Skip to content

تايوان تلغى دعم تذاكر الأطفال ذوي الإعاقة بالسكك الحديدية

تايوان تلغى دعم تذاكر الأطفال ذوي الإعاقة بالسكك الحديدية

تايوان- جسور- فاطمة الزهراء بدوي 

أعلنت شركة السكك الحديدية التايوانية (TRC) إلغاء الخصم المخصص لتذاكر  الأطفال ذوي الإعاقة، رسميًا في 23 يونيو الجاري، ضمن سياسة تسعير جديدة تهدف إلى توحيد فئات التذاكر المدعومة.

ويُعرف الخصم الملغى باسم “تذكرة حب الأطفال”، وكان يمنح خصمًا بنسبة 75% للأطفال من سن 6 إلى 12 عامًا، الحاصلين على بطاقة إثبات إعاقة.

بحسب مسؤول في TRC تحدث لوكالة CNA ، شريطة عدم ذكر اسمه، يأتي القرار نتيجة اعتبار أن الأطفال بالفعل يحصلون على خصم ثابت، حيث تتيح الشركة لهم شراء تذاكر بنصف السعر، بشكل دائم.

وأوضح أن استمرار تطبيق نسبة الخصم الأعلى كان يتطلب دعمًا حكوميًا، وهو ما لم يعد متاحًا، خاصةً بعد تحول الشركة إلى نموذج تمويلي مختلف، لمواجهة الأعباء التشغيلية.

ينص عقد النقل الخاص بالشركة، على أن الركاب المؤهلين لأكثر من خصم، لا يحق لهم الاستفادة إلا من واحد فقط، ما لم تُصدر الجهات المعنية استثناءً واضحًا.

في هذا السياق، أشار المسؤول إلى أن TRC كانت تتحمل الفرق الناتج عن تطبيق الخصمين في آنٍ واحد، لكن ذلك لم يعد ممكنًا في ضوء الاعتبارات المالية.

القرار أثار ردود فعل متباينة، خصوصًا من الأهالي وجمعيات الدفاع عن حقوق الأطفال، من ذوي الإعاقة.

شو شو-تشينغ، ممثلة جمعية حقوق ورعاية الأطفال ذوي الإعاقة، صرحت بأن عددًا كبيرًا من الأسر لم يكن على علم بوجود هذه التذكرة أصلاً، إذ لم تحظَ بترويج كافٍ من قِبل الشركة أو الجهات الحكومية.

شو نفسها اكتشفت وجود الخصم من خلال تجارب أولياء أمور آخرين، ما يُظهر ضعف التواصل بشأن السياسات المتعلقة بذوي الإعاقة.

في مسح أجرته شو Chou اليوم السبت، أفاد نحو 30 ولي أمر باستخدام التذكرة ثلاث مرات أسبوعيًا على الأقل، خصوصًا لأغراض التنقل إلى مراكز العلاج الطبيعي أو الجلسات التأهيلية.

كما أشارت إلى أن العدد الإجمالي لمستخدمي تذكرة “حب الأطفال” انخفض من أكثر من 100 ألف إلى قرابة 30 ألف مستخدم، مما يعني – وفقًا لرأيها – أن الكلفة لم تعد عبئًا ضخمًا كما كانت سابقًا.

ورغم الانخفاض الواضح في عدد المستفيدين، تؤكد شو أن الخصم لا يزال يحمل أثرًا اقتصاديًا مباشرًا على الأسر، معتبرة أن إلغاءه يشكل عبئًا إضافيًا على من يعانون أصلًا من تكاليف باهظة للرعاية الصحية، والتعليم والدعم النفسي لأبنائهم.

وطالبت بأن تعيد الحكومة النظر في دعم هذا النوع من التذاكر بشكل مباشر، أو أن توفر بديلًا فعّالًا يُراعي الأوضاع الخاصة لأسر الأطفال من ذوي الإعاقة.

يذكر أن تذكرة “حب الأطفال” كانت أحد الامتيازات القليلة الممنوحة لهذه الفئة، وإلغاؤها يُضاف إلى سلسلة من التحديات اليومية التي تواجهها الأسر، بينما لم تُصدر وزارة النقل أو وزارة الشؤون الاجتماعية أي تعقيب رسمي بعد، تتوقع الجمعيات الحقوقية أن تشهد الأيام المقبلة موجة مطالبات لإعادة تفعيل الخصم، أو تقديم دعم نقدي مباشر لتعويض الأثر السلبي الناتج عن القرار.

في خلفية هذا التوجه، يشير مراقبون إلى أن تايوان، رغم ريادتها في بعض جوانب الرعاية الصحية والتعليم الدامج، لا تزال تفتقر إلى سياسة شاملة للنقل العام تراعي اختلاف القدرات والاحتياجات. ويرى بعض النشطاء أن التراجع عن تسهيلات موجودة، مهما كانت محدودة، يُضعف ثقة المواطنين في التزامات الدولة تجاه الفئات الهشة.

توقيت القرار أيضًا يثير الجدل، إذ يأتي قبل بداية العام الدراسي الجديد، وهو ما يعني أعباء مضاعفة على العائلات، خصوصًا في المناطق الريفية التي تعتمد بشكل كبير على وسائل النقل العام للوصول إلى المدن. ويرى مختصون أن التفكير في حل مستدام، كإصدار بطاقات ذكية مدعومة لأطفال ذوي الإعاقة، قد يكون أكثر فاعلية من إلغاء الدعم كليًا.

ختامًا، يؤكد المشهد أن السياسات المتعلقة بذوي الإعاقة لا ينبغي أن تُدار بمنطق اقتصادي بحت، ولكن من خلال منظور اجتماعي يوازن بين العدالة المالية والعدالة الإنسانية، وهو ما تأمل كثير من العائلات أن يُراعى في قرارات مقبلة.

المقالة السابقة
صاحبة رواية” الأحدب”.. أديبة يابانية مقعدة تفضح إقصاء ذوي الإعاقة
المقالة التالية
البحرين تكرم الشقيقين مريم وحسين لتفوقهما رغم الإعاقة البصرية