وهل واجهتِ صعوبات في بداياتك كمذيعة كفيفة؟

لم يكن الأمر سهلًا على الإطلاق، خاصة في مجال جديد عليّ، في أول مرة وقفت فيها أمام الكاميرا كنت خائفة جدًا، أسمع دقات قلبي بوضوح وأخشى أن أخطئ، لكن زوجي شريف كان دائمًا بجانبي، يشجعني ويمنحني دفعة قوية، طلبتُ أن تكون أول حلقة مسجّلة حتى أعتاد على الكاميرا، فوافق فريق العمل على أن تكون أول ثلاث حلقات مسجلة.

ورغم خوفي الشديد، خرجت الحلقة الأولى بشكل أكثر من رائع دون أي خطأ، لدرجة أن فريق التصوير والإخراج ظن أنني خريجة إعلام، ومع ذلك، أصررت على تطوير نفسي فالتحقت بدورة إعداد مذيع مع الإعلامي رامي رضوان، وكانوا يقيّمون المتقدمين قبل القبول. أتذكر جيدًا كلماته عندما شاهد البرنامج الذي أقدمه فقال لي: “أنتِ أستاذة، لا تحتاجين إلى كورسات”.

صابرين جميل
الإعلامية المصرية صابرين جميل مع نيفين القباج والشيخ على جمعة

واكتفيت بتلك الدورة، ثم بدأت الظهور على الهواء مباشرة من الحلقة الثانية، معتمدة على فهمي الكامل للسكربت وقراءاتي الواسعة حول موضوع كل حلقة.

ما اللحظة أو الحدث الذي شعرتِ فيه أن رسالتك الإعلامية بدأت تؤتي ثمارها؟

في إحدى حلقات برنامجي بنرسم أمل، فتحت الباب لتلقي الاتصالات، وكانت سعادتي كبيرة حين بدأت المكالمات تتوالى من محافظات عديدة مثل الوادي الجديد والإسكندرية وأسيوط والغربية وغيرها.

لا أتذكر العدد تحديدًا لأن الاتصالات كانت كثيرة جدًا، لكن أكثر ما أثر فيّ أن فكرة البرنامج وصلت إلى الناس من الشمال إلى الجنوب، وأصبحت مسموعة ومؤثرة، وبدأ الجمهور يهتم ويسأل، عندها شعرت أن رسالتي بدأت تصل وأن صوتي أحدث فرقًا حقيقيًا.

متى جاءت فكرة تأسيس “مركز نور البصيرة”؟ وما الهدف الأساسي منه؟

“نور البصيرة” حلم يكبر يومًا بعد يوم، تعرفت على زوجي شريف عام 2006، وتزوجنا عام 2009، وكان يجمعنا دائمًا حب العمل التطوعي والخيري، في أحد الأيام أخبرته أنني أحلم بإنشاء مؤسسة أو مركز يخدم الأشخاص ذوي الإعاقة، وخصوصًا المكفوفين، وتحديدًا في مركز بلطيم.

حينها اقترح أن نبدأ بتأسيس جمعية يكون مقرها بجوار منزلنا كتجربة أولى، لنرى هل سننجح في خوضها أم لا، بدأنا التأسيس عام 2012 بعد إنجابي لابنتي الوحيدة دارين، وحصلنا على الإشهار الرسمي عام 2014، وكانت البداية موفقة جدًا، وبعد أقل من عام افتتحنا مكتبًا في مركز بلطيم، ثم فرعًا ثالثًا في محافظة كفر الشيخ بالقرب من مدرسة المكفوفين، واليوم أصبح “نور البصيرة” من المؤسسات الرائدة في تأهيل وتوظيف وتعليم الأشخاص ذوي الإعاقة.

ما الذي يقدمه “نور البصيرة” تحديدًا للمكفوفين من خدمات أو برامج تأهيلية؟

مركز “نور البصيرة” متخصص في تأهيل وتعليم وتمكين المكفوفين ، ويعمل على خمسة محاور أساسية، المحور الأول هو التعليم، حيث نساعد المكفوفين في الحصول على المناهج والكتب الدراسية مطبوعة بطريقة برايل، ونوفر لهم مدرسين متخصصين لمراجعة دروسهم اليومية مجانًا بدلًا من الدروس الخصوصية المكلفة، خاصة وأننا نتعامل مع فئات محدودة أو معدومة الدخل.

أما المحور الثاني فهو التأهيل، ولدينا مركز متخصص للإعاقات المزدوجة، نعمل فيه مع الأطفال من عمر ثلاث سنوات حتى ثماني سنوات على القراءة والكتابة بطريقة برايل، وتنمية مهارات التخاطب، والتكامل الحسي، والجانب الأكاديمي، ويشمل التأهيل أيضًا المكفوفين من خريجي الجامعات، حيث ندرّبهم على مهارات التكنولوجيا المساعدة، ومهارات الكول سنتر والمبيعات، ثم نتواصل مع شركات القطاع الخاص لتوظيفهم كعمالة منتجة، وليس كوظائف شكلية برواتب دون عمل فعلي.

الإعلامية المصرية صابرين جميل مع نيفين القباج وزير التضامن السابقة

أما المحور الثالث فهو الصحة، إذ نساعد الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم في الكشف المبكر عن أمراض العيون من خلال تعاقدات مع مستشفيات متخصصة، وإذا احتاجت بعض الحالات إلى عمليات مثل الانفصال الشبكي أو المياه البيضاء، تتحمل الجمعية التكلفة كاملة، ويتم إجراء العمليات في وقت قياسي يحمي العين من فقدان البصر. كما ننظم قوافل طبية للحد من أمراض العيون واكتشافها مبكرًا.

المحور الرابع هو التوظيف، وقد بدأنا بأنفسنا في الجمعية، حيث قمنا بحصر الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية الحاصلين على تعليم عالٍ مثل خريجي الآداب ودار العلوم والألسن، وساعدناهم في الحصول على الدبلوم التربوي، ثم عيّناهم للعمل مع الأطفال المكفوفين في التدريس ومراجعة الدروس.

كما يعمل بعضهم في مركز الطباعة بطريقة برايل، فالأشخاص ذوو الإعاقة البصرية يتولون مراجعة الكتب وطباعتها وتغليفها، بينما يتولى ذوو الإعاقة الحركية كتابة النصوص على الحاسوب وإرسالها للمركز للطباعة.

أما المحور الخامس فهو التمكين الاقتصادي، ونعمل فيه على دعم الأسر من خلال مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر تضمن دخلًا شهريًا ثابتًا.

فمثلًا نقوم بتدريب بعض أمهات المكفوفين على الخياطة وتوفير ماكينات لهن، وأخريات نوفر لهن أفرانًا لإعداد الخبز البيتي وبيعه، وهناك من تعمل في بيع الخضار والفاكهة، وأخريات في مشروعات لشوي السمك وغيرها.

ما الذي يميز “نور البصيرة” عن باقي المؤسسات العاملة في نفس المجال؟

أهم ما يميز “نور البصيرة” أن 75% من العاملين في الجمعية هم من الأشخاص ذوي الإعاقة، كما أن جميع خدماتنا مجانية تمامًا لغير القادرين.

ما أبرز الأنشطة أو المبادرات التي ينفذها المركز حاليًا؟

نحن نشارك في عدد من المبادرات بالتعاون مع مؤسسات مصرية ودولية، فعلى سبيل المثال، نشارك في مشروع “تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في مجتمعاتهم” بالتعاون مع مؤسسة مصر الخير والوكالة الألمانية للتعاون الدولي، كما نشارك في مشروع “بناء قدرات منظمات المجتمع المدني والمنظمات المجتمعية في مجال المناصرة” بالشراكة مع هيئة إنقاذ الطفولة، بهدف دمج الأطفال ذوي الإعاقة في المدارس الحكومية بشكل كامل، وذلك بالتعاون مع المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة.

من خلال خبرتك، ما أبرز التحديات التي ما زال يواجهها المكفوفون اليوم؟

من أبرز التحديات التي تواجه المكفوفين اليوم هو عدم اقتناع كثير من أصحاب الأعمال والشركات بقدرات الأشخاص ذوي الإعاقة، إذ ما زال البعض ينظر إليهم على أنهم غير قادرين على العمل، وأن مكانهم في البيت يتقاضون راتبًا دون ممارسة أي مهام حقيقية.

هل ترين أن وعي المجتمع بحقوق المكفوفين ودورهم بدأ يتغير ؟

بالتأكيد، هناك تغير كبير في وعي المجتمع تجاه المكفوفين، خاصة في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد إصدار قانون رقم 10 لعام 2018 والذي يعزز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بمختلف أنماطهم وأصبح هناك اهتمام أكبر من الإعلام والمؤسسات التعليمية بتسليط الضوء على قدرات المكفوفين وليس إعاقتهم، كما بدأت بعض الجهات تُقدّر كفاءاتهم في سوق العمل.

لكن رغم هذا التطور، ما زال الطريق طويلًا أمام تحقيق الوعي الكامل، لأن البعض ما زال ينظر إلى الكفيف بعين الشفقة، وليس كشخص قادر على الإنتاج والعطاء. نحن نحتاج إلى ترسيخ ثقافة الدمج الحقيقي، بحيث يكون الكفيف جزءًا طبيعيًا من النسيج المجتمعي، لا استثناءً فيه.

ما تقييمك لجهود الدولة المصرية لدعم ذوي الإعاقة البصرية في التعليم والعمل؟

الدولة المصرية بذلت جهودًا واضحة في دعم ذوي الإعاقة البصرية خلال السنوات الأخيرة، من خلال التشريعات والسياسات التي تعزّز مبدأ الدمج في التعليم والعمل، هناك اهتمام بتوفير أدوات تعليمية ميسّرة في المدارس والجامعات، وتخصيص فرص في الوظائف الحكومية، حيث يعيش الأشخاص ذوو الإعاقة اليوم عصرهم الذهبي.

ما أبرز احتياجات المكفوفين التي ما زالت غائبة عن التنفيذ أو التطبيق؟

من أبرز الاحتياجات الغائبة توفير فرص عمل حقيقية تتناسب مع قدرات المكفوفين، وليس فقط وظائف شكلية، كذلك نحتاج إلى تسهيل الوصول إلى المعلومات والخدمات الإلكترونية، لأن الكثير من المواقع الحكومية أو المصرفية لا تزال غير مهيأة لبرامج قراءة الشاشة، أيضًا ما زال هناك نقص في الكتب الدراسية المطبوعة بطريقة برايل، مما يُصعّب على الطلاب متابعة دروسهم بسهولة، والأهم هو نشر ثقافة التعامل الصحيح مع المكفوفين داخل المجتمع، فالدعم النفسي والمعنوي لا يقل أهمية عن الدعم المادي أو التشريعي.

هل لديك أحلامك مؤجلة؟

أحلم بتأسيس مدرسة للمكفوفين في مدينة بلطيم بمحافظة كفر الشيخ ، فعدد المكفوفين هناك وفي القرى المحيطة كبير جدًا، وهم في حاجة ماسّة لمكان قريب يوفر لهم حقهم في التعليم دون عناء.

الكفيف في تلك المناطق يضطر أحيانًا لركوب ثلاث وسائل مواصلات ليصل إلى المدرسة في المحافظة، فضلًا عن حاجته الدائمة لمرافق، بينما القسم الداخلي في المدرسة الحالية لا يستوعب كل الأعداد، ما يشكّل عبئًا نفسيًا وماديًا كبيرًا على الأسر التي تضم شخصًا كفيفًا.”

كيف ترين دور التكنولوجيا والتطبيقات الذكية في تمكين المكفوفين اليوم؟

أرى أن التكنولوجيا أصبحت شريكًا أساسيًا في حياة المكفوفين، فقد فتحت أمامهم أبوابًا واسعة للتعلم والعمل والاعتماد على الذات والخصوصية، تطبيقات القراءة الصوتية وبرامج الهاتف الذكي سهّلت عليهم الوصول إلى المعلومات، كما مكّنتهم من متابعة الأخبار، والمراسلة، وإدارة أعمالهم اليومية باستقلالية، لكننا نحتاج إلى تعريب المزيد من البرامج وتطوير محتوى عربي مخصص لهم، لأن أغلب التطبيقات المتاحة ما تزال أجنبية ولا تلبي جميع احتياجات المستخدمين العرب المكفوفين.

 ما الرسالة التي تودين توجيهها لكل شخص فقد جزءًا من قدراته الجسدية؟

رسالتي لكل شخص فقد جزءًا من قدراته “لا تجعل الإعاقة نهاية الطريق، بل اجعلها بداية جديدة لاكتشاف قدراتك الخفية، الحياة لا تتوقف عند فقدان البصر أو السمع أو أي حاسة، بل تبدأ من الإيمان بالنفس وبالقيمة الحقيقية للإنسان، لا تنتظر نظرة التعاطف من الآخرين، بل اصنع بنفسك الطريق الذي يليق بك، وكن مصدر إلهام لمن حولك.

ما الذي يمنحك القوة كل يوم للاستمرار رغم العقبات؟

القوة التي أستمدها يوميًا تأتي من إيماني بالله أولًا، ثم من إيماني بأن لكل إنسان رسالة في الحياة يجب أن يؤديها مهما كانت التحديات، أشعر أن وجودي وقدرتي على التأثير في الآخرين هما نعمة كبيرة تستحق أن أواصل من أجلها، وكل نجاح أحققه هو دافع للإستمرار ، كما أن زوجي شريف هو الداعم الأكبر في حياتي بعد والدي رحمه الله، وكل كلمة دعم أسمعها من أحد المكفوفين الذين ساعدناهم، تمنحني طاقة جديدة للاستمرار وعدم التراجع. أعتبر أن كل عقبة تواجهني ليست عائقًا، بل خطوة أخرى في طريق الصبر والإصرار.

كيف تتعاملين مع الإحباط الذي قد تواجهينه أحيانًا؟

أحيانًا أشعر بالإحباط مثل أي إنسان، خاصة عندما أرى أن الجهود المبذولة لا تُقابل دائمًا بالتقدير أو عندما أواجه صعوبات في إنجاز بعض المشروعات، لكنني تعلمت أن أتجاوز تلك اللحظات بالرجوع إلى نفسي وإلى الهدف الذي بدأت من أجله، أستمد الدعم من أسرتي ومن فريقي في مركز “نور البصيرة”، فهم يؤمنون برسالتنا جميعًا. كما أجد في قصص النجاح التي نحققها مع المكفوفين طاقة إيجابية كبيرة تمسح كل لحظة ضعف أو تعب.

ما طموحاتك المستقبلية لمركز “نور البصيرة”؟

أطمح أن يصبح مركز “نور البصيرة” نموذجًا يحتذى به في تمكين المكفوفين في العالم العربي، وأن نتمكن من إنشاء فروع في كل المحافظات، نعمل على تطوير برامج جديدة تجمع بين التأهيل المهني والتقني، بحيث نُخرج من المركز جيلًا من المكفوفين القادرين على المنافسة في سوق العمل. كما نحلم بتوسيع التعاون مع الجامعات والمؤسسات الإعلامية لتوفير فرص تدريبية وعملية تليق بقدرات المكفوفين وتمنحهم مساحة حقيقية للتعبير والمشاركة، وأن يكون لنا فرع بجانب كل مدرسة المكفوفين، وفروعا في كل العالم العربي والأجنبي.

وجهي رسالة لصُنّاع القرار باسم المكفوفين؟

رسالتي إلى صُنّاع القرار هي أن الكفيف لا يحتاج إلى شفقة أو مجاملة، بل إلى تمكين حقيقي يضعه في مكانه الطبيعي كمواطن قادر ومنتج، “نحن نعيش حاليًا العصر الذهبي للأشخاص ذوي الإعاقة، فقد شهدت السنوات الأخيرة طفرة حقيقية في القوانين والتشريعات التي سهّلت الدمج والإتاحة والتمكين، وهذا دليل واضح على أن صُنّاع القرار باتوا يستمعون إلى مطالبنا ويعملون على تذليل الكثير من العقبات أمامنا”.

صابرين جميل
الإعلامية المصرية صابرين جميل وأحلام لا تنتهى

لكن القضية لا تتوقف عند الدولة فقط، فالمجتمع نفسه بدءًا من أسرة الشخص ذي الإعاقة وصولًا إلى البيئة المحيطة به، يحتاج إلى وعي أعمق، الأسرة يجب أن تُدرك أن ابنها قادر، ولكن بطريقة مختلفة، والمجتمع عليه أن يحافظ على ما توفره الدولة من وسائل إتاحة، لا أن يهدمها بسلوكيات سلبية.

على سبيل المثال، نجد الدولة تُنشئ ممرات خاصة بالكراسي المتحركة، ثم نفاجأ بمن يركن سيارته أمامها وكأن الأمر لا يعنيه، لذلك أؤمن تمامًا بقول الله تعالى: “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”، فالتغيير الحقيقي يبدأ من داخلنا قبل أن نطلبه من الآخرين”.

المقالة السابقة
ذوو الإعاقة وكبار السن يشاركون في تجهيز قوافل إغاثية لدعم غزة بمصر
المقالة التالية
«جسور» توثق الاجتماع التنسيقي للأولمبياد الخاص بمناقشة مشروع الجواز الصحي لذوي الإعاقة

وسوم

أمثال الحويلة (455) إعلان عمان برلين (537) اتفاقية الإعاقة (688) الإعاقة (153) الاستدامة (1186) التحالف الدولي للإعاقة (1158) التشريعات الوطنية (930) التعاون العربي (600) التعليم (91) التعليم الدامج (69) التمكين الاقتصادي (99) التنمية الاجتماعية (1177) التنمية المستدامة. (96) التوظيف (72) التوظيف الدامج (905) الدامج (63) الدمج الاجتماعي (712) الدمج المجتمعي (174) الذكاء الاصطناعي (96) العدالة الاجتماعية (81) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (586) الكويت (101) المجتمع المدني (1155) الولايات المتحدة (68) تكافؤ الفرص (1149) تمكين (97) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (594) حقوق الإنسان (86) حقوق ذوي الإعاقة (101) دليل الكويت للإعاقة 2025 (438) ذوو الإعاقة (171) ذوو الاحتياجات الخاصة. (1106) ذوي الإعاقة (581) ذوي الهمم (62) ريادة الأعمال (465) سياسات الدمج (1133) شركاء لتوظيفهم (456) قمة الدوحة 2025 (723) كود البناء (523) لغة الإشارة (78) مؤتمر الأمم المتحدة (413) مجتمع شامل (1144) مدرب لغة الإشارة (713) مصر (118) منظمة الصحة العالمية (737)