Skip to content

بريطانيا تعتمد أدوات صحية جديدة لتحسين جودة حياة ذوي الإعاقات الذهنية

بريطانيا تعتمد أدوات صحية جديدة لتحسين جودة حياة ذوي الإعاقات الذهنية

بريطانيا- جسور- فاطمة الزهراء بدوي 

أطلقت هيئة التعاون، المعنية بذوي الإعاقات الذهنية والتوحد، في ليستر وليسترشير وروتلاند (LLR) بالمملكة المتحدة مجموعة أدوات صحية جديدة تهدف إلى تحسين صحة الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية، وتقليل الفجوات الصحية التي طالما عانوا منها.

تهدف هذه المبادرة إلى دعم نمط حياة صحي عبر التركيز على التغذية السليمة، شرب المياه بانتظام، وممارسة النشاط البدني. تعكس هذه الخطوة التزامًا طويل الأمد من الجهات الصحية البريطانية بتحقيق العدالة الصحية، وتوفير فرص متساوية للعيش بصحة أفضل للجميع، دون تمييز.

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الأفراد من ذوي الإعاقات الذهنية أكثر عرضة للإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، والمشكلات التنفسية، وأنواع معينة من السرطان. ويعود ذلك في الغالب إلى عوامل يمكن الوقاية منها، أبرزها سوء التغذية وقلة الحركة. وفي المنطقة التي يشملها المشروع، يعاني واحد من كل عشرة أشخاص من النحافة الشديدة، بينما يعاني ثلثهم من السمنة، ما يُبرز الحاجة المُلحة لمثل هذه التدخلات.

طورت هذه الأداة الغذائية الشاملة اختصاصية التغذية الاستراتيجية نور الرفاعي، والتي أكدت أن تصميم الأداة جاء بعد مشاورات واسعة مع أفراد لديهم تجارب معيشية مباشرة، إلى جانب أسرهم، مقدمي الرعاية، والمختصين في المجال الصحي. موضحة أن الحاجة إلى مورد موحد وسهل الاستخدام كان مطلبًا متكررًا من جميع الفئات المشاركة.

صُممت الأداة الجديدة لتناسب احتياجات جمهور متنوع؛ إذ تتوفر نسخ خاصة بممارسي الطب العام، مزودي الرعاية، الأسر، المهنيين الصحيين، والأشخاص من ذوي الإعاقة أنفسهم. مع حرص فريق التطوير على استخدام لغة بسيطة، مدعومة برسوم توضيحية، لتيسير فهم المعلومات الصحية وتحفيز الفئات المستهدفة على تبني تغييرات إيجابية في نمط حياتهم.

وتضمنت الأدلة الصحية نصائح عملية حول كيفية اختيار الوجبات المتوازنة، وأهمية الترطيب، إلى جانب أفكار لأنشطة بدنية تتناسب مع قدرات الأفراد المختلفة. كما تم توفير نسخ إلكترونية من الأدلة لتسهيل الوصول إليها عبر الإنترنت، وتشجيع التوزيع الواسع في الأوساط المجتمعية والطبية.

اللافت أن المشروع لم يكتفِ بتصميم الأداة، حيث التزم أيضًا بتدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية على كيفية استخدامها بفعالية. ويتضمن ذلك ورشًا تفاعلية وجلسات تثقيفية مصممة لتحفيز النقاشات حول صحة الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية، وتحقيق تغييرات إيجابية على أرض الواقع.

وتأمل الجهات المنظمة أن تسهم هذه الأدلة في الحد من حالات الوفاة المبكرة، والتي غالبًا ما تُسجل بين الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية بسبب ضعف التوعية وقلة الاهتمام بالعلامات الصحية المبكرة.

يشير هذا المشروع إلى نقلة نوعية في طريقة التعامل مع صحة هذه الفئة؛ إذ لم يعد يُنظر إلى الرعاية الصحية بوصفها استجابة طبية فحسب، ولكن كجزء من تمكين الأفراد وضمان استقلاليتهم وكرامتهم. كما يُعزز التعاون بين الأسرة والمجتمع والنظام الصحي لتحقيق بيئة داعمة ومشجعة للحياة الصحية.

وتعتزم الجهات المطورة تقييم أثر الأداة خلال الفترة المقبلة عبر جمع البيانات من مستخدميها والمراكز الصحية التي تم تدريبها على تطبيقها.

من المنتظر أن تمهد هذه المبادرة الطريق أمام مشاريع مماثلة في مناطق أخرى، خاصةً إذا ثبت تأثيرها الإيجابي في خفض مؤشرات السمنة والنحافة المفرطة وتحسين الصحة العامة لدى الفئة المستهدفة.

المقالة السابقة
اتفاقية تعاون بين مؤسسة الملك سلمان وسفارة باكستان لدعم أطفال الجالية ذوي الإعاقة
المقالة التالية
زهراء الصفار تتحدى الإعاقة وتدرب الكفيفات على الحرف اليدوية في السعودية