طالعوا هذا التقرير عن الإنجاز التاريخي لمنتخب مصر للكرة الطائرة جلوس بفوزه بكأس العالم 2025 في أمريكا وصعوده لصدارة التصنيف العالمي، مع تحليل لمسيرة الأبطال كتيبة الذهب.
في لحظة تاريخية محفورة في ذاكرة الأمة المصرية، رفع منتخبها الوطني للكرة الطائرة البارالمبية كأس العالم في قلب أمريكا، وتحديدا في مدينة إنديانا بوليس الأمريكية، يوم الأحد 19 أكتوبر 2025.
لم تكن النقطة الأخيرة في الماتش النهائي ضد البرازيل مجرد نقطة تحسم بطولة، بل كانت إعلانا للعالم كل.. مصر هي بطلة العالم للكرة الطائرة جلوس، والإنجاز لم يتوقف عند اللقب العالمي الأول في تاريخ اللعبة، بل تكلل بصدارة التصنيف العالمي لأول مرة، لتصبح مصر رسميا رقم واحد على مستوى الكرة الأرضية في الكرة الطائرة جلوس، وهذا الفوز حول هوية الفريق من مجرد «منافس دائم على الألقاب» إلى «البطل العالمي الأوحد الذي لا يقهر»، مؤكدا أن الأبطال المصريين هم الأفضل في العالم بلا منازع.
الخسارة التي صنعت النصر
الرحلة نحو عرش العالم لم تكن سهلة أبدا، فبطولة كأس العالم للكرة الطائرة جلوس 2025، التي لعبت في مدينة فورت واين بولاية إنديانا الأمريكية، كانت اختبارا حقيقيا لقوة وشخصية الأبطال.
بدأ الفراعنة مشوارهم بقوة كاسحة، وحققوا انتصارات متتالية بنتيجة 3-0 على منتخبات الهند واليابان وأستراليا، تبعتها فوز مهم بنتيجة 3-1 على كرواتيا القوية، وفي وسط سلسلة الانتصارات، جاءت الخسارة الوحيدة في دور المجموعات أمام منتخب البرازيل بنتيجة 1-3.
لكن في عالم الرياضات الكبرى، الخسارة قد تكون أهم بروفة للنهائي، وقد كانت بمثابة عملية جمع معلومات استخباراتية حاسمة للجهاز الفني بقيادة الدكتور وجيه حمدي.
أظهر المنتخب المصري معدنه الأصيل بعد الخسارة، حيث عاد سريعا وهزم هولندا بثلاثة أشواط نظيفة، ليحسم تأهله للدور نصف النهائي. وفي الدور قبل النهائي، قدم المصريون عرض قوة أمام كازاخستان، وحققوا فوزا صريحا بنتيجة 3-0، مؤكدين الجاهزية التامة لموقعة الحسم.

تفاصيل الريمونتادا التاريخية
كانت المباراة النهائية يوم ضد البرازيل فرصة المصريين للثأر من الهزيمة الوحيدة في البطولة، والبداية كانت صعبة حيث نجح منتخب البرازيل في الفوز بالشوط الأول بنتيجة 25-19، لكن في اللحظة التي كان يمكن لأي فريق آخر أن ينهار فيها، ظهرت شخصية البطل.
دخل منتخب مصر الشوط الثاني وهو على مفترق طرق، واستطاع خطف الشوط بنتيجة 25-22، ليقلب بذلك موازين القوة ويوجه ضربة معنوية قوية للبرازيل، وبعد كسر الحاجز النفسي دخل المصريون الشوط الثالث بمعنويات مرتفعة وحققوا سيطرة مطلقة، لينتهي الشوط بفارق 10 نقاط (25-15)، وهو ما يعد درسا في الهيمنة المطلقة في نهائيات كأس العالم.
الشوط الرابع كان شوط حسم التاريخ، حيث لعب المنتخب المصري بتركيز الأبطئ وهدوء الواثقين في نفسهم، واستمروا في مسك زمام الأمور حتى النقطة الأخيرة التي فجرت فرحة تاريخية، منهين المباراة بنتيجة 3-1.
كتيبة الأبطال وحكايات من ذهب
لم يكن الفوز بكأس العالم ليتحقق لولا كتيبة من الرجال كانوا على قدر المسؤولية، من جهاز فني محنك بقيادة الدكتور وجيه حمدي، إلى لاعبين أساطير، وتجمع قائمة الشرف بين خبرة أساطير وقوة الشباب، كان على رأسهم الكابتن والأسطورة هشام صلاح، والمخضرم أشرف زغلول، والدعامة الدفاعية السيد موسى.
وتتوهج حكايات إنسانية ملهمة، تمنح الإنجاز معنى أعمق، مثل حكاية الأسطورة عبد النبي حسن، الذي يشارك في 7 دورات بارالمبية و7 بطولات عالم، ويستمر في تقديم أداء أسطوري في سن ال 52، ليصبح درسا في أن العمر مجرد رقم.
وكذلك قصة محمد الحناوي «المحارب» الذي شارك في بطولات سابقة وهو يعاني من إصابة قوية في الركبة، وكان يتحامل على ألمه ليخدم بلده، ليصبح تجسيدا حيا لروح الفريق المقاتل، وهذه التركيبة الفريدة التي تجمع بين خبرة الأساطير وقوة وحيوية باقي اللاعبين، هي التي خلقت فريقا متكاملا لا يعرف المستحيل.
الجوهرة الأغلى وتأثيرها المجتمعي
الفوز بكأس العالم 2025 هو الجوهرة التي كانت تنقص تاج المنتخب المصري، وهو الإنجاز الذي نقل الفريق من خانة «الأبطال الكبار» إلى خانة «الأساطير الخالدة»، فبالرغم من الإرث الطويل الذي يمتلكه الفريق من الميداليات البرونزية في الدورات البارالمبية (أثينا 2004، ريو 2016، باريس 2024) والميداليات في بطولات كأس العالم السابقة، كان اللقب العالمي الكبير هو الحلم الناقص.
هذا التتويج هو أول لقب عالمي لمصر في الكرة الطائرة جلوس، والأهم أنه وضع مصر على قمة التصنيف العالمي لأول مرة في التاريخ، لتثبت الأرقام أن منتخب مصر هو الأفضل في العالم حاليا، لهذا الإنجاز تأثير أبعد من الرياضة، فهو يغير نظرة المجتمع للرياضات البارالمبية، ويضع أبطالنا في نفس مكانة أي بطل أولمبي أو رياضي محترف، ويفرض احترام وتقدير أكبر للرياضات البارالمبية كلها.. هذا الانتصار يفتح أبواب مستقبل جديد للرياضة البارالمبية في مصر.