Skip to content

رغم التشريعات.. ذوو الإعاقة بجنوب أفريقيا يواجهون صعوبة في التعليم والتوظيف

رغم التشريعات.. ذوو الإعاقة بجنوب أفريقيا يواجهون صعوبة في التعليم والتوظيف

جنوب إفريقيا – جسور – فاطمة الزهراء بدوي 

كشف تقرير نشره الصحفي Siyabonga Sithole على موقع IOL الجنوب إفريقي، بعنوان: “Are South Africa’s disability laws truly making a difference” وجود فجوة بين التشريعات والممارسات الفعلية، المتعلقة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في جنوب إفريقيا.

وجاء في التقرير أنه رغم امتلاك جنوب إفريقيا، أحد أكثر الأطر القانونية تقدمًا في العالم، فيما يخص حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، إلا أن التحديات اليومية التي تواجههم تُشير إلى فجوة كبيرة بين النصوص القانونية والواقع المعاش.

تشير بيانات صادرة عن هيئة الإحصاء في جنوب إفريقيا إلى أن الأشخاص ذوي الإعاقة، يعانون من صعوبات كبيرة، في الحصول على فرص التعليم والتوظيف. كما أن الأسر التي يعيلها أشخاص من ذوي الإعاقة تعاني من ضعف في الوصول إلى الخدمات الأساسية، مقارنة بالأسر الأخرى. وتزداد الفجوة وضوحًا عند النظر إلى التفاوت في إتاحة الأجهزة المساعدة عبر المناطق الجغرافية والمجتمعات السكانية المختلفة.

في فعالية إطلاق C20 في جنوب إفريقيا، والتي تسبق قمة مجموعة العشرين، تحدثت سيكيليلوى أليكس متسيتشانا، المؤسسة لمؤسسة تمكين الصم ورئيسة المجلس الوطني للأشخاص ذوي الإعاقة، عن العقبات التي لا تزال تقف في وجه تمكين أصحاب الإعاقة رغم توقيع البلاد على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

أوضحت متسيتشانا أن السياسات على الورق ممتازة، غير أن التنفيذ على أرض الواقع لا يرقى لطموحات المجتمع. وركزت على أهمية إتاحة التعليم الدامج منذ المراحل الأولى في الطفولة، قائلة: “التدخل المبكر في رعاية الأطفال ذوي الإعاقة لا بد أن يكون أولوية.. هذا ما يُمكّهم من التعلم في بيئة تساند احتياجاتهم منذ الصغر”.

وأشارت أيضًا إلى أن الشباب من ذوي الإعاقة ما زالوا يُواجهون تمييزًا في سوق العمل، نتيجة مفاهيم مغلوطة أو تخوفات غير مبررة من قبل أصحاب الأعمال. لذلك، تعمل مؤسستها على إطلاق برامج توعية موجهة للمؤسسات لتشجيعها على دمج أصحاب الإعاقة، والتأكيد على قدرتهم على العطاء في مختلف الميادين.

من جهتها، دعت ماباسيكا ستيف ليتسيكي، نائبة وزيرة شؤون المرأة والشباب والأشخاص ذوي الإعاقة، المجتمع المدني إلى رفع صوته بوضوح خلال فعاليات C20، وشددت على أهمية إشراك الفئات المهمشة في صياغة السياسات المرتبطة بهم. وقالت: “هؤلاء الأقرب إلى الألم يجب أن يكونوا الأقرب إلى مراكز اتخاذ القرار”.

بدأت رحلة متسيتشانا الشخصية بعد أن فقدت سمعها في عام 2015، ومنذ ذلك الحين وهي تسعى لتحويل تجربتها المؤلمة إلى قوة دافعة لتغيير حياة الآخرين. ومن خلال مؤسستها الاجتماعية، تسعى لإيجاد فرص عمل وتدريب وتأهيل للمجتمعات الصماء وسائر فئات ذوي الإعاقة.

في العام 2023، شهدت البلاد تطورًا مهمًا بإدراج لغة الإشارة الجنوب إفريقية ضمن اللغات الرسمية، لتصبح اللغة رقم 12 في الدستور. ورغم الترحيب بهذه الخطوة، ترى متسيتشانا أن ما تحقق حتى الآن لا يزال نظريًا، إذ لم يتم إدراج هذه اللغة بشكل فعلي في مناهج التعليم، على غرار اللغات الرسمية الأخرى. وأكدت: “الاعتراف وحده لا يكفي. المطلوب تنفيذ يضمن المساواة الحقيقية”.

يبقى التحدي الأبرز في جنوب إفريقيا اليوم هو تحويل القوانين من شعارات إلى سياسات فعالة تُترجم إلى واقع ملموس يُعزز كرامة أصحاب الإعاقة، ويضمن لهم حقهم الكامل في التعليم، والعمل، والمشاركة في الحياة العامة.

المقالة السابقة
الجمعية الملكية البريطانية تطلق تقرير”تكنولوجيا الإعاقة العالمية”والهند تتصدر المشهد
المقالة التالية
“حلم غير معتاد” لناشط أمريكي يناقش مشاعر الحزن لدى أحباء ذوي الإعاقة